ساخن من لبنان: المسار التصاعدي للمعنويات ::
الكاتب: زينب جمعة
نشرت على الموقع بتاريخ: 07/08/2006
العدوان الإسرائيلي والمسار التصاعدي للمعنويات
كان العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في12تموز وتصاعد بدءا ًمن اليوم التالي, كان مفاجئاً في وتيرة القصف وفي زمانه ومكانه. وكانت المفاجأة استهداف الضاحية الجنوبية بدءاً من اليوم الثالث بقصف الجسور ثم بالتدمير المنهجي للمربع الأمني بين منطقتي حارة حريك وبئر العبد.
كان الأسبوع الأول, أسبوع الصدمة التي فاجأتنا جميعاً, كنا نتوقع رداً إسرائيلياً, لكن ليس بهذا الحجم ولا بهذا العنف ولا بهذه الوحشية.
كنا نظن أن إسرائيل سوف تحترم حدود اللعبة التي فهمها شارون والتزم بها حرفياً بعدما تعلم الدروس البليغة من تجاربه المريرة في لبنان. فشارون لم يبادر إلى شن عدوان كاسح إثر أسر الجنود الثلاثة عام 2001بل كان رده موضعياً ومحدوداً آنذاك ثم بدأت المفاوضات غير المباشرة لتبادل الأسرى والتي لم تؤت ثمارها إلا بعد عامين.
أما أولمرت الذي نعته الأمين العام لحزب الله بأنه رئيس الوزراء الأكثر فشلاً والأكثر حماقة في تاريخ الكيان الصهيوني, فقد أراد إثبات ذاته عبر إشعال الحرب والعدوان (الذي تبين فيما بعد أنه كان مخططاً ومدبراً). المفاجأة كانت كبيرة لنا وكنا نحتاج إلى بعض الوقت لنصدق أن الحرب قد عادت وأننا من جديد سوف ندخل في دوامتها الجهنمية, بعد ما كنا قد عشنا سنوات ست من الأمان في ظل التحرير وفي حمى المقاومة..
إنها الحرب إذاً, وقد بدأت تأخذ أشكالاً تدميرية هائلة لم نكن نتصور أن تصل إليها, صواريخ ضخمة تدمر المباني العالية وتسويها بالأرض, مئات الأطنان من القذائف"الذكية" رمتها الطائرات الأمريكية- الإسرائيلية على قرى الجنوب وبيوته الآمنة, كما على الضاحية التي تحولت إلى منطقة ضربها زلزال من ثماني درجات..
في الأسبوع الثاني, تحولت الصدمة والوجع والألم إلى الصبر والصمود, لاسيما بعد إنجازات رجال المقاومة البواسل سواء عبر قصف الصواريخ أو عبر ضرب البارجة البحرية قبالة شاطىء بيروت.
وبدأ التهجير من مختلف قرى الجنوب إلى المناطق الأكثر أمناً, والمهجرون هذه المرة ليسوا كما في المرات السابقة التي تهجروا فيها, كنتَ ترى في أعينهم الوعي والعزم والقوة , وتلهج ألسنتهم بحب المقاومة وقائدها , وبأنهم حتماً عائدون.
في الأسبوع الثالث تصاعدت همجية العدوان وكان قصف الطائرات يزداد وحشية, ويكاد لا يشبع نهم أولمرت وأعوانه إلى قتل النساء والأطفال.فكانت المجازر المتنقلة وعلى رأسها مجزرة قانا, وتحول الشعور بالصبر والصمود إلى شعور بالتحدي: كان الناس نساءً ورجالاً وأطفالاً يخرجون من تحت الأنقاض ليهتفوا باسم السيد حسن نصر الله الذي كانت إطلالاته المتلفزة تعطيهم الأمل وتمدهم بالقوة واليقين بالنصر.
ثم بدأت تباشير الأسبوع الرابع, أصبحت القرى الأمامية مدمرة كلياً, بعد ملحمة بنت جبيل ومارون الرأس البطوليتين, ومحاولات العدو التقدم دون جدوى والخسائر الهائلة التي يتكبدها يوميأً من الجنود والعتاد. فدبابات الميركافا صارت صيداً سميناً لرجال المقاومة الأشداء الذين أصبحوا "صائدي الدبابات".. بالإضافة إلى الصواريخ التي تنهال يومياً بالمئات على المستوطنات الشمالية و على المدن الكبرى للصهاينة.
كل ذلك جعل الأسبوع الرابع أسبوع الشعور الغامر بالنصر, لم نعد اليوم نفكر بالتضحيات, لم يعد الدمار يعنينا, ما يعنينا فقط حالياً هو قتال مجاهدي المقاومة وتصديهم الأسطوري للجيش الهمجي الذي ما زال يعتدي ويحاول التوغل داخل جنوبنا العزيز الذي حررناه في الماضي بالدماء والدموع, وسنحرره اليوم من جديد, وسنمنع أي جندي صهيوني قذر من البقاء ولو في شبر واحد من أرضنا الطاهرة. وقد لفتني اليوم قول فلاح جنوبي طاعن في السن وصامد في أرضه:"إن إسرائيل دمرت الحجر فقط أما النفوس فلن تستطيع تدميرها".
التحدي لا حدود له اليوم لدى الجنوبيين, صامدين ونازحين, مقاومين ومجاهدين, لا خيار لنا سوى التقدم إلى الأمام, لا خيار لنا سوى النصر, لن ننظر إلى الوراء, لا شيء سيفت من عضدنا, سوف ننتصر بإذن الله, هذا وعد الله ولن يخلف الله وعده.
*للتواصل: maganin@maganin.com
نقلا عن موقع http://www.askdrahmed.com
5/8/2006
*واقرأ أيضًا: الاختيار دائما.......مدفوع الثمن/ مغامرات في السليم، صبرك علينا شويه / الآثار النفسية للحروب على الأطفال / السلام حلم الطفولة في الشرق الأوسط / سامعين أفنان بتقول إيه !!! / إذا كان مجنوناً، فاللهم أكثر منهم / وحدة للتدريب على طب الكوارث بالزقازيق / دور الأخصـائي النفسـي في الأزمـات / الأطباء وإنقاذ مصابي الكوارث / مؤتمر قومي لطب الكوارث! / المؤتمر القومي السابع لطب الكوارث / فريق مركز طب الأزمات مصر بخير / هذا الذي أفعله..المجد للمقاومة / شكرا منظمة الصحة وفي انتظار المزيد / تحيا كوريا الشمالية: يحيا حزب الله/ اغتيال الحرية: لبنان عروس العرب / رسائل فك الحصار 24 /7 /2006 / قانا...مذبحة إسرائيلية جديدة / الإعلام الشعبي 30/7/2006 / سبقنا شعبولا، ولكن سوف نبدأ / إعترافاتي الشخصية: لماذا هم قصار القامة؟ / قانا وما بعدها بيروت يصل ويسلم / لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟ / مسلمون نحو عولمة بديلة / في بلد البنات / شاهدة عيان: ماذا يجري في لبنان1 / شاهدة عيان: ما الذي يجري في لبنان2
الكاتب: زينب جمعة
نشرت على الموقع بتاريخ: 07/08/2006
|
|