المشكلة: في بادئ الأمر كانت أمي توكل لأختي الكبيرة مهام العناية بي ......لأنها تهتم بأخي الذي يصغرني بعام واحد .....، أختي الكبيرة عندما كان عمري عام واحد كان عمرها سبعة سنوات .... هي أيضا كانت صغيرة فكيف كانت تهتم بي لا اعرف... لكن ما أعرفه هو أنها كانت تعتبرني دمية تفعل بها ما تشاء .. لأن أمي تهتم بأخي ... و أبي في العمل أو في المزرعة لا نراه إلا قليلا أخوتي الأولاد الذين أكبر من أختي ... يخرجون خارجا للعب مع بقية الأولاد .. وهم أولاد ما يدريهم كيف العناية بطفلة عمرها عام ... أخوتي البنات أصغر من أختي أعمارهم كانوا ما بين الخامسة والثالثة .. أمي لم تهتم بي كثيرا .. لكن مع ذلك كانت تصنع لي الحليب و تجهز ملابسي .... يعني تقوم بالوظائف التي لا تقدر عليها أختي.. صارت أختي هي أمي................. والحقيقة أن أختي أم فاشلة فهي للآن لا تعرف كيف تتصرف مع ابنها صاحب الثلاث سنوات.. وهذا ما يدعوني للتساؤل كيف استطاعت الاهتمام بي طوال هذه السنوات؟ .. وأذكر حادثة تؤكد قمة إهمال أهلي لي .. هي أنني عندما كان عمري تقريبا أربع سنوات، كنت نائمة ... وأهلي جميعهم ذهبوا لحفل زواج كان الوقت ليلا .. أنا عندما صحوت من نومي ... بحثت عن أمي لكني لم أرها ... كنت أعرف أمي لكني نادرا ما أحس قربها مني... بحثت عن أي أحد في البيت .. لكن لا أحد الوحيد جدي وفي غمرة الزحام تذكرني ... وعاد للبيت لأخذي إلى هناك ... لكن الأهل استمتعوا بالحفل وهم الآن عائدين للبيت ... عموما استمتعت بالحفل مع جدي .. لأني أحسست معه بالأمان الذي افتقدته .. كان جدي وجدتي لأمي الشخصان الوحيدان الذين أحسست بحبهما لي حقا ... أما ماعدا هؤلاء لم أحس بالحب إلى في وقت متأخر جدا ........ عندما يسافرون أو يمرضون ... أو عندما أبتعد أنا عن المنزل أو أصاب بالمرض .. وما يدعوني للخوف من السخرية مني وسبب عزلتي التي فرضتها على نفسي منذ سنوات هي السخرية الدائمة مني ولأتفه ولأقل الأشياء, ويجعلونني أحس أني فعلت أمرا عظيما... لكن الحمد لله أنا من النوع الذين وهبهم الله قدرة على إيجاد السعادة والجمال على ابسط الأشياء في الحياة ... ويرجع ذلك لتعلقي بالله ورسوله ... فأنا كثيرة القراءة في الكتب الإسلامية و أداوم ولله الحمد والشكر على قراءة القرآن ومن فترة لأخرى احفظ سورة أو سورتين من القرآن. عزلت نفسي بنفسي ... لكني أخرجتها أيضا من عزلتها بقدرة الله ...أحكي للجميع ما تعلمته وما فعلته ... ومع ذلك يقولون أنني لا أهتم بالدنيا .. ربما لأني لا أحب التحدث عن غيري و أذني تؤلمني جدا لسماع السيئ من الكلام.. ، أنا الآن نوعا ما ... ليس كثيرا جدا ... أحب التجمعات .. لكني مازلت خجولة .. و أخاف أن أفعل شيئا يجعلهم يسخرون مني .. أنا الآن أعاني من عدة أشياء 1-ثقتي بنفسي تكاد معدومة ..2- أخاف من كل شيء ترونني أقف فجأة و أنا أمشي.3- لا أستطيع التركيز في دراستي.4- أبي وأمي وأخوتي ومن أعرفه يعيبون على صوتي الطفولي.5 - حساسيتي المفرطة تسبب لي مشاكل كثيرة مع بقية الناس. أعرف أني أطلت كثيرا ... لكن أنا فعلا بحاجة للحل..
الأخت العزيزة:أهلاً بك على موقعنا ونشكر لك ثقتك الغالية ونعدك بالإرشاد والتواصل المستمر إن شاء الله،من الواضح أنك كإنسان قوية وذكية، فرغم ما تعرضت له من إهمال في طفولتك وما ترسب داخلك نتيجةً لذلك إلا أنك استطعت القضاء على الكثير من السلبيات، كما تمكنت من التخلص من العزلة أيضًا، وإن شاء الله ستستطيعين التخلص من كل ما لا ترغبينه في شخصيتك.وفيما يتعلق بقولك ثقتي بنفسي تكاد معدومة فأنا أعتقد والله أعلم أنك تستخدمين مصطلح الثقة بالنفس بشكل مختلف عن فهمي له، لأن إنجازاتك التي أشرت إليها لا يمكنُ أن تفعلها إلا من تثق بقدراتها، ونفسك هيَ مجموع قدراتك، إلا إن كنت تقصدين الخجل وهو ما قد يكون أيضًا سبب مشكلتك الثانية وهي التي عبرت عنها بالخوف وربما الوقوف فجأة وأنت تمشين فأنا أعتقد أنك تقصدين الخوف الاجتماعي، الخوف من أن تتصرفي بشكل غير صحيح في رأي الآخرين خاصةً عندما تكونين في المواقف الاجتماعية، وهذا ما نسميه بالخوف الاجتماعي والذي إذا كان شديدَ التأثير على حياتك يصل إلى تشخيص اضطراب الرهاب الاجتماعي، وهذا ما يستدعي تدخلاً طبيا نفسيا حاسما، وإن كنت أيضًا لا أظنك تعانين من الاضطراب كاملاً أي ربما بعض الأعراض البسيطة والتي يكمن علاجها في إصرارك على مواصلة التخلص من العزلة وإقامة علاقات جديدة ومحاولة توسيع شبكتك الاجتماعية قدر الإمكان، واجعلي من ضمن أهدافك أن تفرضي نفسك على الآخرين وعلى المواقف لا أن تسمحي للمواقف والآخرين بفرض كياناتهم عليك. وأما عدم التركيز في استذكار دروسك فهذا أمرٌ مقلق ويجب ألا تتركي الكتاب لمجرد عدم قدرتك على التركيز بل حاولي وحاولي، وإن لم تتمكني من ذلك وحدك فعليك بأقرب طبيب نفسي متخصص، خاصةً إذا كانت اختباراتك قريبة.وأما الصوت الطفولي فهو صوتك الذي أعطاه الله لك وأنا أراه ميزة كما يراه كثيرون غيري ميزة، وإن كان هناك من يرونه عيبا فهم أحرار في رأيهم لكنك أنت وهذا هو صوتك وأتمنى أن تحبي ذلك الصوت، وأن تعلمي حبه للآخرين.وأما الحساسية المفرطة مع الآخرين فلا أستطيع فهم ما تقصدين منها، فقد يكون المقصود هو نفس ما ناقشناه في نقطة الخجل، وقد يكونُ شيئًا آخر، كما أريد أن أعرف نوعية المشاكل بالضبط، فتابعيني بأخبارك وأنا معك