|
|
|
إنهم يريدون الرفقة لا الرفيق ! ::
الكاتب: صفية الجفري
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/01/2006
الحب المستحيل والأدب !
كتب لي يقول : لم تتحدثي في مدونتك (الحب المستحيل، والفقه.. ) عن مساحة الاستحالة وسببها، وكنت أحسب أنك ستفعلين، لكن هواك الفقهي غلب على هواك الأدبي، فهلا عدلت كفتي الميزان ؟
تأملت في رسالته، وعزمت فعلا على تناول ما أشار عليّ به، لكن ليس بالأدب وحده تعتدل كفتا الميزان، وإنما بمزيد تفصيل، ونظر في الأبعاد الإنسانية والاجتماعية، وذلك لا ينفصل عن الجانبين الفقهي والأدبي، بل كل ذلك يلتحم ألما وأملا وحكمة .
الضباب والعشق ..
ينشأ الحب هنا في أجواء مكفهرة لدى الطرفين غالبا، بعد اشتداد الحياة عليهما، فيكون لهما ملاذا من قسوة الأيام، والبرد العاصف العاتي للوحدة .. وكليلة شتوية يسودها الضباب، تكون علاقتهما، يصعب عليهما فيها تبين وضوح المشاعر أو المواقف أو العطاءات !
ثم تكون سماء العشق لدى المرأة أسرع إلى الصفاء، فتعطي .. لعل في هطول سحب عطائها ما يؤذن بانقشاع ضباب سماء الرجل ..
لكن ، هيهات .. يظل الرجل عاجزا غالبا عن اتخاذ خطوة تنقل علاقتهما إلى النور، إذ يثقله التردد، ويقعده الجبن، ويزداد شعوره بتيهه وعظم مسؤولياته القديمة .. وهو مع ذلك يعد الجبن هنا فضيلة، والتقاعس تعقلا، وتحمل مسؤولية جديدة هو ضرب من الجنون، وتكرار أحمق لتجربة مريرة .. هل اتضحت إذن صورة الحب المستحيل التي تحدثت عنها ؟
رجل متزوج تثقل كاهله الأعباء، ويحيا حياة مبعثرة، يجد ملاذه عند امرأة غير مرتبطة قد استبدت بروحها الرغبة في السكن والسكينة .. ويسيران في طريق تكتنفه ورود الأنس بالرفقة، كما أشواك القلق من حاضر ومستقبل مكبل بالضباب ..
الرفقة أم الرفيق ؟ قالت لي، وقد استفاقت بعد تجربة (حب مستحيل): عرض عليّ أن نتزوج سرّا، فظروفه لا تسمح بارتباط علني، وطلب مني أن أحتمل ذلك لعل ظروفه أن تتحسن يوما ما، فيعلن الزواج .. قالت: كررت قوله: يوما ما، ثم قلت: إذن أنت تريد الرفقة لا الرفيق! ولو أردت الرفيق حقا، لحفظت له حقه في حياة كريمة يحياها بلا هضم ولا ضيم أمام نفسه قبل أن يكون ذلك أمام المجتمع الذي يعيش فيه .
وكيف تكون محبا حقا؟ يا من ترتضي لحبيبك حقوقا منقوصة .أي فردية في الحب تبتدعها يا سيدي ؟ قد أغفر لك أن تقول فلنبتعد لأني لن أستطيع أن أفيك حقك، لكن ما لا أغفره لك أن تدعي حبا زيفا وزورا ! كان الألم يرسم على وجهها خطوطا ضاقت لها عيناها، لكنه ذاك الألم المترفع، الذي يعتز به صاحبه، ويرى فيه ثمنا لا بد منه لتمسكه باحترامه لذاته، وإيمانه بها صور أخرى..
كتبت سماء ( في فقه العشق )، وتحدثت عن رمادية مثل هذه العلاقات، وأن الفراق لا يكون دوما هو الحل الأمثل في ظل نسبية هذه الكلمة وفقا لاختلاف الحالات المرتبطة بها . لكن، أليست دوما هناك أسس لا نسبية فيها ، دينيا ونفسيا واجتماعيا ؟
وكيف تصدق المرأة أن من أبى أن يتحمل المسؤولية كاملة بداية أن يتحملها فيما إذا تعقدت الأمور، وضاقت السبل، أو حصل بينهما شقاق ؟ .
رحم الله القاضي عياض إذ يقول: لو كانت لي دعوة مجابة لصرفتها إلى عاشقين أن يجمعهما الله في حلال . أو كما قال .
فهل كان القاضي عياض يدعو لمن يتخذ العشق دعوى لتحصيل مكاسب الرفقة ولو حلالا، و يهمل حق الرفيق ؟ لا أظن !
حرر في يوم الخميس
29/12/2005م
*للتواصل : safi_maganin@hotmail.com
*اقرأ أيضا: الحب المستحيل، والفقه.. / شباب الجنة للنساء فقط / إلى بثينة كامل .. من وحي سطورك / حكايات صفية: عقولهم ترللي .. / حكايات صفية :أخلاق الحقيقة / حكايات صفية :تفاصيل صغيرة / حكايات صفية: الملائكة تلعن النساء فقط؟! / حكايات صفية: المكلا .. لمحات إنسانية ( 6 ) / للنساء فقط .. في سطور
الكاتب: صفية الجفري
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/01/2006
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|