إغلاق
 

Bookmark and Share

من العيد إلى يوم العراق البعيد ::

الكاتب: أ.د. وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/02/2005

كل عام وأنتم جميعا بخير،
هذا ثاني عيد أضحى يمرُّ وأنتم مع
مجانين، وإن شاء الله دائما تبقى لنا أعيادنا سعيدة معكم وبكم، وأنا أجلس الآن على مجانين، وقد رجعت من زيارة أهل زوجتي، وتسربت دون أن يدري بي أحد، أو تسحبت بعدما أودعت السيارة في موقف سيارات المستشفى القريبة من منزلي، متجها إلى عيادة المجانين التي أدير منها كل أنواع المجانين في حياتي، اتصلت بالدكتور أحمد عبد الله فأجابتني إحدى بنتيه،

قلت: السلام عليكم كل سنة وإنت طيبة بابا فين يا حبيبتي؟ بابا بياكل،..... طيب بالهنا والشفا بس خليه لأ قوليله عمو وائل اتصل وبيقولك جاوب، وبعد ما يخلص أكل فكريه، كل سنة وانت طيبة، السلام عليكم.

المهم وصلت إلى العيادة، ودخلت إلى مجانين، راجعت تحديث الاستشارات، وقررت فتح بوابة استشارات مجانين طوال أيام عيد الأضحى المبارك، وكأنها عيدية لكل من يدخل مجانين في العيد، وقد فعلت، ربما شجعني اعتقادي أن الناس مشغولون بغير الإنترنت في العيد، ولكنني عرفت أن الناس مدمنون على النت أكثر من أي شيء آخر، صحيحٌ أن أعداد الدخول على الموقع كانت أقلَّ، لكنَّ رزق مجانين كان بفضل الله كبيرًا ووفيرا، ولن أزيد خوفا من الحسدِ أو "القَـرّ" -بالعامية المصرية- على مجانين.             

وهذا أنا أعاود الكتابة مساء الأحد الثامن عشر من ذي الحجة، ياه ... كان هذا مشروع مكتوبٍ لمجانين
مجانين في العيد، وها أنا ضيعت ما كنت أودُّ قوله في العيد، وربما ساعدني ورود مادةٍ رائعةٍ بل- غير مألوفة الجمال- من أ.صفية الجفري أسميناها حكايات صفية وكذلك تأملات ثاقبة من د.رحاب سيد عبد الله فأسميناها حكايات رحاب ثم دمشقيات رائعة من بنت الفرات، وهكذا انشغلت أو قولوا أُخِذْتُ من الإلزام بالكتابة لأخبار وتقارير مجانين، ولو إلى حين،................. ولكن أرجعني الليلة ما وصلني من خلال بريد المشاركات تحت عنوان -مصر أم الدنيا!- ثم:- لم هذه العنصرية!- فوجدتني أتساءل وأين العنصرية؟ في مجانين؟؟ لا أدري .... وعلى أي حالٍ سأنقل لكم الرسالة كما وصلتنا وبنفس الشكل الذي أرسل به المتابعات والمشاركات لمستشاري مجانين
:    

Name: زيد خالد عبد الله E-mail: zkam83@hotmail.com Country: العراق Position: طالب Age: 21 Sex: Religion: مسلم Subject: مصر أم الدنيا! Message:-

لم هذه العنصرية!
ومن هم المصريون؟ أليسوا بشرا كباقي البشر، أم أنهم آلهةٌ ورثو الألوهية من فرعون؟!!!
كل مواضيع النقاش تدور حول مصر والمصريين والفتيات المصريات وليس هذا فقط بل بعض أسئلة القراء (المصريين) تأتي باللهجة المصرية؟!
لم كل هذا الكره للغة العربية؟ ولمَ يحاول المصريون تمصير اللغة العربية بدبلجة حتى كارتونات الأطفال باللغة المصرية؟!

كما لا يقبل المسلمون أن يقال على الكافر الذي يكره الإسلام ولا يتبع تعاليمه بالمسلم، فلا يقبل العرب أن يقال على شخص يكره العرب ويكره لغتهم ويتكبر عليهم أن يقال عليه عربي!

