التبول اللاإرادي: أحيانا وراثة التي أجاب عليها المستشار الدكتور علاء مرسي، السلام عليكم؛ابني يشكو من التبول اللاإرادي عمره الآن 11سنة.هو الوحيد عندي؛ متفوق في دراسته؛ يخشى أباه كثيرا؛ أسلوبي أنا هو الصراخ ولا أمرر لا صغيرة ولا كبيرة، أسلوب أبوه الجوهر ولا يضربه إلا في الحالات القصوى خاصة إذا كذب علينا فيما يخص نتائجه الدراسية.....لكي لا ندلـله نعتمد أسلوب: إذا حصلت على نتيجة إيجابية تحصل على المقابل, ليس مريضا من الناحية العضوية كل شيء على ما يرام.عملت معه جميع الوسائل إلا الضرب.في بعض الأحيان إذا لم يشرب وقلت له إذا غدا لم تتبول فلك جائزة فهو لا يتبول.ولكن هذه الفكرة لا تنجح دائما وأحس به بالليل يقاوم ويتقلب كثيرا قبل أن يتبول.وهذه مشكلتي: أني يجب أن أوقظه مرة فقط بالليل لكي لا يتبول. مؤخرا إذا نام بعد الظهر يقوم مسرعا ليتبول: لم تكن هذه عادته قبل عامين كان يتبول ليلا ونهارا إذا نام...... هل هذا مؤشر لشفائه؟ هل هناك أمل؟ أنا لم أعد أوبخه كما كنت بل أحرمه من شيء يحبه وأعطيه فرصة أخرى بإرجاع ما أخذ منه إذا لم يتبول.بالنسبة لأبيه منذ أن علم أن عامل الوراثة يدخل في هذا المجال فهو أصبح قلقا جدا لأنه هو وأنا كنا نتبول حتى عمر أبننا وطبعا ابني لا يعلم شيئا عن هذا. أرجوكم أفيدوني لقد أعطيتكم كل المعلومات أحس بتغير عند ابني أتمنى أنه يشفى ماذا أفعل لكي أساعده؟شكرا لنصحكم ومعلوماتكم القيمة. 8/9/2004
أرحب كثيراً بمشاكل الأمهات والمربين لأن ردنا عليها يفيدهم ويفيد من يواجهون مشكلات مشابهة لها. مشكلة التبول اللارادى تنتشر بنسبة 12% بين الأطفال ما بين السادسة والثامنة، و5% بين الأطفال في العاشرة إلى الثانية عشر، و2% من صغار الراشدين. ويتطلب العلاج أولاً استبعاد الأسباب العضوية وهذا ما تم بالفعل بالنسبة لحالة ابنك. وهنا أحب أن أقول لك أن ما تذكره كتب علم النفس عن مشكلات الأطفال بشكل عام فمحاولات علاج الأطفال من الناحية النفسية التي تمت في فترة الخمسينيات للأطفال لم تحقق النجاح الكافي أو المرجو!! ذلك أن العلاج كان يعتمد على تعامل المعالج النفسي مع الطفل فقط، ومن ثم بدأ المعالجون في البحث عن طرق علاجية أخرى تحقق نتائج أكثر كفاءة، وكانت أفضل الطرق تلك التي تعتمد على اشتراك الأم في العلاج مما أحدث تقدماً كبيراً في علاج الأطفال. ما أود التعبير عنه هو أن القاعدة العامة في معظم -إن لم يكن كل- المشكلات السلوكية لدى الأطفال ترجع إلى طريقة تربيتهم وتنشئتهم وطرق تعامل الوالدين معهم، ولا ترجع إلى الطفل نفسه. أقصد أنه على الوالدين أن يحلا مشاكلهما معاً ومشاكل كل منهما النفسية وأن يقرءا عن طرق تربية الأبناء.سيدتي إن الله تعالى رزقك بطفل وهذا من نعمه عليك، لكنني أتعجب من أمر وهو أنك لديك ابن واحد ولا تكفين عن الصراخ ولا تتركين له صغيرة أو كبيرة، ترى ما هو حالك لو أن الله تعالى رزقك بستة أو عشرة أطفال هل كنت ستصبحين أهدأ حالاً؟ حاولي -بأقصى طاقتك- أن تتوقفي عن الصراخ واستبدلي الصراخ بالحديث معه والوصول إلى حل للمشكلات. تقولين أنك بدأت تكفين عن توبيخه، وقد يكون هذا ما ساعده على تحسن حالته، هذا مؤشر جيد وسيتحسن بإذن الله مع مزيد من الحب والتسامح في معاملته. عادة ما يكذب الطفل حين يخشى نتائج قول الصدق فابنك كذب عليكما فيما يتعلق بنتائج الدراسة ولكن حتى الكذب لم ينجيه من العقاب بل وصل الأمر في تلك المرة إلى الضرب- وهذا ما كان يخشاه.... ما أريد أن أقوله هنا هو أن جزء من التبول اللاإرادي يرجع إلى الخوف منكما وهذا ما يشعر به -ربما كثيراً- وقد يكون هناك سبب آخر أو أسباب أخرى لتبوله اللاإرادي وهو الرغبة في أن يسبب لكما الضيق كما تسببان له أنتما الضيق!!هناك إرشادات عامة يمكن أن تساعد ابنك:• لا تعطيه أي سوائل قبل الذهاب للنوم بساعتين.• أنت تعرفين الوقت الذي قد يتبول فيه ابنك ليلاً، لذا حين تشعرين أنه "يقاوم ويتقلب" أيقظيه واطلبي منه أن يذهب إلى الحمام ثم يعاود النوم. • احسبي الوقت الذي يتبول فيه ابنك ليلاً فإذا وجدت مثلا أنه يتبول بعد ساعتين من ذهابه إلى الفراش قومي بضبط المنبه بحيث يرن في غرفته قبل هذا الوقت بقليل حتى يصحو ويذهب للمرحاض.• إذا نجح الطفل –بهذه الطريفة- في عدم التبول سبع ليال متتالية يمكنك أن تخفضي في الوقت إلى ساعة بعد النوم، ثم بعد 45 دقيقة، وأخيراً 30 دقيقة.• بعد ذلك سيتمكن من الذهاب إلى المرحاض ليلا بدون المنبه كل ليليتين مرة وذلك كي نلغى استخدامه تدريجيا.• تجاهلي المرات التي يتبول فيها ولا تعلقي إلا بأن تطلبي منه أن يغسل ملابسه ويخلع الملاءة من السرير.شجعيه على التحسن الذي ينجزه بشيء يحبه بشدة، ومع زيادة الأيام التي لا يتبول فيها دعيه يطلب طلب أكبر. في النهاية من المفيد الرجوع إلى بعض الردود السابقة على موقعنا مجانين ومنها: ابني يحتاج إلى ضبط الإخراج.وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك.