الأخت العزيزة؛ هلا ومرحبا بك على موقعنا مجانين، ونشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، صدمني في الحقيقة أنك بدأت معاناتك وأنت في الثانية عشرة من عمرك وبأعراض خطيرة جدا (منها الهلاوس السمعية)، فلماذا لم يتحرك أحد؟ ولا أعرف هل كان ينبع تقصيرك هذا من عدم معرفة أهلك بالأعراض التي تمرين بها أم أن وصمة المرض النفسي والخوف من الذهاب إلى عيادة الطبيب النفسي هما السبب في إهمال أهلك لمثل هذه الأعراض؟
الأعراض التي ذكرتها في بداية رسالتك وهي أنك كنت تسمعين الأصوات وتسهرين الليل في (الاستماع المضني والخوف المتواصل، من ماذا؟، من لا تدرين عنهم شيئاً. هي أصوات لوحوش وبشر بكل أحوالهم السعيدة والتعيسة. ماذا يقولون؟ لا شيء محدد، فتارة يغنون وتارة يتآمرون علي. أخاف الظلام بشكل لا يصدق، حتى الآن) هذه الأعراض اسمها هلاوس سمعية Auditory Hallucinations ، وهي أعراضٌ ذهانية Psychotic Symptoms في منتهى الخطورة،
وقد تشير نفسيا إلى مشاعر الاضطهاد والخوف من شيء غامض وعدم الشعور بالأمان، ولكن المهم هو أننا كلما أهملنا تلك الأعراض أدى ذلك إلى تراكمها، وصعوبة علاجها بالتالي، وإن كنت أرى بنيتك النفسية والمعرفية قوية بوضوح ثاقبٍ ما تزال برغم عدم العلاج ناهيك عن الإهمال، إلا أنني لابد أن أشيد بأسلوبك الرائع ولغتك السليمة والتي صارت عملة نادرة هذه الأيام، وهذا إن دلَّ فإنما يدل على صدق تقييمك لنفسك من أنك ذات ثقافة وذكاء وفيرين،
وينفي ما تتوهمين من انخفاض ذكائك خاصة وأن الانطباع الذي وصلني عن اضطرابك النفسي إنما يشير إلى اضطراب في مكان ما بين اضطرابات الوجدان واضطراب الفصام من النوع الزوراني، وفي كل هذه الأحوال لا يتأثر الذكاء وإنما تتأثر ربما قدرة المريض على استخدامه، وأما ما أنت مخطأة في تقييمك له بالتأكيد، فهو نوايا الآخرين تجاهك، فهذه أفكارٌ ذهانية من النوع الزوراني، وأنصحك بتتبع ما تقودك إليه الروابط التالية: ما هو الفصام ؟ الرد بعد المعلومات بعد ظلمة نفسي وانقطاع رجائي : عاشقة الفصام !! الـزَّوَرُ (البارانويا) أنواع ، فأيّ الأنواع أنت ؟ اكتئاب أم فصام وهل هناك احتمالات بارانويا؟ اضطراب الشخصية الزوراني (البارانوي) الصوفية والفصام : محاولة للفهم متابعة الفصام الوجداني : والمآل ما بين بين الفصام الوجداني لا الاكتئاب بين الوسواس القهري والفصام الفصام المزمن وأعراضه السالبة متابعة أخي مريض بالفصام ! في انتظار شبح الفصام: أزمة نمو! أختي وأعمال الشعوذة والفُصَام الفصام التخزين المرضي وسواس أم فصام؟ "متابعة"
ونحن بالطبع لا نستطيع استبعاد دور التفاعل بين تركيبة الوالدين النفسية على معاناتك، فما نتج عن تفاعل سمات الشخصية في كل منهما, قد يكون له دورٌ ما, فلقد أشرت إلى وصف مهم عن شخصية الأب القسرية وفي المضاد الأم الشخصية المبدعة الذكية، وهذا ما كنت أريد أن أوضحه لك وللصراع الحادث بداخلك والذي يلعب دور (كيف أختار) بين شخصية الأب وشخصية الأم،
وفي محور (الإجابة هذا أم هذا) إلى أن يظل الصراع حبيس الدائرة المغلقة التي لا منفذ منها إلا الأحلام التي تظهر بهذه الصورة والتي ما طبعت بعقلك الواعي بكامل واقعيتها إلى أن برمجت على صفحات عقلك الباطن لتظهر في النهاية بهذه الصورة التي ذكرتها لنا من أعراض، ورغم ذلك فإنني أظن العوامل الوراثية أقوى في حالتك.
