عدم القدرة على التعايش مع كوني رجل؛ منذ نعومة أظافري وأنا أحس بأن كوني رجل ليس صحيحا, مجرد التفكير عن كوني امرأة يجعلني سعيد(لا داعي لذكر التفاصيل)،مع العلم أني لم أمارس أي نوع من أنواع الشذوذ ولا أتحمل حتى مجرد سماع ذكره،متزوج ولكني لا أصل إلى أي متعة في زواجي إلا حينما أفكر بعكس الوضع الذي نحن فيه، لا أدري ما الحل؟25/08/2003
الأخ السائل العزيز أهلا بك على صفحتنا، لقد أثرت فيَّ رسالتك في الحقيقة تأثيرًا قويًّا، وأنا لا أستطيعُ في الحقيقة أن أعطي ردًّا نهائيا دون العديد من المعلومات التي أحتاجها فيما يتعلقُ بمشكلتك الجنسية، وإن كان الاحتمالات التشخيصية تنحصر مبدئيا في:*1- اضطراب الهوية الجنسية Gender Identity Disorder وهو ما يوحي به قولك(منذ نعومة أظافري و أنا أحس بأن كوني رجل ليس صحيحا)، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة ولا تكفي كلماتك تلك للوصول إلى مثل هذا التشخيص، فأنا مثلاً أحتاجُ إلى معرفة نتائج الكثير من التحاليل الطبية عن مستويات هرمونات الذكورة والأنوثة في دمك، أقول ذلك رغم أن خبرتي مع علاج الحالات الشبيهة بحالتك تبينُ دائمًا توافق مستوى الهرمونات مع ظاهر الجسد، بمعنى أنها متوافقةٌ مع الشكل فإن كانت ملامح الرجولة باديةً عليكَ فإن الغالب أن مستويات هرمونات الذكورة في دمك أيضًا ستشيرُ إلى أنك رجلٌ مكتملُ الرجولة، فأنت تعيشُ كرجل، ويعاملك الناس باعتبارك رجلاً، والحقيقةُ أن معنى هذا في الغالب هوَ أنكَ بيولوجيا رجلٌ مكتملُ الرجولة، إذن ما هيَ المشكلة؟ المشكلةُ تكمنُ في الغالب في عدم التوافق ما بينَ الهوية الجنسية البيولوجية(وتعني جنسك الذي خلقكَ الله عليه)والهوية الجنسية النفسية(وتعني إحساسكَ أنت بكونك رجلا أو امرأة) وأنت تقول في أول إفادتك(أحس بأن كوني رجل ليس صحيحا)، مع أنك تزوجت وفي عمرٍ صغير نسبيا، وهو ما يجعل الاحتمال التشخيصي الثاني أوجه قليلاً من الأول.*2- اضطراب لبسة الجنس الآخر الفيتشية Fetishestic Transvestism وهو ما لم تذكر لنا عنه شيئًا لكن إفادتك عبرت عنه دون أن تدري فقد جاء في إفادتك:(مجرد التفكير عن كوني امرأة يجعلني سعيد "لا داعي لذكر التفاصيل") وأنا أستطيع أن أقول لك التفاصيل هنا لا أدعي العلم بالغيب معاذ الله ولكنني فقط أخمن أنك تقصد أن تخيلك لنفسك كأنثى وأيضًا ارتداءك لبعض قطع الملابس الأنثوية يجعلك في قمة المتعة والإثارة الجنسية، ولعل تخيل نفسك أنثى أثناء الجماع مع امرأتك هو ما قصدته بقولك(متزوج ولكني لا اصل إلى أي متعة في زواجي إلا حينما أفكر بعكس الوضع الذي نحن فيه)، أيا كان الأمر فيبدو أنك فسرت هذه المشاعر لديك بأنها دليلٌ على كونك امرأة على المستوى النفسي وليس رجلاً رغم رجولتك البادية للجميع حتى دفعتهم ودفعتك للزواج، ولكن من الممكن أن يكونَ اضطراب لبسة الجنس الآخر الفيتشية مجرد أحد اضطرابات التفضيل الجنسي وليس اضطراب هوية جنسية في حالتك، وهو غير شديدٍ عندك، وإن كنتُ غير متأكدٍ تمام التأكد من ذلك، وهذا الاضطراب يصيب الرجال في الأغلب، ويتميزُ بحدوث استثارة جنسية تنتج عند ارتداء الملابس الأنثوية أو الظهور بصورتها أو فعل أفعالها أو إحداث تغييرات سطحية في الجسد كنزع الشعر مثلا بحيث تأخذ منطقةٌ ما من جسده الشكل الأنثوي.ولكن بوجهٍ عام، هناك قاعدةٌ أساسية في تحديد احتياج الأمور الجنسية للعلاج من عدمه وهيَ أن يتسبب الاضطراب في عدم القدرة على الأداء الطبيعي دون اشتراط المثير غير الطبيعي أو المرفوض، أو أن يتسببَ الاضطراب في ضيق الشخص ومعاناته الشديدة أو يتسببُ في إعاقته أسريا أو اجتماعيا أو في مجال عمله، وكل هذا غير موجود في حالتك والحمد لله، والغالبية العظمى من مرضى لبسة الجنس الآخر الفيتشية هم رجالٌ طبيعيو التوجه الجنسي أي أن توجههم الجنسي يكون تجاه الإناث، وأعتقد أن وجود زوجتك معك ومحاولتك أنت الاستغناء عن تلك الرغبات هيَ أهم ما قد يطمحُ الطبيبُ النفسي إلى ملك عليه أما إذا اقتصر الأمر على التخيل فلا أظن هنالك مشكلة، وليس هناكَ ما يستدعي القلق،وأنصحك إذا لم يكن التخيل الذي تقصده كافيا لحصولك على الإشباع من علاقتك بزوجتك، وكانت زوجتك من ذوات العقل الراجح أن تطلب منها بعض الخشونة معك أثناء الجماع إذا كان هذا سيرفع عنك الضيق الذي تحسه، ومثل هذه الخشونة من الزوجة تجاه زوجها لو حدثت فإنها تكونُ مشروطةً بأن تظل محصورةً في غرفة النوم وهذا ما نلجأ له في الحالات الشديدة والتي لا يستطيع الرجل الأداء فيها إن لم نلب له رغبته، في نهاية ردي عليك أقول لك أنك حيرتني كثيرًا ولكنك في نفس الوقت تعاني من الحيرة ما لا تحسد عليه، وأنا أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقك إلى السلوك الذي يتماشى مع مبادئك ودينك وخلقك وأن يجعل من زوجتك سترًا لك وقرة عين، وأنا في انتظار تفاصيل أكثر منك إن أردت متابعتنا بأخبارك