لقد كان الجميع يشيد بصوتي ولكن بالتأكيد صوتي تغير. علي مدى ثماني سنوات أعيش في قاهرة التلوث والإجهاد .
للهروب من أفكاري السوداء، طلبت نفسي من تليفوني المحمول على تليفوني الأرضي بالمنزل وانطلقت في الكلام علي جهاز الرد الآلي. "ألو، بثينة؟ أنا بثينة!" ورويت بصوت عال ما كنت أعيشه.
كانيجب أن أُفرغ انفعالي. ربما ما ينشط الكلام عند غالبية المجاوبين على جهاز الرد الآلي، أن الوقت المتاح للكلام دقيقتان فقط. إذن يجب التغلب على الصمت، والانطلاق، ووضع كلمات فوق القلق، وعرض المشكلة. وربما لو عدت إلى منزلي على الفور، مع عدم الكلام عما يضايقني، وعدم بذل أي مجهود لدراسة ما حدث، كنت سأستمر لعدة ساعات في تحمل حواري الداخلي.
عندئذ، في الخارج، ابتعدت عن المارة، وحاولت إطلاق الأشياء بالكلام بصوت عال. وعندما عدت للمنزل، قمت بالاستماع إلي رسائلي على جهاز الرد الآلي وقد خفف ذلك عني..فعلاً.
كنت قد كشفت عن كل أخطائي في طريقة تفكيري. وعند سماع صوتي، وجدت فيه حيوية وأن لدي أحيانا روح الفكاهة.
وأعتقد أني لمعالجة مواقف أخرى سألجأ من جديد لرسائلي التي أفرغ فيها قلقي.مع عدم التخلي عن الكتابة، التي توصف بالذات في حالات الأرق،فهي تتيح إخراج الكلمات "التي تدور كالنحلة داخل الدماغ فتمنع النوم."
إنها تقوم بوظيفة المجاري أي بالتصريف. لكن الأمر كله يقوم على عدم التحفظ، وعدم اختيار المفردات، وعدم الاهتمام بالأسلوب.
"إن الهدف هو المفعول المطهر. اترك الانفعال يخرج." لاحظ كيف تهدأ كتابتك كلما خرجت الكلمات، بعد أن كانت غير متناسقة ومهتزة. وهكذا يمكنك أن تمسك بالجريدة التي ستملأها عند مغادرتك الفراش أو قبل أن تنام، حتى تزيل تلوث ذهنك.
إنه واجب يحررك. اكتب مع بدء جملك بالتتابع بـ "لو كنت أعرف..."، "أحرص على أن أقول لك..."، عندما رحلت..."، "هل تذكر..."، "كان يجب علي...". اختر واحدة أو أكثر من تلك الواجبات واكتب حتى تستنفد إلهامك فهذا سيساعدك على أن تحفر بعمق في مطالبك، وندمك، وكذلك خجلك... أما كلمة "يا حبيبي"، فستتيح لك تصعيد الذكريات الإيجابية مستهلكا طاقة الحب عندك وإبداعك.
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com