لو كان هذا الموقع للمصريين فقط، فلمَ لم الرابط .eg
وليس .com
مع احترامي للمصريين
زيد
30/ يناير/2005

صدمتني هذه الرسالة في بداية ما قرأت منها، ثم ما لبثتُ أن فهمت أن صاحبها وجد نفسه على
مجانين بالصدفة، وراح يعبرُ عن فكرةٍ كامنة قد تصحُّ على البعض لكنها بكل تأكيد لا يمكنُ أن تنطبق على مجانين، كيف ذلك ونحن نطالب دائما حتى أصحاب المشكلات بأن يكتبوا لنا بالفصحى؟ كيف ذلك ونحن نعتذر للقارئ عندما نضطر إلى نشر نص بالعامية المصرية،

وسبب ذلك أننا نقع في حيرة بين أن نترك كلمات صاحب المشكلة كما قالها، وبين أن نقوم بجعلها أقرب ما تكونُ إلى الفصحى وبشكل كثيرا ما يؤثر على طلاقة وطبيعية الأسلوب، حتى نجد أنفسنا في بعض الحالات وهي قليلة مضطرين لنشر النص كما وصلنا ونعتذر بين السطور مثلا كما فعلنا في استشارة
فيما وراء العيون: مشكلات قد تكون ، أين الكره للغة العربية؟ أين ه على مجانين؟؟، غريبٌ إذن أمر هذا الفتى العراقي.

بدأت إذن أتخيل هذا الفتى الذي جلس في مساء الأحد30/ يناير/2005، بعد أن أدى دوره في ملهاة الانتخابات المأساوية، وهو بالتأكيد فعل، فمن في العراق يمتلك ترف الإنترنت؟ لا أحسبه أبدا من الرافضين لاحتلال العراق، وإلا لكان له شأن آخر على الأقل يوم الانتخابات، ولا أحسبه من سكان مناطق الجهاد المشتعل لأن تلك المناطق لا كهرباء فيها في البيوت ولا مقاهي إنترنت في الشوارع،

من يكونُ إذن ذلك العراقي الذي تقيأ ما تجرعه من مفاهيم أبعد ما تكونُ عن الصحيح وأقرب ما تكونُ للسطحية، وأين ذلك من العراقي الذي قال لأحد أصدقائي الموثوق بهم، وهو يحكي عن أيام حرب تدمير العراق لتحرير الكويت قائلا: رغم اختلاف الموقف السياسي بين مصر والعراق في ذلك الوقت كانت الأوامر تقول لنا في حالة الانسحاب من الكويت "احتموا بالجنود المصريين وليس بغيرهم"، لست أدري أي نوع من الفتيان يكونُ صاحبنا هذا؟ وأتمنى بالفعل أن أعرف، فمن الواضح أن جزءًا كبيرا من شعب العراق مثلما هو الحال في أغلب الشعوب العربية يعيشون خارج التاريخ السياسي لبلدانهم أو لنقل لا ينالون من الفهم لواقع الأمر شيئا، فيساقون كما .... وأعتذرُ عن إكمال التشبيه، لكنني أدعو صاحبنا أن يقرأ جيدا ما نعرضه على
مجانين ليعرفَ أنه حتى من يكتبون في مجانين من المستشارين والمشاركين والمساهمين في معظم الأبواب هم من كل أقطار العرب وليسوا مصريين فقط كما اعتقد بل إن من بيننا عراقي شريد لا أحسبه شارك في الانتخابات، وهذا فضلا عن أصحاب المشكلات فليس المصريون أغلبية حتى بينهم، ......على أي حال هذا أنا عرضت لكم بعضا مما يصلنا على مجانين وأترك باب النقاش مفتوحا.

للتواصل:
 
maganin@maganin.com

وإقراء أيضا على
مجانين

في العراق وفلسطين : توالي المصائب وتجديد الإيمان
عندما كنتُ مشروع إنسان تافه
        
 



الكاتب: أ.د. وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/02/2005