أهلا بك على صفحة الاستشارات، قرأت رسالتك بعناية وأشكرك على قدر المعلومات التي أعطيتها لي. أشعر بما تمرين به من مشاعر وأحاسيس حب، وألم، وأمل، وحماس و و و... مشكلتك أنت هي الصراع بين عقلك، وقلبك، فلديك إحساس قوي بالحب نحو خطبيك وفي نفس الوقت يرى عقلك استحالة العيش معه إذا استمر على حاله بل لا بد أن يتغير، وهو لا يريد أن يتغير ولكنك تتمنين ذلك.... لذا دعينا نفكر بالعقل والقلب معاً!! والعقل يقول أن نفند معاً تاريخ خطيبك ونبحث عن المقدمات لنرى نتائجها في تصرفات خطيبك: • وجود تاريخ أسري من المرض النفسي:- فالأب مصاب بمرضين نفسيين –كما ذكرت في رسالتك- وهما البارانويا والاكتئاب- وَمن ثم قد توجد استعدادات وراثية لدى خطيبك للاضطراب النفسي –وإن لم تؤكد الأبحاث العلمية أن المرض النفسي وراثي. حيث يشير البعض إلى دور الوالد المريض في تربية الأبناء والتعامل معهم بطريقة غير مناسبة. • دور الأم في التربية:- فلم يكن سليماً أبداً بل اتسم بالتدليل الزائد عن الحد، وهذا التدليل يجعل الابن اعتمادي ولا يتحمل المسئولية ويستجيب لضغوط الحياة بأشكال مختلفة من الاضطرابات النفسية. واتسم أيضاً بالحب المرضي أي الذي يؤذي المحبوب أكثر مما يفيده، وعدم العمل على تنمية الضمير أو ما نطلق عليه في التحليل النفسي "الأنا الأعلى"، وتنمية الضمير عند الطفل تتطلب تدريبه على التمييز بين الصح والخطأ ثم العقاب المعنوي على ما هو خطأ حتى يصل إلى القدرة على تأنيب الذات على الخطأ والتعلم منه، وأيضاً العزم على عدم تكراره والنجاح في ذلك بقدرٍ كبير. • عدم تواجد الأب بقدر كاف:- وقد اتضح ذلك حين عاد الأب ووجد أن أمور الأبناء تسير على غير رضاه وكأنه يرى حالهم للمرة الأولى في حياته، مما يدل على أنه لم يكن متواجداً سواء من خلال الأجازات أو من خلال المراسلات أو الاتصالات المستمرة. • صفات الأب:- والتي منها الجفاء والقسوة والشدة والحزم والتحكم في الآخرين والجمود العقلي أو الشعور بأن رأيه فقط هو الرأي الصائب وصعوبة التعامل مع الآخرين وعدم القدرة على التعبير عن الحب أو ربما عدم الإحساس بالحب تجاه الغير. ثم صفة هامة أخرى أضع تحتها خطاً وهي الشعور بأن أبنائه يريدون استغلاله وهذا أحد أعراض البارانويا وهو ما يسمى "ضلالات الاضطهاد" والضلالة هي اعتقاد عند الشخص راسخ ولكنه خطأ يصعب تغييره بالمنطق. وهذه الضلالات عادة ما ُتحول حياة الفرد ومن يحيطون به إلى جحيم لا ُيطاق!! • اضطراب بين الوالدين:- يبدو أن اضطراب العلاقة كان أحد الأسباب التي جعلت الأب يلجأ إلى السفر والابتعاد لسنوات طويلة، فأحيانا ما يكون سفر الوالد هو أحد الحلول لاستمرار العلاقة الزوجية المضطربة واستمرار "صورة الأسرة" موجودة أمام الأبناء. وما يشير إلى اضطراب تلك العلاقة طلب الأم الطلاق وتركها منزل الزوجية رغم أنها تحب أبنائها بشدة، ومما يشير إلى اضطرابها أيضاً هو عدم الاتفاق فيما بينهما على طريقة موحدة للتعامل مع الأبناء. لنتحدث الآن عما لدى خطيبك من مشكلات نفسية: كل هذه المقدمات وغيرها جعلت الابن (الخطيب) يتعامل مع الآخرين بطرق غير مناسبة على الإطلاق فعامل أهلك بلامبالاة، وضيع مبلغا ماليا كبيرا رغم أهميته ولم يتحمل مسئولية