بدلا من انتظار الزوج - متابعة
تغيير استراتيجي: - بدلا من انتظار الزوج - متابعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لردك دكتور أحمد على استشارتي, ولي على هذا الرد بعض التعليقات ..
وأولا أشكر الأخت م م م على تفضلك بالمشاركة بتجربتك رغم أنك مشغولة, فجزاك الله كل خير .. لقد دعمتني تجربتك وكلماتك كثيرا, وأحسست أن لي أخوات يفكرن بنفس الطريقة وأنني لم آت ببدع من القول .. فشكرا لمشاركتك ..
وأسأل الله لك أن لا تطول تجاربك وأن تجدي وبسرعة من تبحثين عنه, آمين ..
ثانيا .. استوقفتني كلمتك يا دكتور أحمد : "لا أرى تعارضا بين ما يحدث في الأمة ورغبتك في إعفاف نفسك بالحلال، ولا أعرف في الإسلام تناقضا بين الجهاد الحق، وهو ما نخوضه" وأخذت أفكر : هل هدفي من الزواج هو "الإعفاف" كما قال الدكتور أحمد ؟؟
بصراحة يا دكتور لو كان هذا هو هدفي من الزواج لكان الأمر أبسط مما أنا فيه الآن.. والله تعالى قد تكفل بعون ثلاثة : منهم الناكح يريد العفاف..وهذا هو الدافع الطبيعي لأغلب البشر ليتزوجوا ..
ولكن بالنسبة لي ليس الأمر كذلك, وليته كان كذلك ..
دافعي للزواج هو : الشعور بالأمان .. أنا أبحث عن الأمان في رجل يحمل معاني رجولته بحق, وهنا الطامة الكبرى, لأنني اكتشفت أنني لا زلت أعاني من الشك القاتل حتى الآن .. وسأشرح لك كيف ..
حضرتك يا دكتور أحلتني إلى "ذكائي" في محاولة البحث والسؤال عن أوضاع "الشخص" لأرى أولا وقبل كل شيء إن كان متزوجا أم لا ..
وبالفعل , استطعت أن أصل – ولله الحمد - إلى من يعرفه عن قرب, ولكن منذ أن سألت وإلى أن جاءني الجواب -بعد بضع ساعات فقط- وأنا أعاني من صراع مرير في الأفكار, أخذت أفكر في الاحتمالات الناتجة عن هذا السؤال : أن يكون متزوجا, وعندها ينتهي الموضوع من أصله, أو أن لا يكون متزوجا وعندها ما الخطوة التالية ..
وهنا يا سيدي شعرت بالشك الشديد, وأخذت أفكر بهذه الطريقة : كيف سأضمن أن ظاهره كباطنه, ليس كل من قال وكتب كانت كلماته معبرة عن ما في قلبه, سمعنا ونسمع ورأينا ونرى الكثير من الناس الذين يعانون من انفصال هائل بين قولهم وفعلهم .. ما الذي يضمن لي أن لا يكون هذا الرجل مثلهم ؟
قبل أن أفكر فيه كزوج كنت أرى فيه الشخصية المناسبة تماما, ولكن ما إن بدأت التفكير فيه كزوج حتى انقلبت الموازين تماما .. وأصبحت أتوقع منه أسوأ الأمور ..
كنت أحسب أنني لو أنا التي قمت بالاختيار فإن مشكلتي هذه لن تطل برأسها من جديد, ولكن يبدو أنها ستظل تلاحقني ولن أجد منها مهربا !
وهكذا .. حتى شعرت بضيق شديد وأصابني الصداع , وتمنيت من كل قلبي أن "يتفركش" الموضوع .. وهذا ما كان .. فقد تبين أنه متزوج والحمد لله ..
سيدي الفاضل لقد تبين لي أن مشكلتي مع الزواج هي مشكلة داخلية وليست مشكلة خارجية, كنت أحسب أنني تخلصت من هذه المشكلة, ولكن يبدو أنها لا تزال تسيطر على كل تفكيري بالنسبة للزواج, لا أستطيع أن أضع نفسي تحت رحمة من لا أعرفه .. وكيف سأعرفه ؟؟ الله وحده أعلم ..
يخيل إلي أنني لا يمكن أن أقدم على الزواج إلا ممن عصمه الله من الخطأ, أي لا بد أن يكون نبيا, ولهذا فأنا أرى أنني ولدت في الزمان الخطأ : زمن لا أنبياء فيه .. النبي فقط هو من أستطيع الاطمئنان إليه, لماذا ؟؟ لأنه معصوم .. وبالتالي فسأكون على يقين من أن قوله لن ينفصل عن فعله, وسيكون ظاهره كباطنه, عندها فقط سأشعر بالثقة والاطمئنان.