وأما انطوائيتك وعدم اختلاطك بالآخرين وعدم تفاؤلك ورغبتك العارمة في الابتعاد عن الناس إنما هو انعكاسٌ لما تشعرين به أنت، من أن هناك أشخاصا متآمرين عليك, وأما الشك العاصف الذي ينتابك والذي توجهينه إلى أهل بيتك وخدمه إنما ما هو إلا دليل على تراكمات الماضي وما تولد لديك شكوك زورانية (بارانويدية)
والأكثر من ذلك أنك ذكرت معلومة لعلها تكون مهمة جدا في إيجاد الحلول وهي أنه يوجد في عائلتك من يعاني من اضطرابات عقلية وذهانية وتخلف واضح، فدور العوامل الوراثية واضحٌ هنا، وكذلك تأثيرها في محاولة أهلك الابتعاد عن الطب النفسي والأطباء النفسيين ربما بسبب خبرات سيئة في الماضي.
أتمنى أن تكونَ الحالات السابقة قد أضافت معلومات مهمة لك تفيدك في فهم حالتك، والحقيقة أن ما ذكرته من أعراضٍ في إفادتك الأولى وما أضفته في إفادتك الثانية كلها تقع ضمن دائرة اضطراب الفُصام الممزوج بأعراض وجدانية أحيانا، وإن كنت أصر على رأيي في أن ذكاءك وقوة شخصيتك،
إضافة إلى كونك أنثى (والإناث أقوى من الرجال في مواجهة الذهان لأسباب تتعلق بهرمون الأنوثة الذي يعمل عمل مضادات الذهان وإن كان بدرجة خفيفة) كل هذه العوامل جعلتك أقوى من الفُصام فمازلت قويةً لبقةَ الأسلوب حلوة البيان، بفضل الله تعالى رغم أربعة عشر عاما من المعاناة مع أعراض الفصام، ولهذا جاء اختيارنا للعنوان أقوى من الفصام!
وأخيراً أتمنى أن تفيدك الإحالات التالية في تغيير فكرتك عن العقاقير النفسية، وذلك من خلال باب الطب النفسي شبهاتٌ وردود من على موقعنا مجانين، فقط أنصحك بنقر العناوين التالية، والتي يمثل كل منها ردا على مفهوم مغلوط لكنه شائع في مجتمعاتنا مع الأسف، إذن صححي بالفأرة ثم بعينيك وإدراكك ما يلي: الأدوية النفسية هي مجرد مسكنات ومنومات كيف لعقار مادي محسوس أنْ يعالج معاناة نفسية غير محسوسة؟ العلاج بالصدمات الكهربية إنما يدمر المخ الطبيب النفسي سيدخلك في الدوامة فاحذرْ منه الطبيب النفسي غير مستقر نفسياً
أرجو بعد ذلك أن نكون قد طرقنا الحديد الساخن، الذي نبهتنا إلى وجوده الآن فيك حين قلت في إفادتك الثانية: (الآن، أنا مستعدة للاستماع والذهاب وأخذ النصح لأني أعاني كثيراً، هذا الجزء المدرك فيّ، يجعلني أنتظر الأمل.)، ونحن مثلك ننتظر الأمل ونراه بفضل الله قريبا، إذن توجهي إلى أقرب طبيب نفسي واعلمي أن عقاقير جديدة قد ظهرت ولها فوائد أكثر، وأضرار أقل، وأن من كانت أقوى من الفصام لمدة تناهز العقد ونصف ستحتاج إن شاء الله إلى قدرٍ يسيرٍ من العقاقير، وأهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعينا بالتطورات الطيبة. |