الهوية الجنسية والنفسية السلام عليكم مشكلتي تتلخص بأنني رجل في جسد امرأة أي أنني لا أنتمي إلى عالم الأنوثة بأي شكل من الأشكال وتفكيري ومشاعري وكل أحاسيسي هي كالرجال تماماً. وهذه المسألة هي منذ صغري فكنت دائما أفضل اللعب مع الصبيان ولا أحب اللعب بالعرائس بل بالمسدسات وغيرها من ألعاب الأولاد وكذلك ملابسي هي كالأولاد تمام وأرفض وبشدة ارتداء أي نوع من أنواع الملابس النسائية. وبدأت أول مشاعر الحب تجاه البنات تظهر لدي في سن السابعة تقريباً حيث كنت أحب زميلتي في الصف الثاني الإبتدائي. مع العلم بأن كل من يراني يقول لماذا لم تولدي ذكر فتصرفاتي وشكلي الخارجي يدل على الذكورة حتى أنه أغلب الأحيان يظنني من يراني أنني رجل ويتحدثون معي على هذا الأساس. وكبرت وكبرت معي هذه الحالة وأنا الآن عمري 31 عاماً, وأنا لا أعرف ماذا أفعل فأنا أتمنى وبشكل كبير أن أكون رجل وأن أجري عمليه جراحية لتحويل جنسي ولكنني لا أعرف من أين أبدأ, فبالفعل لا أستطيع أن أكمل حياتي أو حتى أن أفكر مجرد التفكير أن أكون امرأة في يوم من الأيام فأنا رجل بكل ما للكلمة من معنى. أما بالنسبة لأعضائي الأنثوية فهي كاملة والدورة تأتي مرتين في الشهر تقريباً ولم يسبق لي إجراء أي فحص من أي نوع بصراحة ولا أعرف هل أملك أعضاء ذكورية غير ظاهره أم لا ؟ حيث أنني لا أعرف أي نوع من الأطباء يمكن أن يفيدني بهذا النوع وذلك لأن السؤال في هذا الموضوع محرج جداً. كما أنني قد عرضت نفسي على دكتور نفسي وقال لي بأنه لا يوجد علاج لحالتي فأنا لاأعاني من أي مرض نفسي ومشكلتي هي في تركيبة الجينات لدي هكذا وليست مسألة سلوكياتة أو سوء تربيه أو أي عامل نفسي آخر بل هي خلقة ربنا هكذا. وأنا حاليا تربطني علاقة حب بإحدى الفتيات منذ حوالي 5 سنوات وهي تبادلني نفس الشعور وتقدر وضعي ومتقبلاه ولكن أملي الوحيد أن أرتبط بها فهي كل ما أملك ولا أريد أن أخسرها. فيا ليت تفيدوني ماذا علي أن أفعل ومن أين أبدأ ؟ وشكرا لكم .........المعذبة........... 8/10/2004
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تتحدد الهوية الجنسية بشيئين : 1- التركيب البيولوجى للجسم: وهذا يتحدد بالتكوين الجينى ( X or Y )ونشاط الغدد الصماء خاصة تلك التي تفرز هرمونات الذكورة (تستستيرون) أو الأنوثة (إيستروجين وبروجيستيرون) . 2-التكوين النفسي: وهو صورة الذات كما يستقبلها صاحبها ذكرا أو أنثى , وهذه الصورة تتأثر إلى حد كبير بالبيئة المحيطة وطريقة التربية, فمثلا إذا كانت الأسرة محرومة من إنجاب الذكور, ثم رزقهم الله بنتا فإنهم بدافع لاشعورى يدعمون فيها صفات الذكورة وتنتقل أمنيتهم اللاشعورية إليها فتتصرف على أنها ذكر على الرغم من أنوثتها البيولوجية الواضحة. وقيل أيضا أن مشاعر الأنوثة أو الذكورة تتأثر بمستوى الهرمونات التي تعرض لها الجنين في بطن أمه, فمن المعروف أن الذكور والإناث يحملونبداخلهم هرمونات الذكورة والأنوثة ولكن مع اختلاف النسب, حيث تغلب هرمونات الذكورة في الذكور وتغلب هرمونات الأنوثة في الإناث . وفى الأشخاص العاديين يكون هناك توافق بين التركيب البيولوجى والتكوين النفسي يصاحبه توافق نفسي وتوافق اجتماعي , أما في الحالات المرضية " عبر الجنسية "(Transsexuality ) فيحدث انشقاق بين التركيبة البيولوجية والاتجاهات النفسية وهنا يحدث صراع شديد داخل النفس وفى الأدوار الاجتماعية . ونتيجة لهذا الصراع تحدث حالات اضطراب في التوافق المهني والإجتماعى كما تظهر أعراض قلق أو اكتئاب. والمشكلة الأكبر في هذه الحالات تتمثل في العلاقات العاطفية والجنسية التي تحدث مع نفس الجنس وتسبب مشكلات نفسية واجتماعية عديدة كما أنها تثبت الهوية المرغوبة من خلال التدعيم الإيجابي . وهذه الحالات تحتاج بالضرورة للمساعدة على مستويات مختلفة, والبداية هنا تكون عند الطبيب النفسي الذي يدرس تفاصيل حالتك وظروفها ثم يناقش معك الخيارات المتاحة للمساعدة وهى كالتالي : 1- المساعدة في تخفيف حدة الصراع بين التركيب البيولوجى والاتجاه النفسي ومساعدتك على قبول ذاتك حتى ولو كانت مختلفة عن بقية الناس 2- المساعدة في التغلب على أعراض القلق والاكتئاب التي نشأت 3- إشراك أحد الجراحين في العملية العلاجية لدراسة احتمالات نجاح أو فشل التحول الجراحي, وهذا التحول الجراحي له شروط وخطوات لأنه تغيير دائم في الشكل وفى الدور الجنسي وبالتالي له تداعيات اجتماعية ودينية هامة, ولذلك لابد أن يسبقه بعض الخطوات ومنها : • أن تعيشي دور الرجل لمدة عام من حيث طريقة الملبس والأدوار الاجتماعية • أن يكون هناك علاج هرموني بإعطائك هرمونات ذكورة بالجرعات التي يحددها الطبيب المتخصص, وهذه الهرمونات تؤثر في شكل الجسم وفى تأكيد الهوية المرغوبة فإذا رأى الجراح ورأى الطبيب النفسي إمكانية التحول الجنسي بعد هذه الخطوات فسيناقشان ذلك معك ويأخذان الموافقات الكتابية المطلوبة ويعرضان عليك مزايا ومشكلات التحول. أما إذا كانت هناك عوائق أمام التحول الجراحي فهذا لا يعنى انعدام فرص المساعدة النفسية والاجتماعية, والمساعدة هنا لا تعنى إصرار المعالج على تغيير الهوية (فهذا أمر غاية في الصعوبة من الناحية العملية ) ولكن تعنى تخفيف حدة الصراع وتسهيل عملية التكيف الاجتماعى والمهني والحياتي برغم هذا الاختلاف الموجود. وقد يتم ذلك من خلال جلسات علاج نفسي وجلسات عائلية أو إرشادية وتوجيه مهني . وإذا كنت قد ابتليت بهذه المعاناة فاصبري واطلبي المساعدة المتخصصة واعلمي أن لكل داء دواء وأن الله لا يضيع أجر الصابرين , وأسأل الله لك التوفيق .
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات.