ابنتي الحائرة؛أشكرك على رسالتك الهامة للغاية في كشف العالم الذي نعالجه دون أن نعرفه، فأهلا بك... مشكلتك تبدو معقدة بينما هي أبسط بكثير مما تظنين. فما تروينه عن طفولتك مثلا لا يعدو كونه لعبا جنسيا، وعبث صغار يكادون لا يفقهون معنى الهوية الجنسية أصلا!!! ولا تبتعد خيالاتك الجنسية كثيرا عن نفس المساحة، ومحتواها هو الصورة التقليدية الشائعة في الكامن النفسي عند أغلبنا من أن المرأة هي المفعول به جنسيا على طول الخط، والصورة المثلى للخيالات التي تمثل هذا المعنى هي لامرأة تخلع ملابسها تدريجيا أمام رجل، وهي مجبورة على ذلك، لأن هذا الفعل طبقا للمخيلة السائدة- يبدو مثيرا بوصفه ضد الحياء والتقاليد والأخلاق...الخ، فعل التعري أصلا في مخيلتنا له حساسية معينة، وأنت في هذا الفلك تدورين، فأين المشكلة؟!!ثم أنت تمارسين الاسترجاز وتكتمين اللذة لأن الرغبة -المحرمة طبقا للثقافة السائدة– تغلبك فتنقادين وراءها إلى ما قبل القذف والوصول إلى الشبق، ولأنه تغلبك مشاعر الإحساس باللذة والاستمتاع، ولكن كون المرأة مجرد أداة للمتعة كما في تصورك، وكما في السائد، فليس من حقها، ولا من الوارد بالتالي، أن تشعر بلذة الشبق، ولأنك أيضًا تصلين إلى هذه المتعة المرغوبة والمرفوضة-في ذات الوقت– عبر طريق آخر غير الزواج.وهكذا يا فتاتي فإن مشاعرك هي مثال جيد علي الخليط المتناقض، والتشويش الشائع، وتجليات معلومات ناقصة، وممارسات مترددة، وأنت ترسمين صور مخيلتك الجنسية، وتسلكين في ممارستك الحسية بما يتفق مع هذا المخزون والمنطلق، فأين الالتباس؟!!ولو أنك تلاحظين فإن تخيلاتك إنما تحمل دائما معنى وصورة ابتذالِ أو إهانة أو تعرية أو سحاق النساء من أجل إمتاع الرجال لأنه طبقا لفهمك – وهو شائع بالمناسبة – أن المرأة مجرد أداة ليس لها أن تستمتع بالجنس فإن حدث هذا فعليها أن تخفي لأنه عيب، ولأنك أيضا فتاة محترمة ومتدينة وطيبة السمعة، والجنس –كما في تصورك، وهو أيضا شائع – شيء تافه أو مستقذر وبخاصة للنساء المحترمات!!!واستكمالا للجهل والتخبط فأنت مثل كثيرات لا تعرفين أنك كنت تمارسين العادة السرية، وتنقطعين عندما تعلمين ثم تعودين من باب التجريب والاطمئنان على سلامة ميولك الجنسية، وأنت تخافين أنك قد تكونين شاذة لمجرد أنك قرأت إجابات سابقة لنا تتناول طرفا أو آخر من الموضوع فتصبح المعرفة الناقصة هي المدخل الجديد للتشويش بعدما كان الجهل يتكفل بالمهمة!!!ثم مثل كل فتاة تدخلين بهذه الخلطة للارتباط بخطيبك الذي يصف نفسه بأنه إنسان "جنسي جدا" ، وهو مصطلح شائع وليس له أي معنى أو أصل علمي، ولكن مرحبا بالفوضى وبالمزيد من التشويش، وتبدئين أنت في القلق والمخاوف، وأنت لا تعرفين حقيقة ذاتك أو رغباتك، وبالتالي تخافين من الفشل في علاقتك الزوجية مستقبلا.وللخروج من هذا تحتاجين إلي:- تعديل أفكارك ومفاهيمك الخاطئة عن الجنس، وموقع المرأة في العملية الجنسية، وطبيعة وحجم هذا النشاط الإنساني، وإمتاعه الفطري دون حرج أو لوم نفسي، وتحتاجين إلى استكمال معلومات كثيرة ناقصة عن العلاقات الجنسية، والتركيب التشريحي والوظيفي للأعضاء، والاختلاف بين الرجل والمرأة في التراكيب والمشاعر.- تعديل تدريبك من مسار الحصول على اللذة عبر الاسترجاز وما يصاحبه من إثارة ذاتية، وتفريغ ذاتي إلى الجنس مع شريك، وعبر علاقة متبادلة لك فيها دور، كما له دور، والشعور بالاستماع والقدرة على الإمتاع هي أمور تحتاج إلى بعض الوقت والجهد لتحصل فلا تستعجلي.- قد تحتاجين إلى مراجعة طبيبة نساء وتوليد للتخفيف من أثر التغيرات الهرمونية على إثارتك الجنسية في اليوم الذي تذكرينه فيمر بسلام.- وقد تحتاجين إلى عون نفسي مباشر إذا فشلت في تعديل سلوكك الجنسي تدريجيا.واعلمي أن الخيالات الجنسية كلها –بعد ذلك– متاحة ومباحة، ولا بأس من الاتفاق مع زوجك عليها، ولو من باب التجديد، وأكرر بوضوح أنك لا شاذة ولا غيره إنما أنت تقعين في السوء بجهالة، فتابعينا، وعودي دائما لصفحتنا متصفحة ومتسائلة حتى تكتمل لديك الصورة.