الكاتب: د.أحمد عبد الله نشرت على الموقع بتاريخ: 04/09/2006
يقولون أن كلمة "إنسان" تصلح للمذكر والمؤنث، لكن لا بأس من تأنيثها من أجل خاطر من سأكتب عنها!! كنت أحوم حول العشرين حين كتبت هي أو نشرت في مجلة مصرية أسبوعية تحقيقا عن الجماعات الإسلامية مليء بالتعميمات والتشويهات، والقصص الملفقة المعتادة، الجديد فيه أن الطرف الذي كان يروي هذه الأساطير هم زملاء لنا في نفس الكلية، وبالتالي يروون عنا!! وجاءني بعض الزملاء محتجين: شفت ناشرين عننا إيه؟!
قلت لهم ببساطة: من حقنا الرد، وتوجهنا إلى مقر المجلة، ومباشرة إلى مكتبها. قابلتنا مرحبة في أدب ورقة، عرفت بعد ذلك أنه حقيقي جدا، وعرفت منها أيضا أنها كانت مذعورة من دخلتنا عليها!! قلت لها، ومعي وفد من بضعة زملاء: نشرت هذا، ومن حقنا الرد. قالت: طبعا، وبدأت معي في حوار نشرته كاملا فيما بعد بحرفية عالية جدا، ونزاهة ليست غريبة على ابنة مستشار.
ملامحها المصرية، وروحها الوادعة هي الخط الأول أو الغلاف المحيط جمالها الروحي والإنساني الذي يتدفق ببساطة وعفوية في تصرفاتها. لا نتقابل كثيرا خلال عقدين من الزمن، وأكثر، هو عمر علاقتنا من أول لقاء في مقر المجلة إياها، لكن أحيانا نتصل تليفونيا، وننوي التواصل ثم تجرفنا سواقي الحياة، وتمنعني بالتالي أيامي ومشاغلي من أن أتعلم أكثر من هذه الأستاذة التي لا أعتقد أنها تخفي عمرها الذي أحسبه حاليا يدور حول الخمسين، ولكن مثلها - أقصد في غيابي عنهم وعنهن- كثيرات، تشغلني الأيام عن مقابلة هذه الكنوز البشرية، سلسلة لا تنتهي من حفريات ذاكرتي، وتشكيل الوعي والكينونة الخاصة بي!!
لوحة فسيفساء مشاعري وذاتي واعتزازي بوطني الذي أنجبهم، وشكري العميق لله الذي عرفني عليهم، فالحمد لله في الأولى والآخرة. أرثي لمن يروا في حياتهم إلا أشباه البشر، أحسد نفسي لأنني سرت في حياتي لا أشاهد في بلدي غير المسوخ، والأرض الخراب، كنت أقول لإحداهن بالأمس أنني عشت أكثر من عمري بكثير، ولله الحمد والفضل والمنة.
واليوم قرأت للأستاذة مقالا أعادني للقاء الأول، ولمشاعر العرفان والإعجاب والتقدير والحب لهذا الرمز، وتلك الأيقونة على جدران زماني، صباح الخير يا إنسانة.... 5/7/2006
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com