جورج بوش..... فصامي بامتياز ::
الكاتب: د.جهاد العبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/05/2007
كنت
دائما أقرأ وأسمع هنا وهناك عن السلوكات الغريبة والتصرفات الغير أخلاقية للإدارة
الأمريكية وللرئيس الأمريكي جورج بوش وكنت أحاول كطبيب نفسي بخبرة متواضعة الوصول
إلى تشخيص مناسب أو على الأقل نفي إمراضية محتملة عنده كما في حال تواجد أي اضطراب
بالسلوك عند شخص ما, وأحببت دوما إجراء مقابلة نفسية تشخيصية لفحص الحالة النفسية
عند السيد بوش.
بعد قراءتي لما ورد في صدر صحيفة الغارديان بتاريخ 7 أكتوبر 2005 وما عرض في برنامج
ال BBC وفيها تم تبيان بشكل صريح ما ورد على لسان المريض؟
وبأقوال الشهود, بعد هذا أصبح أكيدا بما لا يدعو للشك للقاصي والداني من أبناء
الشعوب العربية والإسلامية وتوضح لمعظم أبناء الشعب الأمريكي أن رئيسهم فيه علة
عقلية, وهنا واجب علي كطبيب نفسي "بخبرة
متواضعة" أن أضع النقاط على الحروف وأضع
التشخيص المناسب لهذه الحالة, ولا أعرف إن كان أحد الأطباء قبلي قد وضع هذا التشخيص
لمرض بوش أم لا!.
على كل حال القصة المرضية يبدو أنها بدأت قبل سنوات بأعراض بادرية
Prodromal Symptoms تجلت بالاهتمامات والرؤى الدينية
المتطرفة غير العادية للمريض فأصبح –وهو في
السابق شارب للخمور- أحد القيمين على أمر
الدين وأخذ مكانا مركزيا بين المحافظين الجدد المتشددين, وقد صلى مع بلير
أحد المرات في مزرعة في تكساس حيث تلقى الوحي الإلهي كما قال, لاحقا ترقت الحالة
لديه لتتكون لديه أوهام بأنه مرسل من رب العالمين لنشر السلام في الأرض وقد اختاره
الله لهذه المهمة الإلهية العظيمة وحلم بذلك أكثر من مرة كما صرح بذلك وهي هنا
بمفهومنا توهمات عظمة delusion of)
grandiose), وكره الإسلام والعرب واتهمهم
بالعمل ضده وضد السلام, وكان آخر المتهمين سوريا, فهي تحيك المؤامرات لمنع تنفيذ
مخططاته في العالم وفي الشرق الأوسط وتسبب له أرقا مستمرا وصداعا وتمنعه من تنفيذ
رسالته, وهذه بمفهومنا توهمات الاضطهاد (persecution
delusions).
ومع اشتداد المرض أصبح السيد بوش يسمع أصوات إلهية؟
تخبره بأن ينفذ بعض الحروب لفرض السلام, فصرح لنبيل شعث في قمة شرم الشيخ عام 2003
وبعد شهور من تحرير العراق؟ بأن الله قال له
في إحدى المرات: "جورج اذهب وقاتل الإرهابيين
في أفغانستان". ومن ثم أمرته تلك الأصوات
قائلة: "جورج اذهب وخلص العراق من الظلم
والطغيان", وهذه كلها بمفهونا في الطب النفسي
أهلاس سمعية آمرة (Commanding auditory
hallucinations).
ومن ثم اعترف أكثر من مرة بأنه يقوم بذلك لأنه يقاد برسالة من رب العالمين وتحركاته
مفروضة من الرب وهذا العرض عندنا اضطراب في الملكية (passivity)
وهو نوعي للفصام, وبقي الرئيس الأمريكي دون علاج. ولحسن حظ العرب
والفلسطينين أن الأوامر الإلهية طلبت إليه أيضا إقامة دولة للفلسطينيين؟
وإحلال الأمن لإسرائيل.
لن أتجنى على السيد بوش في التشخيص, وسأعتمد على المرجع الأمريكي العالمي في الطب
النفسي المعتمد في التشخيص والمسمى DSM-IV والمطبق
عندهم. بوجود الهلاوس الآمرة المستمرة مع توهمات العظمة وتوهمات الاضطهاد واضطراب
السلوك لمدة أكثر من 6 ستة أشهر وبعد نفي أي مرض عضوي جسدي محتمل أو استخدام مواد
تؤثر على الناحية العقلية، وبعد استبعاد اضطراب المزاج يبقى التشخيص الغالب هو
اضطراب مزمن على مستوى التفكير يسمى "الفصام"
Schizophrenia وهو مرض خطير مزمن يؤدي إلى تدهور وتراجع في الشخصية
والسلوك والمحاكمة إذا لم يعالج بالشكل المناسب.
والأسوأ من ذلك هو انتقال هذه التوهمات المرضية إلى بعض المقربين من المريض ليهذوا
بها, وأعني هنا وزيرة الخارجية رايس وهذا يسمى في الطب النفسي بالنفاس المشتركshared
psychosis أو حماقة الاثنين
Follie a Deux, وهذه الحالة الخاصة تحتاج بشكل سريع إلى الفصل بين الاثنين
كشرط للتحسن.
والفصام هذا المرض الخطير يحتاج إلى علاج دوائي قطعا, والحمد لله أن الأدوية
الحديثة لحالة الفصام متوفرة في أمريكا, والحديثة منها رغم غلاء ثمنها جيدة التحمل
وآثارها الجانبية قليلة أو معدومة. وإذا رفض المريض الأدوية واستمرت الحالة المرضية
في التطور فهنا يجبر على أخذها, ويمكن إعطاء إبر مديدة كل عدة أسابيع للسيطرة على
الأعراض, وفترة العلاج المبدئية لا تقل عن سنة. أما في حال حدوث هياج شديد وهلاوس
مستمرة يخشى فيها على الأمن العالمي! فإنه
يجرى للمريض اسشفاء إجباري مع جلسات تخليج كهربائيECT تساعد في التحسن السريع وضبط
الحالة قبل فوات الأوان.
أخيرا أقول إن المرض المصاب به السيد بوش خطير ويلزم متابعة مستمرة من الأهل, ورفع
المسؤوليات مبدئيا عن المريض. لذلك أطلب من جورج بوش الأب مراقبة ابنه وعلاجه بأسرع
وقت حتى لايفقده, وإنذار المرض حتى الآن بدون علاج سيئ أو على الأقل محتفظ به. ثم
أطلب من الشعب الأمريكي أن يتنبهوا لمرض سيد البيت الابيض ويسارعوا إلى إقالته ومنع
أي شخص من عائلة بوش بالترشح للرئاسة لأن المرض قد ينتقل بالوراثة.
أرجو أن أكون بهذا الاستعراض قد بينت المرض والإنذار والعلاج متمنيا للسيد بوش
الشفاء العاجل.
واقرأ أيضاً:
قادة العالم واضطرابات الشخصية(1)
قادة العالم واضطرابات الشخصية(2)
كيف تدفع عصابة بوش الثمن فادحًا؟!
قراءة في شخصية بوش .... (الابـن)
سارة وبوش الشرير ونظامنا الغبي
الكاتب: د.جهاد العبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/05/2007
|
|