الأخ العزيز؛أهلا وسهلا بك على مجانين، ونعتذرُ بدايةً عن تأخرنا في الرد عليك حتى أنك كررت إرسال المشكلة مختصرةً، وعرفت حين بحثت عن الأصل الأول أن تقلبي في اليوم الواحد بين أكثر من جهاز كومبيوتر، كثيرا ما يتسبب في إغفال بعض ملفات المشاكل، ولعل الله ينعم علينا قريبا بالجهاز المحمول، المهم أنني رجعت إلى السؤال الأول ورأيت أن أنشر كلا من النصين اللذين أرسلتهما لي، وخلافا لما طلبت من عدم النشر رأينا أن ننشر ردنا عليك بعد تجهيل بياناتك إضافة إلى إرسال الرد على بريدك الإليكتروني، وذلك كي تعم الفائدة وكي يقرأ غيرك مثلما قرأت فائذن لنا بذلك. وأنت في الحقيقة تحكي لنا قصة معاناة طويلة تذكرنا بمشكلة: في نطاق الوسواس القهري: رحلة العذاب، وأيضًا بصاحب مشكلة: مسلم يعاني من الوسواس القهري: ماذا عن العلاج؟،ذلك أننا نراك بعد فترة من غياب الوعي بأن معاناتك معاناة مرضية، ورغم أنك طرقت باب الطبيب النفسي ووصف لك أحد عقاقير الماسا، إلا أنك تعايشت مع أعراض الوسواس القهري ورأيتها متماشية مع ميولك الشخصية ويبدو أن قراءة مقال الوسواس القهري والشخصية القسرية، ستفيدك إن شاء الله، والرأي عندي أن التعايش مع الوسواس القهري قد أضر بك ربما رغم اعتقادك أنك تعايشت معه.يضاف إلى ذلك الرهاب الاجتماعي، فتصبح المشكلة أكثر تعقيدا لأن سريتك حول الأعراض ستصبح مدعمةً بانزوائك وابتعادك ما استطعت عن الآخرين، وليس غريبا أن تتعايش مع أعراض الرهاب خاصة في مجتمعاتنا المعاصرة لأنها مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات، فأصبحت متعايشا مع الوسوسة التي ارتضيتها ولم تعط العلاج الدوائي فرصة فيما يبدو، ونفس الكلام انطبق على الرهاب وإن ظللت تعاني من القيود التي تتكاثر على حياتك. وكأن القعود عن طلب العلاج في كل هذا محتمل، ولكن الابتسامة في غير موضعها كانت بالنسبة لك القشة التي قصمت ظهر البعير، والحقيقة أن هذه الابتسامة عرضٌ ليس غريبا بالشكل الذي تتخيله أو الذي صوره لك الأطباء الذين ذكرتهم، خاصة وأنها يمكنُ بالفعل أن تنتج عن الخجل فكثيرون من مرضى الخجل الاجتماعي خاصة رهاب الجنس الآخر يحدث لهم ذلك ولكنه عند معظمهم يكون عابرا لأنهم لا يوسوسون منه أو من الخوف منه، ويمكنُ أن نراه وسيلة دفاعية إلى حد ما حتى وإن بدت بلهاء، إلا أن كثيرين يخفون خجلهم خلفها، ولكنني أراك تأخذ الأمر بصورة مختلفة لأنك باختصار توسوس فيما يتعلق بتلك الابتسامة وماذا سيقول الناس عنك وكيف سيقيمون حدوث تلك الابتسامة بينما أنت تريد أن تكونَ جادًا، أي أنك كما قيل لك من قبل توسوس مستخدما الفكرة نفسها التي تعتبر العرض الجوهري للرهاب الاجتماعي وهي كيف سيقيم الآخرون أدائي؟ وكيف سيحكمون علي؟ إلا أن لي رأيا آخر قد يستغربه بعض زملائي ولكنني أفترضُ شكلاً من أشكال اضطراب العرات الحركية المركبة (اللوازم الحركية المركبة) Complex Tics قد يكونُ مكتملاً ولم تذكر أنت لنا أعراضه، وقد يكونُ مقتصرا على عَرَضِ الابتسامة في غير مكانها، صحيح أن الابتسام المصاحب بالخجل أمرٌ مختلف عن المعتاد من العرات الحركية المركبة (فالمشهور والأكثر شيوعا هو العبوس أو التجهم أو التكشير أو غير ذلك) ولكنني لا أرى الابتسامة في غير مكانها مختلفةً عن ذلك، ولكنني بالطبع أنتظر منك تفاصيل أكثر. ويصبح الحديث عن حفرٍ في نطاق الوسواس القهري تسقط فيها يا أخي تباعا في حفرة الوسواس القهري ثم حفرة الرهاب ثم حفرة العرات ربما، وهذا في النهاية مجرد رأي قد تستطيع الرد علي بشأنه بعد أن تقرأ الروابط التالية من على موقعنا مجانين لتعرف ما هو مفهوم نطاق الوسواس القهري وما معنى العرات، فانقر العناوين التالية: الوسواس القهري جنة أم جهنم الاستمناء والوسواس والعرات والشُّقَـيْـقـة ! اختلال الإنية في نطاق الوسواس القهري مسلم يعاني من الوسواس : ماذا عن العلاج متابعة الحصار القهري أو الوسواس : المهم العلاج هل هذا هو عذاب عَرَّات التوريت؟؟؟ هل هذا هو عذاب عرَّات التوريت (متابعة)؟؟؟ ننصحك بعد قراءة ردنا هذا وما أحلناك إليه من روابط أن تفعل والآتي: -1- اعزم على طلب العلاج من كل مظاهر الوسوسة التي تجعل حياتك أصعب بلا مبرر، وكل أعراض الرهاب المتبقية، وعلى أنك ستطلب العلاج السلوكي المعرفي إضافة إلى العلاج بالماسا، وربما بغيرها لأن حالتك فيها أكثر من اضطراب من اضطرابات نطاق الوسواس القهري. -2- ابحث في ذاكرتك عن وجود تاريخ شخصي أو أسري للعرات أو اضطراب توريت، أي فيك أو في أحد أفراد العائلة، وأخبرنا بذلك. -3- بماذا تشعر قبل ظهور الابتسامة وهل تستطيع كبت حدوثها لبعض الوقت، ويكون الخوف بعد ذلك من فشل مقاومتك وحدوث الابتسامة رغما عنك؟ وأنا لم أنس أن الابتسامة في غير موضعها حدثت بالفعل وتسببت في حدوث مواقف محرجة وأنت في غنى عن حرج يضاف إلى حرج الرهاب الذي لا تعالجه كما ينبغي، ولم أنس أنها لا تسبقها فكرة، ولكنني أسأل هل تشعر داخلك ساعتها وكأن تغيرا ما يحدث في كيانك النفسي ويدفعك ويلح على عضلات وجهك أن تبتسم؟ تابع معنا وسامحنا إن تأخرنا عليك، وادعو الله لنا بالثبات.