الأخت السائلة؛ هكذا الثقة عندما تتهدم، فهي في الأصل تبنى بصعوبة، وتحتاج إلى وقت، وعندما تنهار يصعب استعادتها، ولكن دعينا نحاول.1- تحتاجين إلى جلسة مصارحة هادئة تبدين فيها أشد الندم والاعتذار على ما حصل، وتوضحين فيها بكل الوسائل أنك ما كتمت المخبوءات إياها إلا من أجل الحفاظ على حبيبك ثم زوجك، وأنك فيما يبدو قد اخترت الاختيار الخاطئ، ولكنك كنت تريدين الخير بالحفاظ على من تحبين ولكنك أسأتِ الاختيار والتصرف.2 – لا تتوقعي أية ردود أفعال على هذه الجلسة، فقط أنت تقومين بها إبراءً للذمة، وتوضيحا للحقائق.3 – من الآن فصاعدا ابتعدي عن اتخاذ أي موقف غير واضح، أو حتى أية شبهة غموض، وبخاصة في مجال الأسرار التي انكشفت، والتي لم تذكريها لنا، وحاولي التمسك بنهج الشفافية، ولا ينبغي أن يشعر زوجك أبدا أن لديك ما تخفينه عنه.4 - إذا كانت قد بقيت بعض التفاصيل لم تظهر فينبغي انكشافها عن طريقك بدلا من انكشافها من طرق أخرى فتزداد المسألة تعقيدا..5 – التزمي بالصلاح في السلوك الظاهر، والحال الباطن، وتضرعي إلى الله أن يخرجك مما أنتِ فيه.6 – إياكِ وتبرير الخطأ مهما كانت الدوافع والظروف، ولكن يمكن التأكيد على أن ما وقع من خطأ جاء بسبب الضعف البشري أو الإنساني، وأن الحياة لا تخلو من هذه الأمور، والنهج الحكيم مع الأخطاء ألا ننكرها دون تبرير أو تهويل أو تهوين. هذه نصائح مبدئية سريعة، وأنا أرجو أن أتلقى من الأصدقاء والصديقات خبرات وتجارب، وربما نصائح إضافية لاستعادة الثقة، وأتمنى أن تزودينا بتفاصيل أكثر. * ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك على مجانين، وألف مبروك زواجك يا عروس، فأنت بعد في أسبوعك الثاني أو الثالث على الأكثر بعد عمل حساب دورة الإجابات في مجانين من المستشار إلى المراجع إلى من يضعها لك على استشارات مجانين في موعدها، جعله الله قريبا. ورغم أنك لم تذكري لنا أي تفاصيل عن المواضيع التي بسبب انكشافها شُرخ جدار الثقة بينك وبين زوجك، إلا أن الثقة بين زوجين هي موضوعٌ يشغلنا أو يشغلُ معظمنا كمستشارين في مجانين ، ذلك أن أسئلةً كثيرةً تردنا سواء من خلال هذه الصفحة أو أثناء عملنا النفسي الاجتماعي على اختلاف صوره يوميا، ولعل السبب في ذلك هو أن موضوع الثقة بين الزوجين هذا يدخلُ منعطفا خطيرا في المرحلة الراهنة (مع الاعتذار لمانشيتات الصحف التي أبدو وكأنني أستخدم ألفاظها وتعبيراتها)، وهذه هي حقيقة الموقف، ولتقرئي معنا عينة من المشكلات السابقة من على صفحتنا استشارات مجانين بما يدلل على ضرورة التفكير في مسألة الثقة بشكل مختلف خاصة في عالم الإنترنت:الزوج المظلوم والتحرش المزعوم ! وهام الخيانة الزوجية : وسواس أو وهام الغيرة ! السعادة الزوجية... والأفكار الخنفشارية السرية المطلقة: عشق