العمل، وأصبح لديه أمنيات كبيرة لكنه لا يحاول أن يبذل أي جهد لتحقيقها، وعامل الآخرين بطريقة سخيفة، وأصبح مستهترا متخليا عمن يحبونه ويقفون بجانبه مثلك، وأخيراً لا يعمل على تطوير أو تغيير نفسه من أجله أو من أجلك.. وهذه التصرفات يمكن أن تندرج تحت اضطرابات نفسية لديه وقد ذكرت منها "اضطراب الشخصية، والوسواس القهري، والاكتئاب". وأرى من خلال رسالتك أن هناك علامات مرضية أخرى!! منها إحساسه بأنه شخص مهم وأنه يستحق أعمالاً "تليق به"، أعمالاً أفضل مما تعرض عليه رغم أن تلك الوظائف مرموقة وبمرتب مناسب جداً، فلديه طموح يبدو أنه أعلى من قدراته الحقيقية (وهي على أي حال أعراض بارانوية أقرب إلى شعوره بالعظمة). وقد تكون هذه الأعراض هي بالفعل أساس الاضطراب والتي جعلت الطبيبة ترى أنه في حاجة إلى إيداعه بالمستشفى، كما قد يُعبر رفضه للعمل وعدم رغبته أو ربما عدم إحساسه بأنه في حاجة إلى علاج عن بداية أعراض مرضية أخرى أصعب بكثير. على كل حال يصعب عليّ التأكد من التشخيص الصحيح بدون رؤية الشخص الذي لديه الأعراض. هل يمكن أن يُعالج؟ كي يتغير خطيبك يتطلب الأمر أولاً وأخيراً أن يكون لديه دافع ورغبة حقيقيان في التغيير ثم يتطلب الأمر منه أن يبذل جهدا للوصول إلى ذلك التغيير ويكون له "نفس طويل" لينجح في التغيير، الأمر الثالث الذي قد ييسر عملية التغيير هو المساندة الاجتماعية ولكنها في حد ذاتها وبالنسبة لحالة خطيبك غير كافية لكي يعالج! وأقصد بالمساندة هنا وجود من يقف بجانبه، ويشجعه كما تفعلين أنتِ الآن. إذا كنا لم نرسو على تشخيص محدد وأكيد سأطرح هنا فكرة عن علاجات التشخيصات المختلفة له،تعتبر اضطرابات الشخصية من الاضطرابات التي تتطلب علاجاً نفسياً طويل المدى، أما الاكتئاب، والوسواس القهري فقد يتطلبان إضافة إلى العلاج النفسي علاجاً دوائياً وعادة لا يتطلبان في العادة دخول المستشفى إلا في حالات نادرة (كإقدام مريض الاكتئاب على الانتحار). أما الأعراض الأخرى التي ذكرتها لك فقد تحتاج إلى دخول المستشفى والعلاج الدوائي بشكل أساسي، وأيضاً التأهيل الاجتماعي، وعادة ما تكون تلك الأعراض مزعجة للغاية للمحيطين بالشخص ويصعب العيش والتأقلم معها إن لم تعالج أو إن عولجت ولم تستجيب تلك الأعراض للعلاج ولم تتحسن. وكل اضطراب يأخذ وقته في العلاج! والحل؟ حددي فترة زمنية تعملين فيها على مساعدته (ثلاثة أسابيع أو شهر مثلاًً) ثم قيمي حالته بعدها أو اتصلي بنا كي تقرري الاستمرار أفضل أم التوقف هو أفضل حل! وخلال هذه الفترة اعملي ما في وسعك من حيث: (1) رفع دوافعه للعلاج. (2) الاهتمام به في حالت اهتمامه بالعلاج، أو العمل، وتجاهله مع رفضه للعلاج، أو مع تسويفه له، أو للعمل. (3) شجعيه على العلاج إن أمكن. (4) قفي بجانبه حين يحتاجك بقدر إمكانياتك. (5) اشرحي لأهلك حالته ولا تخفي كل الأمور لأنها ستطفو على السطح في يوم من الأيام بعد فوات الأوان واستمعي إلى رأيهم وفكري في وجهة نظرهم. (6) أعيدي رؤيتك لنفسك من خلال التفكير العقلاني ويمكن أن تستعيني بإحدى الصديقات المقربات في هذا لتعبر عن الجوانب الإيجابية التي فيك حتى تقرري هل أنتما متكافئان؟ هل يستحقك؟ هل ستستطيعين تحمله هكذا طوال العمر؟ هل انتهاء علاقة هو نهاية العالم؟ أم بالعكس قد يكون هو البداية! (7) صلي صلاة الاستخارة. وخلال هذه الفترة وبعد انتهائها فكري هل بدأ في التحسن، أم ظل كما هو، أم ساءت حالته؟ وإذا كان قد بدأ في التحسن هل وصل إلى نتائج مرضية بقدر كبير تجعلنا نصبر مرة أخرى؟ ابذلي ما في وسعك كي يتغير وأعتقد أنك بذلت بالفعل الكثير والكثير، حتى تصلي إلى شيء من اثنين: الأول:- أنه أصبح لديه صحة نفسية وعلامات الصحة النفسية القدرة على الحب بجانبيه الشهوي والحنون (حبه لك، وحسن معاملته، واحترامه لك، وحب أسرتك، وأسرته، واحترامهم، وحب الآخرين ويتضح ذلك كله من خلال تصرفاته، وتعامله مع الغير وليس من خلال الكلام فقط)، ومن علامات الصحة النفسية أيضاً القدرة على العمل، والإنجاز فحين ترين أنه أصبح إنسانا مسئولا ارتبط بعمل وأُبلى فيه بلاءً حسناً واستمر فيه لفترة طويلة وكان جادا في أدائه فتلك علامة تُحسب له، وحين يستطيع تحمل المسئولية وترين ما يدل على ذلك فيحسن التصرف في المال ويكون مسئولا عن تصرفاته تجاهك وتجاه أسرتك. وَمن ثم يمكن أن تبني معه بيتا سعيدا وأن يظهر ما يدل على أنه يمكن أن يكون الزوج الصالح المهتدي. الثاني:- إما أنه لم يتحسن أو تحسن بقدر بسيط جداً مقارنة بكم الجهد المبذول وطول الفترة، أو ساءت حالته وأصبحت الحياة مستحيلة معه. فخلال الفترة القادمة ستتضح حالته هل ستتحسن فتستمري أم تنجين بنفسك وكفى ما ضاع كم عمرك وجهدك وما خسره أهلك من إهانة وماديات وما يمكن أن يخسروه في المستقبل!! مميزات هذا الحل وعيوبه: * إذا لم تستمر تلك العلاقة تتخلصين من الإحساس بالذنب من تركك باب لم تطرقيه كمحاولة على تحقيق ما أردت من ناحية مساعدته والإبقاء على هذه العلاقة. * أن هذا ما ترغبين في عمله ومن ثم لن يفيد كثيراً النصح بالابتعاد والنجاة. * ستصبحين أكثر نضجاً وواقعية أبعد عن الرومانسية والخيال. عيوب هذا الحل: * سيكلفك طاقة نفسية هائلة، وتحمل مزيد من الضغوط الرهيبة. * أتوقع أن تتأثر علاقتك إلى الأسوأ. * قد تتعرضين لأعراض اكتئاب وقلق نتيجة كم الجهد المبذول دون مقابل أو بمقابل أسوأ! أخيراً سلمي أمرك لله وصدقي الحديث القائل:"عجباً من أمر المسلم أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" وتابعينا بأخبارك وبمعلومات أكثر عنك. * ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت السائلة أهلا بك وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافةٌ على ما تفضلت به د. داليا مؤمن غير أن أحيلك إلى ما ظهر على موقعنا مجانين نقطة كوم من مشكلات تتعلق بالموضوع فانقري الروابط التالية : ثلاث عرسان، أيهم أتزوج ؟ التوافق بين الزوجين : قواعد عامة خطيبٌ ذهب : لعل القادم مِن ذهب ! خطيب أختي ، وخطيبي : هل هو بخيلٌ أم جاد ؟! لماذا كل هذا؟ إهدار فرصة الخطوبة فك قيدك ..... أرجوك اكتئاب أم فصام وهل هناك احتمالات بارانويا؟ الـزَّوَرُ (البارانويا) أنواع ، فأيّ الأنواع أنت ؟ بين الوسواس القهري والفصام!! الوسواس القهري والاكتئاب الشخصية المستهينة بالمجتمع النموذج و طقوس الإفساد الشخصية المستهينة بالمجتمع "طقوس الإفساد" متابعة وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك.