سب النبي .. هل هو حقاً ::

الكاتب: بنت الفرات
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/01/2006

 
حكايات بنت الفرات : سب النبي .. هل هو حقاً "مزعج" ؟؟؟؟

احترام الآخَر لنا يبدأ من احترامنا لأنفسنا , والتزام الآخَر باحترام مقدساتنا يبدأ من التزامنا نحن باحترامها ..

سمعت كما سمع العالم بخبر صاحبة الجلالة التي تهكمت على نبينا عليه افضل الصلاة والسلام .. ولكنني لم أر في ذلك ما يدعو لهذا الانزعاج الهائل الذي رأيته من الجميع :
حكاماً ومحكومين .. ليس لأنني لا أحبه صلى الله عليه وسلم , بل لأنه كانت للأمر أبعاد أخرى جالت في رأسي .. وسأشارككم بها ..

أولاً , حين سمعت ولأول مرّة في حياتي سباً وشتماً لله عز وجل ولرسوله وللدين كله, أصبت بقشعريرة رهيبة في بدني وبحالة من الذهول عقدت لساني , لم تكن تلك المرة الأولى على لسان أحد أعداء الله ورسوله – ويا ليتها كانت كذلك -, بل كانت على لسان أحد أبنائنا .. وبعد تحقيق وتقصي حول هذه البذاءة التي لوّثت ألسنة وأفئدة أبنائنا ونالت الله ورسوله ودينه , تبين لي أنه من الطبيعي جداً أن يصدر ذلك منهم لأنهم لا ينفكّون يرون مدرّسيهم في المدارس وأهاليهم في البيوت يصبون جام غضبهم ولأتفه الأسباب على الله ورسوله فيسبونهما ويشتمونهما وبأقذع الكلام والعياذ بالله ..

إذا كان في سب النبي عليه الصلاة والسلام ما يدعو للانزعاج فعلاً , فليكن انزعاجاً موحّداً ضد أي شتم له , سواء كان داخلياً أو خارجياً .. أم أن الانزعاج لم يكن غضبة حقيقية لله ورسوله بل هو غضبة للكرامة الشخصية والدولية التي أُهينت بإهانة رموزها الدينية ؟؟

نعيب كثيراً على بوش سياسته التي يكيل فيها بمكيالين .. ولا أرى أننا أفضل حالاً منه ..!!

أما آن الأوان أن نتخذ خطوات عملية حقيقية لتنظيف بيوتنا ومدارسنا من هذه البذاءة وهذا الكفر كما اتخذت بعض الدول خطوات حاسمة فقاطعت البضائع الدانماركية ؟

حتى هذه الخطوة الحاسمة والتي هي المقاطعة, يومين أو ثلاثة على الأكثر وستعود المياه لمجاريها لأن تلك الدولة المعتدية تعلم تمام العلم أننا سنعفو ونصفح عند أول اعتذار وتطييب خاطر وسحب للكلام الذي أزعجنا , لأنها ترى صفحنا عن أولادنا حين يمسّون مقدساتنا .. بل ترى تجاوزنا حين يكون هذا التعدي منا نحن الآباء والمربون على هذه المقدسات بتبريرات واهية : "متنرفز .. لم أقصد ما قلت .. الخ " ... ولأنها تعلم مدى عمق هذه الغضبة وقوتها وأنها سطحية كأمواج المد العادية وليست جذرية كأمواج تسونامي ..

 كيف لا وهي ترانا رأي العين نشرب البيبسي كولا ونحن نتفرج على تنكيل الصهاينة بالأبرياء ؟!؟؟!؟

تهتز مشاعرنا قليلاً ولكنها لا تلبث أن تعود لسباتها من جديد ..

نعم يا صاحبة الجلالة , لا ألومك لأنك استهزأت بالرجل الذي أخرج هذه الأمة الذليلة , ولكنه ليس ذنبه , فقد صنع هذا الرجل أفضل أمة عزةً وإباء وشرفاً ورحمة وإنسانية , وما ترينهم الآن ليسوا إلا مسوخاً مشوهة لا يمتون إلى الأمة التي صنعها إلا بصلة الاسم: يسمون مسلمين , ولكن الإسلام أيتها الملكة منهم بريء.. وحامل الإسلام إلى البشرية منهم بريء .. ولن تقنعك إجابتي هذه , أعلم , لأنك تريدين أن تري واقعاً .. لا أن تسمعي كلاماً .. كنت أود أن أقول لك : والجواب ما سترينه لا ما ستقرئينه , كما قالها عظيم من عظماء تاريخنا ممن كانت نخوة الإسلام في رؤوسهم حين تجرأ ملك – مثلك تماما – على النيل من مقدسات ديننا .. ولكنني لا أجرؤ الآن .. ربما بعد عشر سنوات سأستطيع .. من يدري .. وإن غداً لناظره قريب .

اقرأ أيضا:
نقد "مواقف مؤثرة 2"مشاركة  / حكايات بنت الفرات ..الزواج الثاني, مشاركة  / حكايات بنت الفرات: مواقف مؤثرة(2)  / حكايات بنت الفرات لغة الجيل الجديد  / حكايات بنت الفرات: الأخوّة في الزواج الثاني  / حكايات بنت الفرات:قصة زواج من قالت  / حكايات بنت الفرات مشاركة على : بوح الدكتور أحمد ..  / حكايات بنت الفرات: حفلة بمناسبة يوم اليتيم..  / حكايات بنت الفرات: وظائف إنسانية شاغرة  / حكايات بنت الفرات: مواقف مؤثرة  / تعليم مين، إيه،..ليه!يا عم كبر، مشاركة  / حكايات بنت الفرات: جيش التحرير أم جيش التدمير..  / حكايات بنت الفرات: في مدرسة القرية  / حكايات بنت الفرات: وقفة على أطلال بيت جدي  / حكايات بنت الفرات: مدارس ماريا  

الكاتب: بنت الفرات نشرت على الموقع بتاريخ: 30/01/2006