أختي الكريمة؛تتناسب صعوبة العلاقة مع مكوناتها تناسبا عكسيا فكلما كانت العلاقة بين الإنسان والآلة مثلا كلما كانت بسيطة، بينما تزداد صعوبة كلما كانت بين البشر بعضهم بعضا وتصبح في قمتها إذا حُصرت بين شخصين!!ولذلك تجدين العديد من الكتب والمؤلفات التي تتحدث عن كيفية تعزيز تلك العلاقة الثنائية أو كيفية المرور بها من الأزمات المتعددة بترويض الإنسان أصعب ما يكون.... ولكن قبل أن أتحدث عن الزواج وما يتطلبه من حب أريد أن أوضح لك أن رسالتك خلت من معلومات كثيرة تؤثر في مضمونها، فمثلا كيف كانت قصة الزواج؟! ما هو عمر زواجك؟ هل هناك أبناء؟الأسباب الدائمة للخلاف.. أمثلة تبرهن من وجهة نظرك على عدم حبه لك.. السبب الحقيقي للسعي وراء الطلاق وكذلك السبب الحقيقي وراء طلب عودته لك مرة أخرى.ولكن أعود فأقول بأن الزواج يحتاج إلى الحب ولكن كذلك يحتاج إلى مجموعة الأشياء المشتركة بين الزوجين مثل تقارب المستوى الاجتماعي وأسلوب الحياة وتقارب المستوى الفكري ودرجة التدين وكثيرا ما نظلم أنفسنا عندما ننظر للحب على أنه الدعامة الأولى والرئيسية وتكاد تكون الوحدة عند بعض الأشخاص لتكوين علاقة زوجية ناجحة وأنا لا أقلل من قيمة الحب في العلاقة الزوجية ولكن يجب أن نضعها في حجمها الطبيعي، فكم من قصص للحب – كما يقولون_ كانت ملتهبة وفشلت في تكوين علاقة جيدة عند إتمامها بالزواج، وكم من علاقات زوجية رغم أنها لم تسبق إلا بالتعارف والقبول البسيط نجحت نجاحا مبهرا هذا ولابد وأن نتفق على مفهوم كلمة لا يحبني ولا أحبه التي ذكرتها فهناك فرق كبير بين شكل الحب وحقيقة الحب وللأسف الإعلام بشكل خاص وخبرات من حولنا غير الناضجة جعلتنا نخلط بين هذين المفهومين.فشكل الحب هو صورة التعبير عنه من كلمات رومانسية.... ولمسات حانية، وزهور، وشموع ونظرات هائمة وشعر عذب بينما حقيقة الحب هو أن تحبي زوجك بكل صفاته وتتعايشي معها مع علمك التام بها، وأعطيك مثالا: فمثلا تعلمين أن زوجك عصبي فأنت تحبيه بعصبيته وتعلمين أنك ستتحملينها وتتأقلمين معها لأنك تحبينه هو شخصيا وهذه الجزئية تحتاج من الزوجة مهارة الصبر المخطط وهو ليس صبرا سلبيا فيه تكتسبين صفة الصبر على ما لا تحبين، وإنما فيه ترفع الزوجة شعار "دعوني أعمل في صمت" فيكون صبرا ممزوجا بمحاولات التغيير ولكن على المدى الاستراتيجي وهنا تقتضي مني الأمانة أن أقر لك حقيقة أن تغيير شخص ما مهمة صعبة للغاية مادام لا يريد هو هذا التغيير شخصيا ولكن ما قصدته أن بهذا النوع من الصبر تصلين بصفاته التي لا تحبينها إلى المستوى الذي يمكنك التعايش معه فأهدي إليك بعض الاقتراحات العامة لعمل اختصارات للمشكلات (عددا أو حجما) التي تحدث بين الزوجين في عدة نقاط:• لا تظني أن ما ليس معك أفضل مما معك.• لا تمتني على زوجك وحاولي تجنب الإنذارات والنقد.• اسألي نفسك بكم ساهمت أنت في حدوث المشكلة.• تكلمي مع زوجك بطريقته لأنها الطريقة التي يفهمها.• لا تعتبري كل الأمور ملحة وضرورية.• أنظري إلى الجانب الإيجابي بعلاقتك مع زوجك فليس هناك شيء سيء 100 %. • لا تتشاجري على الأشياء التافهة.• اتركي له قدرا من الحرية. • فاجئيه بالمجاملات والهدايا غير المتوقعة.• فكري قبل أن تتحدثي ولا تتوقعي تختلف النتيجة طالما أنك تواصلي نفس الأشياء.• كوني لبقة عند قبول الاعتذار.وأخيرا إذا مارست كل ما اقترحته عليك –وذلك يأخذ وقتا طويلا– ولم يظهر في الأفق بادرة بداية للتفاهم فأقول لك مقابل عدم رغبتك لحمل لقب مطلقة سيكون الثمن عذابا وتوترا وفقدانا للراحة والأمان مع وقفات مؤلمة بين الحين والآخر وذلك على المستوى الشخصي أما على المستوى العام فأقول لكل امرأة انتبهي فأنت لا تحصلين على قيمتك من زواجك بالرجل وإنما هي قيمة مضافة لك ولأسرتك وإنما أنت أولا إنسانة قبل أن تكوني زوجة لها قيمتها الإنسانية التي تستطيعين بها إضافة أشياء لك وليمنحك من حولك وأرجو أخيرا إرسال تفاصيل أكثر للإعانة بتوفيق الله.