السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أستاذي ودكتوري الفاضل... بعد التحية أحب أن أشكرك على جهودك الواضحة.. وعلى كلماتك التي تبعث بي الأمل.. بغد أفضل من اليوم... أستاذي العزيز... منذ أول رسالة(عشق البنات بين فكي الدموع) بعثتها لموقعكم المتميز.. كنت أخبر إحدى صديقاتي المقربين لي بأني أراسل أحد المواقع... ولم أدخل معها بتفاصيل المراسلة.. وهذه الصديقة باتت أهم شيء في حياتي.. لا أعرف لماذا.. أحببتها ولا أزال أحبها.. أعلم أن حبي لها لا يصح.. ولكني أحبها وأغار عليها من الجميع.. ولا أحتمل لحظة بعدها عني... أقسم أني كدت أموت عندما حدثت بيننا مشكلة كادت تبعدني عنها....حاولت أن أبتعد كثيرا فهي صديقتي وزميلتي في العمل.. فحاولت أن أترك العمل ولكن عندما علمت أنني سأترك لم تسمح لي.. حتى أنها كانت مستعدة لعمل أي شيء لكي أبقى بجانبها.. أعلم جيدا أن حبي لها مرفوض.. ولكني أتصرف معها بغيره.. وأحس بأني أضايقها.. ولكن لا أعرف ماذا أفعل.. أتعبني حبي لها ولكني لا أستطيع التوقف عن التفكير بها... أقسم أنها تسيطر على تفكيري بشكل كامل أستاذي أنت تعلم قصتي كاملة ربما بعض الأشياء الصغيرة التي لم أذكرها.. وقد نصحتني بأن أراجع طبيب نفسي فهل لهذه المشكلة نفس الحل؟؟في انتظار ردكم الذي يبعث بي الأمل بأن أتخلص من قيودي وشكرا لكم جميعا25/6/2004
الأخت الفاضلة..............السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهكما ترين فأنت دائما ضحية لتعلقك الشديد بإحدى صديقاتك (من نفس الجنس), تعلقا يصل إلى درجة التملك المطلق والغيرة الشديدة من دخول أي طرف آخر في هذه العلاقة, وهي ليست علاقة حب صحية قائمة بين كيانين مستقلين وإنما هي علاقة تطفلية بين كيان طفلي ضعيف شديد الاحتياج شديد التعلق (هو أنت) وكيان آخر أكثر استقلالا وقوة (هو صديقتك), ولأنها علاقة تطفلية غير ناضجة (ترضي احتياجات طفيلية غير مشبعة) لذلك فهي تسبب مشاكل للطرفين فأنت تريدين الاستئثار الكامل بصديقتك (ابتلاعها) وتحرمينها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي, وهى لن تستسلم لذلك إن كانت صحيحة نفسيا لأن في ذلك تكبيل لها وسجن لحريتها وحد من خياراتها، كما أن هذه العلاقة ربما تحمل خطر التورط في الاقتراب الجسدي ثم الوقوع في المحظور الذي حذرتك منه في رد سابق. وهذا الذي يحدث لك (كما بينا في ردود سابقة) سببه حرمان قديم من حنان الأم خلق بداخلك جوعا عاطفيا هائلا نحو الإناث, ويضاف إلى ذلك غياب الأب من حياتك (أو وجود صورة باهتة له) مما جعلك تفتقدين مستقبلات الرجل في نفسك لذلك لا تشعرين بأي عاطفة نحو الرجال.ويزيد من عمق أزمتك فراغ حياتك من الآمال والأهداف والطموحات الكبيرة, لذلك تعيشين طول الوقت فريسة لهذه المشاعر القهرية (التي تشبه إلى حد كبير الأفعال القهرية في مرض الوسواس القهري). إذن فأنت تحتاجين إلى أن تملئي عقلك بالعلم والثقافة وأن تملئي قلبك بالإيمان واليقين, وأن تملئي نفسك بالأحلام والطموحات ومشروعات المستقبل وأن يكون لديك علاقات اجتماعية متعددة ومتنوعة لكي تنضج شخصيتك وتبتعدي بذلك عن هذا النوع من الحب الطفولي المتطفل. وقبل كل ذلك تحتاجين لإقامة علاقة قوية بالله تجتذب أكبر قدر من طاقة الحب لديك حتى لا تتبعثر هذه الطاقة أو تتجه اتجاهات مرضية لا تقدرين عليها وإذا عدت مرة أخرى وقلت كيف؟..... لا أستطيع... أقول لك -كما قلت من قبل- ليس عيبا أن تلجئي لطلب المساعدة من معالج نفسي متخصص, ولا تنسي الدعاء في صلاتك.