تحرشات جنسيه. كيف؟ مشاركة2السلام عليكم ورحمة الله بارك الله فيكم ثانية وثالثة ورابعة وكلما فتحت موقعكم الرائع، لقد قرأت ردك يا دكتور وائل أكثر من مرتين وراجعت كلماتك وحاولت أن أفتح المقال الذي أحلتني له لكنه لم يفتح إلى أن ذهبت إلى باب المقالات في الموقع وقرأته.... ولا أخفيك أني استغربت بداية من عنوانه الذي لم أشعر أن له علاقة بالموضوع إلا من بعيد وشعرت أن مقدمته طويلة بعض الشيء، لكن ما خطر ببالي هو أنه عندما أعود لبلدي وإذا شاء الله لكي أكمل الماجستير في الشريعة والتي هي تخصصي في البكالوريوس أو في مجال التربية الإسلامية, سيكون موضوع الرسالة عن الحجاب وآثاره على الفرد والمجتمع فهو موضوع رائع كم له أهمية جمة علينا نحن المسلمين......عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري قرأت موضوعا في جريدة الرباط التي كانت تصدر أسبوعيا (لكنها وللأسف توقف إصدارها) وكان الموضوع بعنوان (حجابي تاج ومدرسة) كم أثر في هذا المقال الذي جعلني أقوله في إذاعة الصباح أمام جميع الطالبات، فقد كان يتحدث عن أن الحجاب مصدر فخر للفتاة كما أنه مدرسة نتعلم من خلالها العفة والحياء فهو حجاب للجسد والمشاعر وليس فقط للجسد، وكم يساعد الفتاة في الماضي قدما في الحياة.أخي الفاضل الدكتور وائل، أؤيدك بكل كلمة قلتها عن الحجاب، واستغربت من كلمتك بأنك تخالفني الرأي بعض الشيء!!! ولم أعرف ما الذي تخالفني به؟!؟! أشكرك على كلماتك اللطيفة التي وجهتها لي وهي بالفعل دافع للمضي قدما معكم......واعذرني على التأخر بالإجابة.....فالوقت لا يحالفني دائما للجلوس والكتابة بهدوء ورواقه.والسلام عليكم21/9/2004
الأخت العزيزة؛أهلا وسهلا بك، وشكرا جزيلا على دأبك في المتابعة والمشاركة على قطع ذاكرة استشارات مجانين، تلك الذاكرة التي تؤلمني وأنا أرد عليك لأنني لا أجد الطريق إلى موقعنا مجانين، بسبب إعصار يضرب الولاية الأمريكية التي يوجد مستضيف الموقع فيها، لهذا السبب لا أتمكن من الوصول إلى نص مشاركتك، لأذكر ما قصدته بالاختلاف في بعض النقاط، وإن كنت أذكر أن أهم ما أختلف معك فيه كان قولك: كل هذه الأمور وضعت لحماية المرأة من ضعاف النفوس، فحقيقة الأمر ليست أن الحجاب يحمي المرأة من ضعاف النفوس خاصةً وأنك نفسك ذكرت في مشاركتك ما حدث من تحرش بمحجبة ومن شخص ملتزم، المسألة إذن أعمق بكثير من ذلك.وحجاب جسد المرأة المسلمة إذا ما التزم بالشروط المعروفة ألا يصف وألا يشفَّ إلى آخره، فإن النتيجة على المستوى الاجتماعي ستكونُ جعل حضور المرأة الاجتماعي حضورا آخر غير الحضور الجسدي (الأنثوي)، أي أنه سيكونُ حضورا بدون الجسد الاجتماعي Public Body، وهذا الجسد الاجتماعي هو العبء الذي تحمله كل امرأةٍ غربية وكل فتاة بل وكل طفلة هناك، لماذا؟ لأن الاهتمام المفرط بإبراز الجسد الأنثوي ومفاتنه والتركيز على حضوره الاجتماعي في إطار ثقافة الصورة/النموذج/الوحيد/ للجسد الأنثوي الجميل (النحيل واللا إنساني)، كما يتضح لك من مقال: هل اتخاذُ الصورة معيارا لخلق الله شرك؟، ذلك الاهتمام المفرط بالوصول إلى ما لا يمكنُ الوصول إليه والحياة بالتالي في صراع دائم مع الجسد ومع المأكول، كان من أبرز تجلياته ذلك الانتشار المروع لاضطرابات الحمية المنحفة النفسية Dieting Disorders أو ما يسمى في تصنيفات الطب النفسي Eating Disorders، وعلى رأسها اضطراب النهام العصبي Bulimia Nervosa واضطراب نوبات الدقر Binge Eating Disorders،فهذه أوبئة تجتاح النساء في المجتمعات الغربية ومنها المجتمع الذي تعيشين فيه، وأهمما يميز هذين الاضطرابين مقرف ومقزز أتدرين ما هو؟ إنه التهام ما يحلو للواحدة من نعم الله (الأكل) ثم استقاءة كل ذلك عمْدًا خوفا من زيادة الوزن!، واقرئي أكثر في مقال اضطرابات الأكل النفسية: التعريف، ما فعله ستر الجسد الأنثوي عند المسلمين إذن هو أن أعفيت المرأة من حمل عبء الجسد الاجتماعي الذي تنوء به المرأة في الغرب،ونقطة أخرى مذهلة على المستوى الفكري هي أن معنى ذلك هو أنه مطلوب من المرأة المسلمة أن تجعل حضورها الاجتماعي حضورا إنسانيا فكريا وثقافيا، أي أن عليها أن تتميز في هذه المجالات التي تستطيع دائما تطويرها وتجديدها، لا أن تستند إلى مفاتن جسدها وما لها عليه من سلطان، وبالتالي فإن مساحة الرضا عن الذات وعن الأداء الاجتماعي والتفاعل مع الناس ستكونُ أكبر، ولن تكونُ هناك معذبةٌ ببدانتها أو بخوفها من جسدها القابل للبدانة. أما ما أود استيضاحه منك هذه المرة فهو قولك عن الحجاب أنه حجاب للجسد وللمشاعر، وليس للجسد فقط، فأنا أخشى أن نختلف أيضًا على المعنى المقصود، أنا إذن أترك باب النقاش مفتوحا معك، فتابعيني دائما على مجانين