برغم أنني أنثي فقدت الحياة لن أفقد الآخرةبسم الله الرحمن الرحيم سيدي.... د. وائل: - إنها حياة أو موت لن تتركني مد لي يد عونك وبسرعة شديدة نادرة مع تقديم الأسف علي طلب المساعدة.أولا : أحب أن أشكركم علي هذا الموقع الرائع منقذي ... لقد كتمت ألمي داخلي سنوات عديدة وكنت أحجبه في الظلام إلي أن قرأت إجاباتك الإبداعية علي موقعكم الموقر.بداية أرجو عدم ذكر اسم البلد لعدم الضرر.وبعد : - لأنني أنثي فقد ت حياتي منذ نشأتي وشاء لي القدر أن أتزوج من شخص بعيد كل البعد عن التناسق الفكري معي فلم يحدث مرة أن عزفنا منظومة واحدة أو وتيرة إحساس رقيق صادق.فهو هذا الزوج الجاف الذي تزوجته رغم أنفي بضغط والدي . كأب عربي لابد أن يزوج ابنته خاصة وإذا كانت كما يقولون أنها جميلة كثيرا.أعزف لك لحن معاناتي علي أوتار الزمن.أولا الزواج ثانيا:- الجفاف ثم الجفاف والمشاكل لأن زوجي رجل كما يقولون في اللغة العربية مطلاق يحلف بالطلاق علي كل شيء أنا أتمتع بهدوء الطباع، وبرغم ذلك لم ينجح زوجي في أن يكون من من يجيدون ترويض حواء فقد كان جافا جدا معي، فمثلا كانت أمي علي فراش الموت ويقول لي إذا ذهبت لرؤيتها ستكونين محرمة علي كأمي وأختي وإذا اشتريت كذا تكوني طالق وأنت طالق صراحةوآلاف الأيمان بالطلاقات يا سيدي.وآه ثم آه طويلة أئن وأموت كل يوم وليلة وأسأل نفسي أكل هذا لأننا ذاك المجتمع الذي يعاني جهلا ليس ثقافيا فقط بل ديني أيضا يا ربي ؟!!!سيدي أخط إليك كلماتي بدموع عيني فأنا قد أسرت بسبب أنوثتي فهل سأموت لأنني فقط أنثي سيدي:-
كل يوم وليلة يطلب مني زوجي معاشرة الأزواج، وأنا لم ولن أقبل أتعرف لماذا لأنني متأكدة أنني لست زوجته شرعا، وأقولها له أنا لست زوجتك طلقني طلاقا رسميا فأنا بالفعل طالق منه أمام الله فيقول لي لن تخلصي مني فأقول له إنه الزنا بعينه أنا أنثي وأقولها ويقول لي بالحرف الواحد (وماله وإيه يعني لما أزني معاك ما أنت كنت زوجتي).فأقول له يا سيدي حدود الله يقول لي إذا طلبت الطلاق سأحطمك لأنه له قريب مسئول كبير في منصب مرموق يقول لي ستكون نهايتك قضية آداب بسيطة وأنا محترم وأضع رجل علي رجل، وساعتها بس أطلقك وأنت عارفة فلان ممكن يعمل إيه كويس أرجو يا سيدي ألا تقول لي كما قال لي شيخ من مشايخ الأزهر الشريف اذهبي إلي أقرب شيخ المسألة ليست بهذه البساطة فهو عندما أواجهه يقول: (أيوه أنا صحيح حلفت لكن في سري اليمين متلوع علي حاجة ثانية ويقر في أحيانا أخري بأن الأيمان قد وقعت وأنني لست زوجته) ولكنه سيمارس الجنس معي أحسن ما يزني مع الغريب وآآآآآآآآآآآآآآآه يا سيدي هكذا أنا في جحيم نار كل يوم بين طلبه الجنس وموته في نظري، فهو بالنسبة لي ميت مضي علي موته سنوات فهل يمارس الجنس الأموات يا سيدي انقدني لقد تحملته كثيرا وأدركت أن الزوج يحتاج إلي حضن امرأة دافئ وكنت أتمني أن أكون أنا الحضن الدافيء لرجل أحبه ويحبني ولكنني أشعر برغم شعوره بأنني أصبحت كارهة له بسبب طلقاته السابقة والحالية واللاحقة أي أنه أماتني وأشعل النار في جسدي أنا أعاني الأمرين فأنا لم أذكر لك تفاصيل المعاناة وفضلت أن أكتوي بنارها وأكتفي بإزعاجك في جزئية معينة.وأكرر أرجوك عدم ذكر اسم البلدأنا بدأت أشعر بالضياع حيث أنني أصبحت أسير في الشوارع لفترات طويلة تائهة ميتة لا أميز البشر ولا أحسهم فقل بالله عليك يا سيدي : أأطلب الطلاق الرسمي وأنال فضيحة كبري لعائلتي الكبرى أم ستكون أنت البحار الماهر الذي يجدف بي إلي بر الأمان؟