الحمد لله على نعمة الإسلام دين الفطرة ... أنظر أحيانا إلى غير المسلمين، وأقول في نفسي: هل تكفي كل الكلمات والركعات والصدقات شكرا لله سبحانه على أن أنعم علينا فكنا على الحنيفية السمحاء ملة إبراهيم، وموسى وعيسى، ومن أتباع الحبيب المصطفى سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام، أية كرامة وأية مسئولية؟!! تشريف هو أم تكليف؟!! نعمة فعلا أم ابتلاء بنعمة تستوجب الدور والعمل والبلاغ وحسن الشكر؟!!!ثم الحمد لله على نعمة الانترنت، وها نحن نناقش من جديد مسألة الإتيان في الدبر، وليس عندي الكثير.1 – في الدبر أعصاب ومستقبلات تشعر باللمس والإيلاج، ومع التكرار لسبب أو لآخر يصبح للأمر لذته، وبعيدا عن الحكم الشرعي فإن الاختلاف بين طرف وطرف في استحسان الأمر أو رفضه يبدو سببا كافيا لعدم التورط به من البداية، أو وقفه إذا حصل، وقد يبدأ الطرفان بتواطؤ على الموافقة ثم ينقلب موقف أحدهما فماذا سيفعل الآخر ؟!!!2 – مواضع اللذة والشعور باللمس والنشوة الجنسية كثيرة في النساء وفي الرجال، فلماذا الإصرار على الشجرة المحرمة، وأمامنا الجنة كلها نأكل منها، وكيف نشاء إلا أننا قد نجهل أو نصر على المخالفة!!وهل اشتهاء الإتيان في الدبر ينتج أكثر من اتساع المعرفة بالجنس ودروبه أم من الجهل أم من المعرفة الناقصة أو المشوهة؟!!3 – إذا كانت البيولوجيا تقول أن للنكاح في الدبر لذة، والسيكولوجيا تقول أن له في النفس شهوة ورغبة ومتعة، وأنه يمكن تلافي الضرر التشريحي باستخدام المرطبات والجيل فهل نحن عبيد للبيولوجيا أو محكومون منصاعون لرغبات السيكولوجيا دون اعتبارات أخرى ؟!!أرى أن للإسلام توجيه فيما يتعلق باستعمال الجسد وحقوقه، وهذا التوجيه يتفهم البيولوجيا والسيكولوجيا، ولكنه لا يأسر نفسه لهما، وإنما يأمر وينهى لغايات الإشباع والرضا على أساس منهج، ،وليس لمجرد إطلاق العنان لكل شهوة عابرة أو حتى متكررة . لماذا الأكل والمصافحة وأخذ كتاب الأعمال الصالحة يوم القيامة يكون باليد اليمنى، بينما الاستنجاء وتطهير الخبائث واستلام صحيفة السيئات يكون باليسرى ؟!!لماذا ينبغي تكريم الوجه فلا يقبحه شاتم، ولا يضربه غاضب، ولو كان زوجا مع زوجته ؟!!لماذا إكرام الشعر وانتقاء الطيب من الطعام، وتحريم كل ما يؤذي البدن أو العقل، ولو منح الإنسان نوع من اللذة مثل الخمر ؟!!4 – القوانين تغلب يا سيدتي المتسائلة: لماذا أصبحت أتمتع أنا الأخرى، وأنا السيدة المحجبة... إلخ، وقوانين المتعة الجنسية تقتضي هذا، فأنت تتمتعين لأنك تدربت على المتعة من هذا السبيل، ولنتأمل معا دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم: اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الإثم والفسوق والعصيان ..آمين. .وسر هذا الدعاء أن تكاليف الإيمان قد تكون ثقيلة، وخطوات الإثم والفسوق والعصيان قد تكون لذيذة، ولكنها مخلة بالتكاليف والغايات الأعلى من مجرد تحقيق اللذة والمتعة. رغبتك ومتعتك أصبحت أشد من قدرتك على الاستجابة لمقتضيات إيمانك، أو الاقتناع بهدي أو فلسفة الإسلام في إدارتك لجسدك، وكذلك زوجك، غفر الله لنا ولكما وللمسلمين5 – ليس الطلاق حلا، ولكن التهديد به قد يفيد، والأهم أن تتعلما معا فنون المعاشرة والإمتاع، ويمكننا توجيهك لمن تساعدك في هذا، كما يفيدكما تجديد معاني الإيمان، وفهم الدين لأن رصيد أغلبنا من الإيمان، وفهمه للدين لم يعد كافيا لمواجهة عواطف الشهوات والشبهات.التي تهب علينا من كل الجهات في الكنس وغيره.6 – إن العالم اليوم محاط بفنون ومفاهيم وصور ومعاني تعظيم المتع الحسية، وراء ذلك فلسفات وشركات وجامعات وقنوات فضائية ومواقع إليكترونية، ومواجهة هذا بمحص الاستغراق في متع الجنس بالحلال لن يكفي ولكن المواجهة ينبغي أن تكون على كل المستويات من الجنس وفلسفته إلى الوقت وإدارته، إلى هدف الوجود الإنساني أصلا، وهذه أحاديث تطول.ويضيف الدكتور وائل أبو هندي ، الأختان العزيزتان المشاركة والسائلة أهلا وسهلا بكما على مجانين نقطة كوم ، وشكرا جزيلا على الثقة والتفاعل، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به أخي وحبيبيالدكتور أحمد عبد الله ،غير الإشارة إلى أهمية إضافة بسيطة عن السيكولوجيا التي تقول أن للإتيان من الدبر في النفس شهوة ورغبة ومتعة، فهي السيكولوجيا المنحرفة، أي قد يرغب الذكرُ وقد ترغب المرأة فيه نعم ولكن هذه رغبة منحرفة عن السواء النفسي، ومن المهم أيضًا أن أبين أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي خلق الله زوجيه الذكر والأنثى بحيث يكونُ وضعهما عند الجماع وضع المقابلة بين الوجهين المكرمين وذلك للتأكيد على أهمية الحوار ورؤية كل منهما لتعبيرات الآخر، ولعل في هذا اختلافا مع ما افترضه الدكتور أحمد عبد الله من احتمال أن يكونَ في إتيان المرأة من دبرها نوعا من الاستعلاء من الذكر على الأنثى، فأنا أظن الاستعلاء والتطوس إن كان ولابد منه ممكن جدا في وضع التقابل بين الوجهين، وأكتفي بهذا لكي أحيل من لا يعرف من زوارنا إلى ما ظهر على مجانين حول موضوع النكاح في الدبر، وذلك تحت العناوين التالية:الإتيان من الدبر !النكاح في الدبر... اللذة العمياءالنكاح في الدبر. اللذة العمياء مشاركةشهوة الدبر: تساؤلات واجتهاداتالنكاح في الدبر .. الشجرة المحرمةوأهلا وسهلا بكما دائما على مجانين نقطة كوم ، فتابعانا وشاركانا.