صدمة نفسية مشكلتي بدأت منذ 64 يوم عندما تعرضت ابنتي الصغيرة لها جرح في عينيها عندما رأيت منظر الدم فزعت فزع شديد واتخضيت جدا والموقف انتهى والحمد لله، لكن بعد تلك الخضة ب7 ساعات كنت أعمل في المطبخ كعادتي وفجأة شعرت بدوار خفيف وسخونة غريبة في جسدي ثم أحسست أنني لست أنا وأنى متبدلة كأن شىء ما دخل في جسدي وشعرت بإحساس مؤلم جدا وهو من أنا؟؟؟وأخذت أقرأ القران في تلك الليلة لأن أول شيء خطر في بالى هو أنى قد لبست والعياذ بالله من الجان وعشت في هذا الإحساس المرير المؤلم الذي قلب حياتي رأسا على عقب حوالي شهر لا أشعر بذاتي لا أعرف من أنا ولكني مدركة لكل شيء وأحاول أن أتعامل عادى مع أسرتى وابنتي ولكن هذا الإحساس كان يأتيني في اليوم أكثر من مره إلى أن أحضرت شيخ وطمأنني والحمد لله أنه ليس هناك لبس؛ولكني لم أتحسن وتطور الأمر وأصبح هذا الإحساس يلازمني 24 ساعة وهذا الإحساس هو أنى لا أشعر بذاتي ومستغربه كل شئ زوجي وبناتي أجلس أتأملهم وكأني لا أعرفهم وكذلك باقي أسرتي.وهذا الإحساس مسبب لي ألم دائم في الرأس وضيق شديد وقد تطور الأمر فأصبحت لاأعرف صوتي فأصبح الكلام يؤلمني لأني لا أشعر أن هذا صوتي وكلما تحدثت أشعر أنى تهت لا أعرف من أنا ولا هذا صوت من فذهبت لطبيبة النساء خاصة وقالت لي أن أعصابى تعبانه من الخضة وكتبت لي على حقن ديبوفيت وكذلك كوراسور نظرا لطبيعة ضغطي المنخفض ولكني لم أتحسن وأشعر أن الأمر يتطور أنا أخشى الجنون أو الفصام وجميع من حولي يقولون لي أنها صدمة عنيفة ستأخد وقتها، أنا أعرف أنه ابتلاء والحمد لله ولكني لدي أطفال ونظرا لما أنا فيه أهملتهم وكذلك زوجي ولا أستطيع الاستمتاع بأي شكل نتيجة للإحساس الغريب المتملك منيأنا أريد أن أعرف ماذا حدث؟ ساعدني يا دكتور وائل جزاك الله خيرا أرجو السرية 3/9/2004
الأخت الفاضلة غادة.......السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد واجهت صدمة نفسية مفاجئة وعنيفة حين جرحت ابنتك في عينها وقد نتج عن ذلك حالة من القلق تبعها بعد سبع ساعات حالة نسميها "اضطراب الإنية" (Depersonalization) وهى كما ذكرت إحساس بالغربة عن النفس أو عن الجسم أو عن المحيطين بنا وكأننا في حالة حلم, وأحيانا يشعر المصاب بهذه الحالة وكأنه ينظر إلى جسده وإلى نفسه من الخارج وكأنه أصبح شخصين, أو يشعر وكأنه يتحرك كالآلة بلا روح ولا إحساس.وهذه الحالة يصفها الدكتور يحيى الرخاوى شعرا بقوله: أنا من؟ كيف؟ وكم؟ من ذاك الكائن يلبس جلدي؟ من صاحب هذا الصوت؟ هل حقا أنا يتكلم؟ وتصنف هذه الحالة ضمن اضطرابات الانشقاق (Dissociation) بمعنى أنه تحت تأثير ضغط نفسي معين أو صدمة مفاجئة لا يستطيع الجهاز النفسي استيعابها يحدث انشقاق في الوعي كوسيلة دفاعية تمكن الإنسان من تحمل الصدمة (تماما كما تفصل الكهرباء بواسطة المفتاح الأوتوماتيك عندما يشتد التيار بصورة خطرة). وعلى الرغم من نجاح هذه الوسيلة الدفاعية في ذلك إلا أنها تترك آثارا تختلف حسب شدة الصدمة وشخصية المستقبل لهذه الصدمة والظروف المحيطة. وإذا كانت الذكريات المؤلمة يتم إبعادها من الوعي إلى اللاوعى بواسطة الحيلة الدفاعية المسماة بالكبت, فإن الأمر يختلف في حالة الانشقاق (التي نحن بصددها) حيث تتكون حالة من الشعور الموازى تستوعب الضغط الإضافي الحادث دون إبعاده أو نسيانه, وهذا الشعور