وإذا كان الموت في سبيل العفة شهادة فاخبرني سأقتل نفسي فورا للنجاة من زوجي يا سيدي أرجوك أنا أنزف دما وأبكي والله يا سيدي ما يؤلمني زوجي بقدر ما تؤلمني ثقتي أنه لن يولد هناك من ينقذني في بلدي حتى قضاء بلدي لأنه له مسئول فيه يمكن أن يفعل الكثير وهذه هي العروبة سيدي قل لي بالله عليك كيف يشعر العرب بالكرامة في بلاد ليست للمواطن فيها كرامة نعم ففاقد الشيء لا يعطيه عندما يتحكم في مصائرنا مسئول في مكان ما فهو محتل وباغ ومهين للكرامة فأين حقوق الإنسان في مجتمعي وكيف يواجه من هنا جاء الاحتلال من الأسرة الصغيرة إلي المجتمع الدولي فمجتمعاتنا تغرس فينا الجبن فكيف نواجه الغزاة وفاقد الشيء لا يعطيه ونحن نفقد الحرية فكيف نعطيها وكيف نطلبها.تري يا سيدي ستساعدني فعلا في أن أكون نعم القائلة بحق برغم أنني أنثي لن أفقد الآخرة. مع مراعاة أنني أرسلت مشكلتي بتفاصيل أكبر علي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 23/9/2004
الأخت السائلة: من كامل التعاطف مع حالتك دعيني أقول لك أن تعليق أخطاء البشر علي شماعة القدر يظلم الحقيقة، ويضاعف من صعوبة الحل، وبدلا من لوم الأقدار ينبغي أن نقول أن أباك لم يحسن الاختيار، وأنك لم تحسني المقاومة من أول يوم عرفت فيه طبيعة زوجك !!! ثم أنك تقفين اليوم علي مفترق طريق فإما أنك تريدين الاستمرار مع هذا الرجل، وتبحثين عن حل وعلاج لطباعه أو أنك اكتفيت بما مضي وتريدين منه حريتك، ولكل اختيار أسلوبه في التنفيذ الحكيم المتدرج. وفي كل الأحوال سيكون عليك أن تخوضي معركة لتخرجي مما وضعت فيه نفسك أو ما وضعك فيه والدك، وقبلت أنت به سكوتا أو استسلاما. وأسوأ الأوضاع علي الإطلاق أن يستمر الوضع علي ما هو عليه، والأفضل أن تحسمي اختيارك، ونحن معك في كل الأحوال، فتابعينا بأخبارك. تبقي مسألة تحتاج إلي التحاور وتبادل الخبرات فيها، وهي سيكولوجية "الرجل المطلاق" الذي يتعسف في استخدام صلاحيات الحق الذي منحه الله إياه بفهم رباط الزواج، وفي المقابل منح المرأة حق "الخلع" لتخرج من نفس الرباط إذا كانت لا تقبل باستمرار الحياة مع زوجها، وفي هذا جانب شرعي ستجدين تغطية له ضمن إجابتنا هذه، والله الموفق.ويضيف المستشار أ.مسعود صبري أختي الفاضلة: ذكرتني رسالتك بما كنت أقرؤه في صحيفة الأهرام، فيما كان يعرضه الأستاذ عبد الوهاب مطاوع رحمه الله، في باب "بريد الجمعة"، من حيث الانتقاء وأنها مشكلة تمثل شيئا كبيرا في حياة مرسله، وأنها تمثل نموذجا قد يكون متكررا في حياة عدد من الناس، وسأقصر كلامي على الناحية الشرعية، وإن كنت سأسمح لنفسي ببعض النصائح. أما من الناحية الشرعية، فإن كثرة الحلف دليل على قلة العقل، فإن الرجل المطلاق رجل يحتاج إلى إعادة صياغة عقله من جديد، ويجب أن يراجع نفسه، وأن يعقل ما يفعل، فإن الأمور التافهة، ليست كالأمور الكبيرة، وإن اللعب بالحبل، ليس كاللعب بالنار. وعلى كل، فإنك لم تذكري لنا الألفاظ التي حلف بها زوجك عليك، فإن كانت ألفاظ الطلاق صريحة، كأن يقول لك: أنت طالق، أو كان ينوي الطلاق ولم يصرح بلفظ أنت طالق، فيقع الطلاق، فإن كان التصريح قد حدث منه ثلاث مرات، فأنت منه طالق، ولا يجوز لك العيش