تحكم في سلوكك الشخصي= التميز والنجاح(3) ::
الكاتب: وفاء محمد مصطفى
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/09/2005
تحكم في سلوكك الشخصي تحقق التميز والنجاح(1) تحكم في سلوكك الشخصي تحقق التميز والنجاح(2)
أسباب النجاح v غير سلوكك: سلوكك الشخصي:
تعريف السلوك: ويعرف علماءالنفس السلوك كما هو في قاموس كوليتر على أنه مجموعة من الاستجابات المحددة التي يقوم بها الإنسان في أي موقف, نتيجة لحافز, أو مثير معين, أو مجموعة من الحوافز, أو المثيرات التي حدثت له, فينتج عنه السلوك.
والسلوك هو طريقة التعامل مع الآخرين والتصرف معهم, ورد الفعل تجاه انفعالاتهم, وتصرفاتهم, وحيث وراء كل سلوك بشري دافع, فإن له هدفا, أو غرضا, أو سببا يحركه. ويأتي السلوك نتيجة للأخلاقيات التي يكون عليها الإنسان, فالأخلاقيات هي التي تحركه, فيصدر عنه سلوك معين دون الآخر. كما أن النفس هي أساس السلوك, والوعاء الذي ينطلق منه, طبقا للأفكار التي ترد الإنسان, وما تصبح عليه من عواطف, فتتأرجح الانفعالات ما بين الشدة واللين, والغلظة, والسماحة, والحزن , والهدوء, والانفعال, والحلم, والغضب, والحدة, والاتزان, والقسوة, والرفق .
وبصفة عامة إذا كان تفكيرك سليما ومتزنا, وشخصيتك ناضجة, كانت حياتك هادئة, ومتزنة, أما إذا كان تفكيرك خاطئا, واتجاهك طائش, ونفسك مريضة, كانت حياتك متخبطة, ومرتبكة.
وبناء عليه فإن أفكارك هي القاعدة العريضة التي ينطلق منها الشعور بالسعادة, أو التعاسة, فإذا فكرت في أفكار سعيدة, كنت سعيدا, وإذا ساورتك أفكار تعيسة, عشت تعيسا, وإذا هاجمتك وساوس الخوف أصبحت خائفا, وإذا توهمت المرض أصبحت موهما بالمرض.
كما أن تفكير الانسان يتغير حسب المراحل المختلفة التي يمر بها, مثلا فكر الانسان في مرحلة النضج يختلف عن مرحلة الطفولة, وعن مرحلة الشباب, أو مرحلة الكهولة.
كما أن تفكير الانسان يتغير حسب المراحل المختلفة التي ينطلق يمر بها, مثلا فكر الإنسان في مرحلة النضج, يختلف عن مرحلة الطفولة, وعن مرحلة الشباب, وعن مرحلة الكهولة.
ضع في نفسك أفكارا رائعة, واجعل من نفسك مثلا أعلى ونموذجا حيا من المبادئ والقيم السامية .
لا تستطيع أن تغير الكون من حولك, ولكنك تستطيع أن تغير طريقة تفكيرك, وما تضعه داخل نفسك .
كثير من الناس يتخبط في التفكير السلبي, وفي الحكم السلبي على الأمور, ويصدر عنه تصرفات غير ناضجة, بعيدة عن المنطق السوي, والحكم السليم.
وآخرين من ذوي النفوس السوية, أصحاب التفكير السليم, والحكم الصائب والتصرفات المتزنة , ذات الشخصية الناضجة, يعرفون كيف يحسنون التصرف, حتى في خضم معارك الحياة , وأقسى التجارب التي تمر بها .
ونتيجة لذلك نجد أن السعادة تنبع من داخل الانسان ذاته, ومن أعماق نفسه, لا من خارجها, كما أنها ليست مقترنة بشهرة أو مجد أو مال أو جمال وإنما تنبع من داخله. ما يجب أن يتغير هو اتجاه أفكارك, وإذا تم ذلك ستندهش لتأثير هذا التغيير في كل جانب من جوانب حياتك. كل ما يقوم به الانسان هو نتيجة لما تعتمل به أفكاره, فإذا كان هناك شخص يشعر أنه في قمة السعادة, نجد شخصا آخر يقول إنه يعيش في الحضيض ذاته, وآخر يصف نفسه أنه في قمة التعاسة, والسبب في ذلك واضح وهو الأفكار
وتلعب اتجاهات وطبائع الناس دورا هاما في حياتهم, وقراراتهم, وسلوكياتهم اليومية, وكلما صفت نفسك وتسامت عن الصغائر, والتوافه, وتحلت بالصبر, ورحابة, وسعة الصدر, ونقاء القلب والسريرة كلما استطاعت أن تستوعب أخطاء البشر. }
وكلما تعرفت على دوافع البشر, وبواعث السلوك كلما التمست لهم الأعذار واتسع صدرك لأغلاطهم وقد تصيبك الدهشة والعجب عندما تعلم أنه نتيجة للإحصائيات التي قام بها الباحثون من واقع سجلات المحاكم أن معظم حالات الطلاق التي تحدث في العالم تأتي نتيجة لأمور تافهة, وأحداث صغيرة في لحظات ضعف تعصف تعصف بمشاعر الإنسان وتهزه من الداخل فيقدم على فعلة شنعاء عندما يتمكن منه الشيطان .
