ابنتي العزيزة؛سامحيني لو قلت لك إنني سعيدة جدا لأنك "زعلانة" على نصف درجة ستضيع منك في اللغة الفرنسية، فلقد كنت أعرف طلبة كل مرادهم النجاح فيها وبس حيث يجدون أنها مادة ليس لها "لازمة".أعرف شعورك جيدا.. حين يتقن الإنسان الأداء ويأخذ بكل الأسباب المتاحة ويستعد نفسيا ومعنويا.. فإن أي درجة ولو تافهة وصغيرة يطيش فيها إصابة الهدف تصبح مملة ومثيرة للغيظ.... ولكن يا ابنتي يجب أن تعتادي على قبول الواقع أو ما قسم به الله... مادمتِ قد أديت المطلوب منك على أكمل وجه.. فقد قدر الله وما شاء فعل.... هذه واحدة من الكنوز التي لا يمتلكها الكثيرون... الرضا بما قسم الله على شرط أن يكون الإنسان قد أدى دوره تماما بلا تقصير..وأنت كما تصفين مذاكرتك أنها كانت منظمة ومرتبة وكافية... إذن إذا كان الله أراد أن "تتلخبطي" فتضيع بسبب ذلك نصف درجة فالحمد لله على كل حال.. أما كان ممكنا أن يكون الخطأ في سؤال عليه 4 درجات مثلا!!!!!! إن مدرسك قد يتمنى أن تحصل تلميذته النجيبة على التقدير النهائي ولكن هذا بالطبع لن يجعله "زعلان" أو غضبان أو يسقط كفاءتك من نظره.. بالعكس سيفهم ويقدر... وما عليكِ أنت إلا أن تتعلمي الرضا من الآن، فكم من المواقف ستمر عليك في حياتك لن تسير فيها الرياح كما تشتهى السفن... وستجدين نفسك في مواقف وظروف لم تستعدي لها أو تتوقعيها.الرضا بالقضاء واختيار الله أحد أسلحة مواجهة الزمان وهو السعادة في الدنيا والآخرة، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.