الصور أسباب وأسرارأنا وزوجي والعيد: والإيميل الكاذب ! بعد أربعة عشر سنة وثلاثة أبناء : أرفض زوجي بعد 14 سنة وثلاثة أبناء: أرفض زوجي مشاركة زوجي والمواقع الإباحية! وحقيقة السؤال هي كيف في زمن المحمول والإنترنت والاتصال المفتوح بين البشر، وفي زمن انكشاف الفضاء وتعري المواضيع والمفاهيم الجنسية وغير الجنسية مشوهةً وغير مشوهة (ويد المشوهين أعلى وأسلحتهم أمضى)، كيف في هذا الزمان تكونُ وتدوم الثقة بين الزوجين؟ ألا ترين معي أن كلا من التوقعات والتخيلات التي يحملها سواء الذكر أو الأنثى (أو الزوج أو الزوجة) تجاه الآخر يجبُ أن تتغير؟ ألا ترين أن الإنسان المعاصر ذكرا كان أو أنثى قد وصل إلى درجة من القدرة على الفعل، بحيثُ لم تعد تصلح القيود التي يضعها آخر عليه لكبح جماح رغباته وشطحاته، أليس الإنسان المعاصر قادرا من خلال أحجبة التكنولوجيا (الكافلة للسرية والخصوصية) على كل اختراق للعادي والمألوف، ألا يمكنُ أن يكونَ لأيٍّ من الزوجين من خلال الإنترنت أو غيرها عالمٌ خاص يخفيه عن شريك حياته؟ هل هذا حقٌّ من حقوقه أم لا؟ وهل الذكرُ كالأنثى في ذلك؟ إنني أستطيع أن أقول في زماننا هذا : لقد طالت أيادي الناس وعقولهم ما كان بعيدا كل البعد، وأصبح الضابط الوحيد الذي يمكنُ أن يرتكن إليه الإنسان لضبط سلوكه وتوجهاته هو التزامه بقانونٍ علوي يؤمن به ويلزم نفسه واعيا بإتباعه ولا يفيد القانون الوضعي مهما كان لأن كل القدرات التي ذكرتها موفورةٌ لإنسان في كامل الوحدة والسرية، ولن يدري به أحد -إلا الله-
إذا أتقن ذلك الإنسان إحكام السرية لنفسه، وهذا سهل وفي متناول الجميع، باختصار يحتاج موضوع الثقة بين الزوجين إلى تغيير مفاهيم وتحطيم أساطير والصحو من أوهام، وتهذيب أحلام، ولله عائدٌ أمر الأنام. أعود بك إلى موضوعك لا لأضيف، فقد أوجز مجيبك الدكتور ابن عبد الله فأنجز، لكنني أوضح أننا ليست لدينا أي فكرةٍ طبعا عن نوعية مشكلتك، وما قصدت من إحالتي لك على كل هذه المشكلات، التي قد تكونُ مختلفة تماما عن مشكلتك، ما قصدت إلا أن أدعمك بمفاهيم عن ضرورة تغيير معايير الثقة ولتتفقي مع زوجك على ما يرضيه ويرضيك في هذا الصدد. ويبقى لي فقط أن أشير إلى أهمية عنصر الوقت الذي أراه في صالحك، فأنت كعروس ما زلت تمتلكين كثيرا من القوة داخله، والمطلوب منك هو أن تفتحي قلبك بعد استخارة ربك والاستغاثة به سبحانه أن يكونَ لسانك بين يديه فيقول ما يضمد جرح الثقة الحادث بينك وبين زوجك، ثم أذكري كل شيء ترين أو يرى هو كما تفهمين عنه أنه يجبُ أن يقال واجعلي نيتك في ذلك إرضاء ربك في الوفاء بحق زوجك الذي وعدته به، وأن تفعلي هذا وأنت عروس أفضل من تأجيله، فاستخيري الله سبحانه وأقدمي على ما نصحناك به، وتابعينا بأخبارك قائلة وفقني الله إن شاء الله.