الموازى يكون مؤلما للشخص لأنه يشعره بالغربة عن نفسه وعن الحياة من حوله. الأسباب: * أسباب نفسية :وهذه الحالة من الانشقاق (اضطراب الإنية) تحدث في نسبة كبيرة من الأسوياء ذكرت بعض الأبحاث أنها تصل إلى 70% ولكنها تحدث بصورة عابرة ومؤقتة خاصة إذا كان الشخص مجهدا أو مسافرا إلى مكان غير مألوف, ثم سرعان ما يستعيد وعيه بذاته الأصلية مرة أخرى، وتحدث في بعض الناس بشكل أكثر شدة وإيلاما ولفترة قد تصل إلى أسابيع أو شهور في صورة اضطراب انشقاقى نتيجة صدمة نفسية أو قلق أو اكتئاب أو حرمان حسي. وقد تحدث في بعض حالات الفصام. * أسباب عضوية: مثل حالات الصرع, أو ورم في المخ, أو اضطرابات الغدد الصمّاء, أو تعاطى بعض المواد المؤثرة في المخ مثل الكحوليات والباربيتيورات والبنزوديازيبين والحشيش والمهلوسات وغيرها آلية حدوث المرض : (السيكوباثولوجي أو الإمراضية النفسية) قد تفسر الأعراض بحدوث تغير في الناقلات العصبية في المخ مما يؤدى إلى اضطراب الإدراك وهذا هو التفسير الكيميائي الأقرب والأبسط وهناك تفسيرات نفسية دينامية مثل : 1- تضخم الذات الوالدية على حساب ذات الطفل وذات الراشد (طبقا لنظرية التحليل التفاعلاتى لإريك برن) وهذا من آليات حدوث حالات الإكتئاب وما يصاحبها من تغير الإدراك طبقا لقوانين هذه الذات الوالدية المتضخمة 2- الانتقال (بسبب الصدمة النفسية) من مستوى معين في المخ إلى مستوى آخر (طبقا للنظرية التطورية), وهذا المستوى الجديد يدرك الذات والأشياء بشكل مختلف 3- فرط استخدام الدفاعات النفسية يؤدى إلى تشويه الإدراك أو تغييره أو جعله مشوشا ضبابيا. المسار والمآل: قد تأخذ هذه الحالة شكلا مستمرا أو متقطعا (نوابيا), وفى 50% من الحالات تختفي الأعراض بعد وقت قصير ( عدة أيام قد تصل إلى أسابيع ), وفى النسبة المتبقية تطول مدة الأعراض أو تعاود من وقت لآخر. العلاج: يكون علاج هذه الحالة بعلاج سببها فمثلا إذا كانت ناتجة عن قلق أو اكتئاب يتم علاج هذه الإضطرابات, أما إن كانت نتيجة اضطراب عضوي كما ذكرنا فهنا يتم علاج هذا الاضطراب بالوسائل المناسبة له. أما بالنسبة لحالتك يا أخت غادة على وجه الخصوص فيتضح من بداية المرض ومساره أنها نتجت عن صدمة نفسية أثارت حالة من القلق وزاد عليها أعراض اكتئابية فيما بعد نتيجة لاستمرار هذه المشاعر المؤلمة.ولهذا فأنت تحتاجين لزيارة أقرب طبيب نفسي ليصف لك بعض مضادات القلق والإكتئاب ويساند ذلك بنوع من العلاج النفسي التدعيمى لفترة قصيرة, وأطمئنك بأن هذه الحالة تستجيب للعلاج بشكل جيد, وأسأل الله لك الشفاء, وأن يجعل معاناتك السابقة في ميزان حسناتك. *ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، الحقيقة أنه لا إضافة لدي بعد ما تفضل به الأخ الأكبر المستشار الدكتور محمد المهدي، غير الاعتذار عن تأخرنا في الرد عليك، وإحالتك إلى بعض الروابط من على استشارات مجانين عن بعض أشكال اضطراب اختلال الإنية وعلاقتها بالوسواس القهري، فانقري الروابط التالية: اختلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاباختلال الإنية في نطاق الوسواس القهريمن اختلال الإنية إلى رهاب الساحةوإن كنت شخصيا أستشعر أن حالتك تحسنت وأرى أنها كانت حالة ثانوية للرضح الشعوري الذي تعرضت له، وأحسن الظن بالله سبحانه وأظنها انتهت، أليس كذلك، تابعينا إذن بالبشرى.