تعالوا بنا لكي نطل على حالات واقعية من زيجات فشلت بسبب صغائر بسيطة وأمور تافهة: 1- زوج طلق زوجته بسبب كوب من الشاي
2- آخر بسبب أنها لم تصنع له الوجبة المفضلة لديه, والتي كان يتوقعها على الغداء
3- وزوج آخر طلق زوجته بسبب برنامج تلفزيوني, عندما كان يشاهد مباريات كأس العالم , في نفس الوقت الذي كانت تريد أن تشاهد مسلسل تلفزيوني, وعندما أرادت أن تغير المباراة أقسم الزوج أنها لو غيرت البرنامج ستكون طالقا, ولم تأبه الزوجة بتهديدات الزوج, وغيرت البرنامج وتم الطلاق .
4- زوج آخر طلق زوجته لاختلافه معها بسبب استخدام معجون الأسنان, هو يضغط عليه من المنتصف وهي تضغط عليه من الوسط, تم الطلاق صبيحة اليوم التالي من زواجهما , قبل أن يبدأا حياتهما الزوجية
5- وتمتلئ صفحات الجرائد بحالات الطلاق التي يندى لها الجبين نتيجة قول, أو إشارة , أو حتى تلميح , وكم من حالات القتل ( والعياذ بالله ) حدثت فعلا نتيجة لهذه الامور التافهة , وعند ذلك يأتي الندم , ويدفع الانسان حياته ثمنا , ويدفع الثمن أهله وأسرته وزوجته وأولاده .
وسبب ذلك يحدث من طريقة معالجتنا للأمور وردة فعلنا للأحداث وما تعتمل به أفكارنا, وكيفية تناولها, وتضخيم الأمور, وإيعاز كل شيئ يحدث لنا إلى الكرامة والعزة, وذلك يرجع إلى سوء التصور, الذي يخيل للإنسان – في مبالغة التصور – ويفسر ذلك أنه إذا لم يرد اعتباره وكرامته التي هدرت فلن يكون له حياة حرة شريفة, وكرامة ذات عزة وإباء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يفرك مؤمن مؤمنة إذا كره منها خلقا رضي منها الآخر " وما أغرب الانسان وطبعه, فإذا أتت مبادرة طيبة من شخص عزيز لديه, فرح, وإذا سمع منه قول عابر لا يقصده, تجده يقيم الدنيا ويقعدها على هذا السوء وينسى بل ويتناسى ما رآه منه من خير, ومن معاملة طيبة طيلة عدة سنوات, وكأنه لم ير منه خيرا أبدا.
لماذا يتصيد كل منا الأخطاء للآخر ؟ ولماذا يبدو كثير من الناس بأنهم على ذكاء غير عادي عندما تصدر منك كلمة قد تحتمل أكثر من معنى جيد والآخر غير ذلك, يبادرك صديقك بقوله: آه ماذا تعني بهذا القول ؟ وكأنه أمسك عليك فرصة كان ينتظرها لينال منك.
وقد يحدث أن هذه الصغائر والزلات التي تحدث في حياتنا اليومية تتراكم في نفس الانسان حتى تصنع هرماً, فينبغي أن لا نستهين بها على أي حال, ولا نتركها تمر دون وقفة عندها إما بشرحها, وتفنيدها أو الاعتذار عنها, وبذلك تكون قد انتهت من حياتنا إلى الأبد, بحيث لا نجعل التوافه تؤرق نومنا وتقضي علينا.
ونتيجة لما سبق ذكره, فإن حياتنا هي ثمرة أفكارنا, يقول العلماء: إن أعظم شيئ يمتلكه الإنسان في الحياة هو الأفكار , إذا كان فكر الإنسان هو الذي يحركه, ويوجهه إما إلى النجاح وإما إلى الفشل, معني ذلك أنه يجب علينا أن نهتم أولا بالفكر, فدعونا نرى ماذا يصب فيه ؟ وماهي مخرجاته ؟
في الحقيقة إن فكر الإنسان مثل جهاز الكمبيوتر, يعتمد على المعلومات التي تغذي بها هذا الجهاز, فإن غذيته بمدخلات ومعلومات ذات قيمة, أعطاك مخرجات ذات قيمة, وإن أعطيته مدخلات لا معنى لها, سيعطيك في المقابل مخرجات توضع في صندوق القمامة.