أرأيتم مثل هذا الحل "المستحيل" ؟!؟! حل مبتكر أليس كذلك ؟؟- هذا نتيجة لنصيحة حضرتك لنا أن نكون واقعيات في طلباتنا, أرأيت في حياتك يا دكتور من هي أكثر واقعية مني ؟؟ فارس أحلامي "نبي" في زمن انتهاء الأنبياء !! -
حضرتك تقول : المهم الآن أن تعرفي مسألة زواجه –طالما تهمك-.
استوقفتني أيضا كلمة طالما تهمك, تهمني والله كثيرا, فلا أستطيع أن أتخيل رجلا يمكن أن يتزوج على امرأته تستطيع أن تشعر زوجته معه بالأمان .. هذا رأيي الشخصي ..
وأنا لا أقول أن التعدد خطأ من أساسه, ولكنه ليس "سنة" على أية حال .. بل هو حل لبعض الحالات الاجتماعية الخاصة كعدم الإنجاب والمرض, بحيث تحفظ فيه الزوجة الأولى من أن يهدم بيتها وتفقد زوجها بسبب لا يد لها فيه أصلا .. هذه هي رؤيتي للزواج الثاني .. أما أن يكون لا مبرر مقبول لهذا الزواج الثاني, فهذا ما لا أستطيع تقبله, وهذا رأيي الشخصي, وأنا لا أحرم شيئا أحله الله, إنما أنا أيضا أعطاني الله الحرية في قبول أو رفض رجل متزوج ..
أما بالنسبة للصدمة بأن يرفض فقد كنت أرى الأمر أكبر من حجمه !! "مفيش صدمة ولا هم يحزنون" وبالفعل كما قالت الأخت المشاركة, فقد تمنيت له السعادة من كل قلبي ..
على كل حال, أحببت فقط أن أتابعكم بآخر التطورات, ولا أنتظر ردا أو حلا لمشكلتي, لأنه وكما يبدو : هو الداء الذي لا برء منه ..مشكلة الشك مشكلة عويصة, بالمناسبة, أنا لم أقرأ استشارات تتحدث هذه المشكلة ..
المسألة ليست مسألة تحسين الظن بالآخرين, هذا وبفضل الله قد تجاوزته مع كل الناس, إلا مع شخص واحد وهو : الزوج, لا يمكنني أن أتجاوز شكي وتفسيراتي السيئة للأمور أبدا, أظل كذلك حتى يتصدع رأسي ويتملكني الخوف, فأعرض عن الموضوع برمته .. حسبي الله ونعم الوكيل ..
تستطيع أن تقول أنني أمر بأزمة ثقة كبييرة جدا .. لا أستطيع أن أثق بالعالم الخارجي إذا كان هو الأقوى مني والمسؤول عني , أما عندما أكون أنا الأقوى فتتلاشى هذه الشكوك وأتعامل مع الناس بكل ود وطيبة ورحمة , ولكن حين تنعكس الأدوار أحس انني أصبحت انسانة لا أطاق : أتصيد الأخطاء وأفسر كل شيء بتفسير سيء لأصل في النهاية إلى أن : هذا الزواج مستحيل .. وهكذا ..
ولكنني –ولله الحمد- لا أستطيع أن أندم على كل الماضي الحافل بالعرسان, لأنني كنت دائما أصلي صلاة الاستخارة, ولا أخفيك أن الشعور بالضيق والانقباض من الزواج كله يلازمني منذ ان كنت في السادسة عشرة وحتى الآن !!
إذا .. وحتى أريح رأسي ورأسكم, توصلت إلى نتيجة :
أنا لا يمكنني ان أتزوج مثل باقي خلق الله, لا بد أن يكون زواجي في ظروف استثنائية جدا حتى أستطيع الشعور بالأمان .. وإلى أن يحين ذلك, سأترك هذا الأمر لله وحده ولن أفكر فيه مرة أخرى ولن أسعى إليه أبدا ..
خصوصا أنني جرّبت عددا من أشكال الزواج : الواقعي والالكتروني, أن أكون طالبة و مطلوبة, ولكن النتيجة واحدة : شك وتفكير سيء يجعلني أولّي هاربة في النهاية ..
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ..
سؤال أخير ..
هل يمكن أن تكون طريقة تفكيري خاطئة وهي التي تسبب لي هذه المشكلة ؟؟
بمعنى ..هل أنا أنتظر من الرجل شيئا فوق المألوف والطبيعي والفطرة, والذي هو الثقة والشعور بالأمان ؟؟
أنا حتى الآن وفي حياتي وأزماتي كلها, مصدري الوحيد للشعور بالأمان الحقيقي كان : الله عز وجل, فقط .. ونعم بالله ..
هل أنا أطلب من الرجل ما لا يطلب إلا من الله ؟؟
أم أنني أنا التي لا أعرف كيف أثق في الآخرين ؟؟
وإذا كانت المشكلة مني أنا, فهلّا علّمتموني كيف أثق في الآخرين ؟؟
ودمتم سالمين ..
6/8/2004 |