الأخت العزيزة؛ أهلا وسهلا بك وشكرا على مشاركتك المحفزة للرد والتعليق، الحقيقة أننا لا ندري هل زادت ميول الناس المثلية أو هل زاد الحب أو التعلق المثلي في الآونة الأخيرة في مجتمعاتنا أم لا؟ فقد تكونُ إتاحة الشكوى عبر حجاب الإنترنت هي السبب في تضخيم شعورنا بالظاهرة في حين أن أعداد المبتلين بهذا الانحراف قليلة أصلا، هذا احتمال قد يكون فاعلا ولو جزئيا. لكن الأقرب احتمالا هو ما صارت ممارستنا العملية تشير إليه من أن وجود دور للفضاء المفتوح والإنترنت في تشويه وعي المراهقين (وحتى الكبار) وتشويش توجهاتهم الجنسية الفطرية أيضًا، وهذا عامل فاعل وقوي ينتج عنه زيادة في أعداد من يقعون في فخ الممارسة المثلية سلوكا أو تخيلا، وبعضهم يلجأ للطبيب النفسي ندمانا مرتاعا من تكرار ما فعل، وبعضهم يقع بعدها فيما يشبه الوسوسة وبعضهم يصاب بالوسواس القهري فعلا، وقد تكونُ أعدادُ من يقعون في فخ التخيلات المثلية أو العواطف والسلوكيات الغرامية (مثلما في حالة الأخ صاحب المشكلة الأصلية وحالتك) أكبرُ بكثير من كل ما نتصور وقد لا تكون لدينا إحصاءات. وتشير ممارستنا العملية وقراءاتنا الثقافية أيضًا إلى زيادة في أعداد من هم مكملون على طريق الانحراف الجنسي أو الشذوذ ومنهم كثيرون على شفا المجاهرة بالأمر إذا أُتيحت لهم الفرصة، وزيادة أيضًا في من يعتبرون الأمر طبيعيا وبيولوجيا مع الأسف لأن هذا هو رأي العلم الغربي الحديث –السائد-!، ولله الأمرُ من قبل ومن بعد. المهم أن المشكلة التي تعانين منها ويعاني منها الأخ صاحب صاحب المشكلة ليست فعلا جنسيا منحرفا بقدر ما هي ميل نفسي عاطفي منحرف في شدته وفي وجهته، ولعل كلمات صاحب المشكلة الأصلية تدور بين فؤادي الآن وهو يقول: (فأنا أريد أن أحبه كحبي لبقية الشباب الباقين وليس بهذا الحب الشديد)، ماذا يمكنُ أن يعنيه ذلك الهيام والأسر؟ ودون أن يترجم إلى سلوكيات محرمة شرعا مثلما في حالتيكما؟ أي في وسواس الحب والتعلق المثلي. إن عدم ترجمة هذا الميل إلى سلوكٍ جنسي لا ينتجُ في رأيي إلا من التثبيط الاجتماعي Social Inhibition بكل ما له من قوةٍ يستمدها من الدين ومن العرف وغير ذلك من القوى المؤثرة في الثقافة، ثم إن الحب والتجاذب بين اثنين من نفس الجنس كانت له في ثقافتنا أسماءُ أخرى وربما لم يستغربه بعضُ أجدادنا وخلعوا عليه ما يقبله ويستثمرهُ في خدمة المجتمع المسلم كالخليل والأخ في الله والشيخ والمريد وغير ذلك، ولكن هذا لم يكن ممكنا أن يقف دون الوقوع في ما يغضبُ الله إلا في إطار مجتمع منضبط وغير مشوه الفطرة،لا أقصد من ذلك أن وسواس العشق أو التعلق المثلي لم يكن موجودا في زمن المسلمين الزاهي، فعندنا تراث في عشق الغلمان والغلام الأمرد وغير ذلك وكثيرون وقعوا في ما يغضبُ الله. وإنما قصدتُ أن كثيرا من المشاعر والميول القلبية تجاه أحد الأفراد من نفس الجنس كانت تعتبرُ ضمن إطار طبيعي وربما محمود (وكانت تظل كذلك)، لأن الفطرة لم تكن مشوهة والرغبات الجنسية لم تكن مكبوتة ولا مذبذبة التوجه، والناس لم يكونوا بهذا القدر من الجهل الجنسي والمعرفي الذي تعيشه أمتنا، وهذه وجهة نظرٍ على أية حال قد تصيب وقد لا تصيب.