الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي نشرت على الموقع بتاريخ: 13/08/2006
بينما القلب موجوع والرقبة والظهر، وشيء ينبئك بأنك تُهلك فعلا من العمر، أشعر أن هامتي يرفعها لبنان، أشعر بأن أغنياتنا التي كانت لها معانٍ ولم تعد لها معانٍ لسنوات طوال.... أصبح الآن لها معنى..........، وبينما أنا أفتح بريد مجانين جاءتني رسالة عن موقع للأغنيات العربية جديدة وقديمة فتابعت الرابط بحثا عن أغنيات تناسب ما أعيش ويعشه معي ملايين من يعيشون هم الأمة، وجدت وأنا أبحث في صفحة الأغنيات اللبنانية ألبوما لحزب الله اسمه الوعد الصادق، حملته أغنية... أغنية بعد اشتراكي وسمعت يا جبل ما يهزك ريح فبكيت وأنا أدعو الله أن يصدق حزب الله وعده،...... ورحت أفتش في ذاكرتي عن أغنيات عبد الحليم حافظ –يرحمه الله-...... كان يغني:
طاير طاير طاير على جناح الحمام جايب تحية تحية وسلام من كل الأمة العربية.... لوقفة لبنان الأبية يا سلام
يا سلام يا يا يا سلام
يا سلام... الأرز كان نايم في أحضان الصباح والجبل عالي عالي.... بيضحك للرياح والسهل كان هادي هادي..... ما يحلم بالجراح
يا سلام............
صرخت صبية مِ الجنوب الغدر نازل عَ الدروب وقفوا الرجال زي الجبال سمع الصباح صوت السلاح وقفوا الرجال زي الجبال سمع الصباح صوت السلاح والغدر ذاق طعم الجراح...... طعم الجراح
طاير طاير طاير على جناح الحمام جايب تحية تحية وسلام من كل الأمة العربية.... لوحدة لبنان الأبية.... يا سلام يا سلام يا يا يا سلام
يا سلام يا سلام عَ الشجر صوت البلابل زي أصوات البارود يا سلام عَ الجبل في الأرض أغصانه مدافع عَ الحدود يا سلام يا سلام
في السهول السنابل والورود صبحت جنود يا سلام في السهول السنابل والورود صبحت جنود يا سلام على لبنان يا سلام على لبنان شعب وجيش صامدين مع أبطالنا العائدين يا سلام على لبنان آه يا سلام على لبنان
تقريبا سمَّعت لكم الأغنية كلها كتابة.... نعم هو صوت عبد الحليم حافظ –يرحمه الله- نفس الصوت الذي غني للقومية العربية يرحمها الله وغنى لعبد الناصر ولمصر يرحمهما الله.... هو صوت عبد الحليم وهو يغني لوقفة أبية وقفها لبنان في وقت والله ما أدريه تحديدا لكنه كان غالبا في الستينات ربما قبل النكسة، وجهلي بتاريخ الأغنية سببه أنني لم أسمعها إلا وأنا في الجامعة، لأنها كانت من بين أغاني الثورة الممنوعة في عهد السادات، بينما كنت شابا مهتما بجمع أغنيات عبد الحليم حافظ –رغم ما كان يسببه لي ذلك من أزمات مع أبي يرحمه الله اعتراضا على كونه يغني لفترة اضطهد فيها أبي ككل الإخوان المسلمين-، وكانت أغنية يا سلام على لبنان واحدة من أجمل الأغنيات التي كنت أستمتع بها دون أن أعرف شيئا عن الملابسات السياسية التي صاحبتها.
أذكر عندما كنت في لبنان في المرات الثلاثة الأخيرة أنني كنت أبحث عن تسجيل لتلك الأغنية معتقدا أن اللبنانيين بالتأكيد يعرفونها، ولكنني لم أستطع الاهتداء إلى نسخة منها ولم يكن يذكرها أو يعرفها من سألت من أصحاب محلات شرائط الكاسيت في بيروت، ولكنني أحسب وضعها على مجانين سيذكر الناس بها.
بيت القصيد أنني تذكرتها منذ أيام وحين سمعتها فاجأني أنها تتحدث عن الواقع الذي نعيشه اليوم، وهو ما يجعلني أقول لكل مستغرب من صمود لبنان: هكذا لبنان دائما... ويبدو أنها الوحيد الحي من بين من غنى لهم عبد الحليم!
واليوم بدا واضحا أن أمريكا وإسرائيل تراجعتا بوضوح أمام الصمود اللبناني وأخذت كل شروط الحكومة اللبنانية في الاعتبار في مسودة القرار الدولي الأخير، والله أتمنى أن يرفض حزب الله وإن احسبه سيرجع الأمر إلى الحكومة حرصا منه على وحدة الصف اللبناني ومن أجل الضحايا من اللبنانيين بالطبع، ولكن قرار الحكومة لم يصدر على أي حال.
أفكر جديا أن أجعل هذه الأغنية نشيدا يسمعه كل من يدخل مجانين ولا أدري هل سيكون هذا ممكنا من الناحية التقنية أم لا؟ ولكن السؤال الذي ما يزال يشغلني هو في أي الظروف غنى عبد الحليم حافظ تلك الأغنية؟ لعل من هم أكبر سنا مني من أهل لبنان يذكرون ولعلهم يخبروننا في مجانين،...........، والمجد للمقاومة.
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com