معه، وإلا كان عيشا في الحرام، وليست التخوفات التي ذكرتها في الرسالة تجعلك تعيشين مع إنسان فيما حرم الله تعالى على عباده، بل وجعل عقابه الرجم إن فعل هذا، فتكوني قد خسرت الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين. وليس الأمر عندك في طلب الطلاق، بل فهمت من كلامك أنه طلقك بالفعل، فبالتالي ما نسعى إليه هو توثيق الطلاق، وأنصحك بالذهاب إلى جهة الإفتاء الرسمية في بلدك، وأن تأخذي منهم فتوى رسمية، موقعة باسم المفتي أو الجهة، وأن يتم نوع من التسجيل لها في الدوائر الرسمية، فلا يكون الموضوع طلب طلاق، بل هو إشهاد على الطلاق وإثباته. ولكن عليك أن تجاهدي هذا الرجل، ولا تملكيه نفسك إن كان صرح بالطلاق لك، وكم كنت أتمنى أن تعطيني بيانات كاملة لما قال لك وما حدث معك بعيدا عن مشكلة الجماع، حتى يطمئن قلبي إلى أنه طلقك، ولكن إن لم يكن طلقت -وإن كنت أشك في هذا- فإنه يمكن لك ساعتها طلب دعوى بالطلاق لسوء العشرة. أما ما تخشينه من الفضيحة وأنه يمكن له أن يقوم ببعض المضايقات التي قد تتأثرين بها، وقد ينجم عن هذا سوء سمعة لعائلتك، فإن كل ما ذكرت ما زال محط أوهام وليس حقيقة، وكثيرا ما يظن الإنسان أن بعض الأشياء قد تتحقق، حسب ما يرى من الأسباب، ولكن الله تعالى يقدر شيئا آخر، كما أنه ليس من الصواب أن نستسلم للناس بهذا الشيء الذي يجعلنا نخاف منهم، ولو كانوا يملكون من أدوات الدنيا ما يملكون، فإن الكون لله وحده، وهو سبحانه وتعالى القادر على كل شيء كما أنه يجب عليك تفعيل ثقافة المقاومة في حياتنا ضد الظلم، فلطالما سكتنا عن ظلم كثير، وكما جاء في المثل: قيل لفرعون من فرعنك؟ قال: لم أجد من يقف لي. ثم إنه من الممكن أن تذهبي لبعض المحامين الذين تثقين في أمانتهم وتعرضي عليه الأمر، فعسى أن يجد لك حلا قانونيا، كما أني أعلم أن المجالس العرفية لها اعتبار كبير في تلك القضايا، ولا أدري أنطق زوجك بالطلاق أمام أحد، فيكون هناك استدعاء شهود. أما بخصوص الرجل الذي يعرفه وله مكانة ويمكن له أن يلفق لك تهمة، فإنه من خلال المحامي يمكن أن تخبر النيابة بمعلومات عنه، وقد يقوم المحامي بمحادثته وتهديده بفضح أمره، وهؤلاء الناس يخافون على مراكزهم، بل ربما "باعوا آباءهم" كما يقال إن تعرضوا لخطر، فلا يهمهم أن يقفوا بجوار أعز أصدقائهم، فضلا عن أن يكون مجرد معارف، فالرابط بين كل هذه الأصناف هو المصلحة. أما بخصوص خشيتك على العائلة، فلا تخافي، وانظري إلى الأمر أنه يهم حياتك أنت، أنت التي تعيشين الآن في جحيم، ولن تنفعك العائلة، ثم إنك لم تصنعي خطأ، ولم ترتكبي جرما ولا إثما، ومن الخطأ أن نجعل مثل هذه الأفكار تعوقنا عن أن نعيش حياة كريمة في هذه الدنيا، وإلا فباطن الأرض خير من ظاهرها. وربما كان يفيدُ مع هذا الرجل التهديد إذا خاف على بعض مصالحه، فمثل هذا أحسب أن عنده مصالح هي أهم عنده منك، وأنت عندك من المعلومات ما ليس عندنا، فاجلسي مع أهلك، واجمعي منهم العقلاء، وابحثوا الأمر جيدا، مع وجود أهل القانون بعد الاستعانة بالله تعالى، والدعاء عليه وقت السحر، فإن الله سيجعل لك مخرجا، وتذكري أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فأكثري الدعاء عليه، فعسى أن ينجيك الله تعالى من شره دون أن تبذلي جهدا. حفظك الله ويسر أمرك، وأبدلك خيرا منه إن شاء الله، وتابعينا بأخبارك