أما ما يحدثُ الآن فهو نوعٌ من الرعب والذعر بسبب وجود هذا النوع من المشاعر خاصة عند الملتزمين بدينهم، ففي مناخ الرغبات المكبوتة والفطر المشوهة والميول الجنسية المذبذبة، وما وصل إلى معظم الناس -أو يصل بسرعة إلى كل مهتم أو باحثٍ على الأقل- من أن الأمر انحرافٌ طبيعي خلقي عن التوجه العام للبشر، وأن هناك ما يسمى بالجنس الثالث وأن الأمر خلقة،...... إلى آخر ذلك من ادعاءات قائمة على أسس غير موضوعية ولا محايدة، إضافة إلى إعلام السماوات المفتوحة وإلى الإنترنت وثقافة الصورة الطاغية، وإلى الأوضاع الاجتماعية التي تفصل بين الجنسين بشكل متعسف ودون وجه حق خوفا من الوقوع في الزنا مع أن الأخير مصيبته أقل من اللواط أو السحاق مع الأسف.وهذا الرعب أو الذعر من مجرد ورود الخواطر المثلية يدعم استمرارها وإلحاحها على الوعي كأفكار تسلطية Obsessions تأخذُ شكل التخيلات والتساؤلات وكأفعال قهريةٍ Compulsions، تأخذُ شكل المطاردة أو التجنب المفرط. وأنت تثيرين نقطة في إفادتك هي من الأهمية بمكان، وهي عدم اختفاء ميولك العاطفية أو وسوستك بالتعلق بصديقتك، رغم أنك تزوجت وأنجبت وحياتك مع زوجك مستقرة بل طيبة كما قلت، وتستغربين سؤالنا له عن دور الأنثى في حياته أو عن مدى ميله الجنسي للإناث، وكأننا نرى في ذلك الحل، والحقيقة أننا نرى في ذلك جزءًا كبيرا من الحل لأنه جزءٌ من العلاج فاعلٌ حتى في حالتك أنت!، وإذا سألتني كيف؟ أقول لك: تخيلي معي لو أنك لم تحظي بزوج تقيمين معه علاقةً طيبة وتحفظينها بإذن الله؟ ماذا لو كنت وحيدةً يا أختي في الله؟إنني أرى أن جزءًا كبيرا من معاناتك سببه هو رفضك للميل تجاه صديقتك والانشغال بها لأنك خائفة من الوقوع في الحرام، ونفس الكلام ينطبق على صاحب المشكلة الأصلية، إلا أن دفاعاتك أنت أقوى بكثير منه، ويصبح في نفس قوتك وربما أقوى إذا أنعم الله عليه بالزواج وإقامة علاقة طيبة مع زوجة صالحة يستثمرُ معها طاقته الجنسية في حلال، ويبقى لنا بعد ذلك احتمال أن تستمرَّ مشاعر التعلق وأفكار وخيالات المطاردة، لكن اللون الجنسي في تلك التخيلات والأفكار سيخفتُ بالتدريج، ويصبح من السهل مقاومته، ولتبدأ المقاومة بذكر الله والاستعاذة به سبحانه من الشيطان الرجيم، وهكذا يصبح السبب الذي من أجله سألنا صاحب المشكلة عن ميوله تجاه الإناث واضحا. وبعدُ.... ماذا نفعل في تلك الوساوس إذا استمرت حتى أثرت على أداء الفرد أو رضاه عن نفسه أو التزاماته هنا يصبح اللجوء إلى الطبيب النفسي للعلاج أمرًا لا مفرَّ منه لأن الأمر قد يكونُ تعبيرا عن عملية إمراضية نفسية Psychopathological Process ، ربما وسواس قهري وربما غيره، وقد يحتاج العلاج إلى بعض جلسات العلاج المعرفي وربما العقاقير من مجموعة الماسا مع ضرورة ألا يستمر المريض على العقار دون علاقة حية ومباشرة مع المعالج ودون إلمام الأخير بكل مناحي السلوك لدى صاحب المشكلة النفسية. إذن نصيحتي لك إن فشلت في الخلاص مستعينة بذكر الله وقراءة القرآن وغير ذلك من أساليب تقويم النفس بالإسلام، هي اللجوء إلى طبيب نفسي متخصص، لأن ذلك أمرٌ لا مفرَّ منه، واقرئي مبدئيا من على موقعنا مجانين:السحاق عندنا كبتٌ أو رهاب : متابعة ثالثة الاعتداءُ على الوسادة ، والسحاق والاسترجاز !الحب بين البنتين ، ثم ماذا ؟ ماذا تفعل المرأة الوحيدة : هل السحاق هو الحللعبة الأسرة : عروس وعريس على الطريقة الخليجية ! تحرش وسحاق جاهلية الألفية الثانية الميول الجنسية المثلية : الداء والدواء السحاق : أصل وفصل(1) السحاق : أصل وفصل(2) وأهلا وسهلا بك وشكرا على مشاركتك، ونحن معك في مجانين فتابعينا بالتطورات.