توقف قليلا عن القراءة, واسأل نفسك ماهي مدخلاتك ؟ وماهي مخرجاتك ؟ وتخير ما تريد في عقلك, وفي أفكارك, هل تريد عقلك أن يبيض لك بيضة ذهبية ؟ إذا كان الجواب بالايجاب فاهتم وراقب المدخلات, فما يفكر فيه الانسان قد يحدث إذا كان نابعا عن قناعات صادقة وعقيدة داخلية, كل شيئ يحدث مرتين في هذه الحياة, المرة الأولى في عقولنا, عندما نفكر فيه, والمرة الثانية عندما نفعله ويتحقق على أرض الواقع.
يقول علماء النفس: إن حياتك من صنع يديك, إذا أردت أن تكون ناجحا أو أردت أن تكون سعيدا, أو أردت أن تكون فاشلا, أو أردت أن تكون تعيسا, فقط اختر ما أردت أن تكون ! فماذا تريد أن تكون ؟
يقول إبراهام لنكولن: " إن الناس يبدون على الحال الذي تصوره لهم عقولهم, إّذا أردت أن تكون تعيسا , فهي أسهل طريقة في العالم لتكون كذلك, ما عليك فعله هو أن تختار التعاسة, وتقول لنفسك إن الأمور ليست على ما يرام, لا يوجد شيء مرض, وستصبح غير سعيدا فعلا, وغير راض, وإذا أردت أن تكون سعيدا , قل لنفسك إن الأمور تسر بسلاسة, والحياة جميلة, وأنا أختار السعادة, كن متأكدا أنك سوف تكون عند اختيارك
قال الشاعر محمد مصطفى حمام : علمتني الحياة أن أتلقى كل ألوانها رضا وقبولا ورأيت الرضا يخفف أثقا لي ويلقي على المآسي سدولا والذي ألهم الرضا لا تراه أبد الدهر حاسدا أو عذولا أنا راض بكل ما كتب الله ومزج إليه حمدا جزيلا
راقب مدخلاتك فإن كانت إيجابية فأنت تسير في الطريق الصحيح .... Ü فكر الإنسان هو وقود التميز: يقول علماء النفس: إذا أردنا أن نغير سلوكنا لن نستطيع إلا إذا غيرنا قناعاتنا, وعقيدتنا أولا , ثم سيتغير بالتالي فكرنا ومشاعرنا, أما إذا أردنا تغيير سلوكنا سيكون التغيير سطحي, وشكلي فقط , ليس هذا هو العلاج لأنه لن يكون نابعا عن قناعات عميقة, وعقيدة أكيدة .
فإذا كانت مدخلات التفكير إيجابية, كانت مخرجات السلوك إيجابية.
مدخلات...التفكير إيجابي....القناعات والعقيدة إيجابية.... Ü المشاعر والانفعالات ايجابية ..... Ü ....السلوك ايجابي.......
والعكس صحيح إذا كانت مدخولات الفكر سلبية كانت نخرجات السلوك سلبية.
مدخلات.... التفكير السلبي.... Ü... القناعات والعقيدة سلبية.... Ü... المشاعر والانفعالات السلبية.... Ü.. السلوك السلبي
ولما كان السلوك البشري يتكون نتيجة تفاعل الفرد مع البيئة الاجتماعية المحيط به, فإن كل الجوانب, أو المجالات الأسياسية من المعرفة الإنسانية تسهم في دراسة هذا السلوك عن طريق دراسة وتحليل الخصائص الفردية ( دوافع, رغبات,اتجاهات الأفراد ) . والبيئة الاجتماعية المحيطة بما تتضمنه من عوامل اجتماعية, ومعالم ثقافية, أو حضارية مؤثرة في السلوك الفردي بما تشمله من لغة وعادات وتقاليد, وعقائد, وأنظمة عائلية, وأنظمة اجتماعية, وقانونية وغيرها. برمجة العقل:
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ماهو الذي يبرمج عقولنا ؟
الجواب: هو السلوك, فتكرار السلوك هو الذي يبرمج عقولنا, ويجعله جزءا منا لايتجزأ, كالعادة التي نتعود عليها نتيجة لتكرارها, وتصبح مثل طوق من حديد لا نستطيع أن نكسره إلا بإرادة من فولاذ . ويتأثر السلوك بمؤثرات عدة منها: 1- المؤثرات الخارجية مثل البيئة 2- الوالدين, والأسرة, والأقارب, والجيران 3- المدرسة 4- الأصدقاء 5- وسائل ا؟لإعلام 6- النظرة الذاتية 7-النتائج 8- التفسير والتأويل الشخصي
اضافه وسوف نناقش كل نقطه بالتفصيل فى المقال القادم
الكاتب: وفاء محمد مصطفى
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/09/2005
|
|