خطيبتي تصر دائما على رؤية أشياء تحدث مستقبليا كموت شخص ما مثلا والغريب حدوث هذا الشيء فعلا بالكيفية التي وصفتها ولكن تلك القدرة فقدتها من فتره. عمرها 23 عامًا وهي تعيش بالقاهرة وتدرس للحصول على ماجستير بإحدى الكليات العلمية، وبخصوص الأسرة فهي، متوسطة ماديا(حوالي 1000جنيه شهريا على 4 أفراد)، السن عند بدء الأعراض في المرحلة الابتدائية حيث كانت ترى العرائس تتحرك أمامها لكي يلاعبها الجن ثم في سن 14سنه كانت ترى نعشا يمشى أمامها وهى مستيقظة وتعرف شخصيه من بداخله ثم تعلم بعد ذلك أن هذا الشخص قد مات فعلا وهذه الواقعة قد حدثت2_3 مره. ونتيجة لذلك قامت أمها بعرضها على أحد الشيوخ وتقول أنه نومها فيما يشبه التنويم المغناطيسي وأخذ يسألها أسئلة وهى ترد ولم استطع معرفة تلك الأسئلة لكن ما علمته أنها ملبوسة بجن يحبها ويريد الزواج منها وهو يحميها من أي شر أما الأوقات التي تشتد فيها الأعراض وتتمثل في صداع ووجع في الجنب عندما تأتي سيرتي أو سيرة أي شخص يريد الزواج منها بحجة أن الجن من يفعل ذلك بدافع الغيرة.رغم أننا كنا نحب بعضنا أثناء الدراسة في الكلية وأنا واثق من حبها لي إلى الآن وان هذه الأعراض ظهرت قبل التعرف عليها أما الأوقات الأخرى التي تشتد فيها أعراض المرض فلا اعلمها.وأما السجل المرضى للعائلة هو أن والدتها وأختها على اتصال أيضا بالجن وان أختها 27 سنه يوجد جن يحبها ويظهر لها متمثلا في زوجها، أما أمها فتدعى أن الجن ظهر لها وهى تقرأ القرآن وعرض عليها أن يحقق لها كل طلباتها ولكنها رفضت أما طرق علاج الشيوخ فتتمثل في قراءه القران شرب زيت حبه البركة وآخر المعالجين كان يضع يده عليها ويقرأ بعض التمائم ويسأل الجن أسئلة ويجيب الجن عليها على هيئه خواطر تمر في رأسها _وترى هنا مدى تأثير الإيحاء- وتمثل رد الجني في نفس الكلام السابق عن الحب والزواج منها هذا إلى جانب التأويل الخاطئ لكلام وأفعال أي شخص سواء كنت أنا أو إحدى صديقاتها أو أحد من أهلها فهي تعانى من عدم ثقة في النفس.وتظن أن الناس يسخرون دوما منها وأنها إنسانة فاشلة رغم أنها متدينة تواظب على الصلاة ومتفوقة في دراستها وعلى قدر من الجمال وأنا أعتقد أنها تعانى من هلاوس ضلالية لأنها دوما ما ترى رؤى وهى مستيقظة كحدوث مكروه لشخص ما ويتضح لي في النهاية أن كل ما تقوله أوهام والمصيبة أنها تعتقد أنها تملك بهذا قدرات خارقة.وقد وصلت الدرجة بها أنها تسمع بعض الكلام من الناس ويكون هذا الكلام لم يقل فعلا ولكنها تؤكد سماعه وغالبا ما يكون نقدًا لذاتها. ولكنها تشكو الآن من أن الجن يتصلون بها وهم مصدر قلق لها ويقومون بتعذيبها في بعض الأحيان عند غضبهم خصوصا وأن واحدا من أولئك الجن يريد الزواج منها حسب أقاويل عشرات الدجالين التي تتردد عليهم باستمرار وذلك التعذيب كما تدعى قد تصل إلى حد الإيذاء البدني والمتمثل في خرابيش هذا بعد الاستيقاظ.علما بأنها تحيا حياه طبيعية تقريبا في البيت والجامعة ولم تخضع من قبل هي أو أحد من أهلها للعلاج النفسي وكما ترى حضرتكم أن كل هذا مرض نفسي أرجو إفادتي.15/8/2003.
عزيزي السائل الكريم، أهلا بك في موقعنا مجانين وصفحتنا استشارات مجانين، شكرا على رسالتك التي تلقى الضوء على أحد أهم مشاكلنا الفكرية والنفسية أفرادا وأمة.خطيبتك كانت ضحية لمناخ أسرى(وربما اجتماعي أيضا) يتميز بالتفكير الخرافي، وهو غلبة الاعتقاد في القدرات الخارقة للأشخاص(مثل معرفة الأحداث قبل وقوعها أو وجود صلة خاصة بالجن، وهو عالم غير مرئي له قوانينه الخاصة) وقد تمثل هذا المناخ الخرافي أو الخيالي في حالة خطيبتك تلك في اعتقادات أمها وأختها الأكبر في علاقاتهم بالجن، ومن المتوقع في مثل هذه الحالة أن ينتقل هذا الاعتقاد ويترسخ في ذهن خطيبتك لأنها هي الأصغر، وهما يمثلان لها مصادر موثوق بها للأفكار والمعرفة، وقد ظهرت بواكير هذا التأثر في الطفولة المبكرة لها حيث اضطربت وظائف الإدراك لديها بسبب تلك الأفكار فرأت العرائس(اللعب) تتحرك، وكان التفسير المتسق مع معتقدات الأسرة أن الجن هم سبب هذه الحركة.وقد اختلطت هذه المعتقدات بخيال الطفلة ثم بخيال المراهقة بعد ذلك(وهو خيال خصب في الحالتين) فأنتج في النهاية نمطا فكريا يعزو كل الأشياء( أو غالبية الأشياء) إلى تأثير الجن. وكأن الجن هم المسيطرون على هذا الكون من دون الله، وهذا لا يتوقف على كونه خللا في التفكير والتصور، وإنما يتعدى ذلك ليصبح خللا في العقيدة، حيث يعطى الجن- وهم خلق من خلق الله- قدرات مطلقة مثل استطلاع الغيب والتحكم في مصائر البشر، وهذا غير صحيح فالجن والإنس مخلوقات تحكمها جميعا المشيئة الإلهية ولا يملك أحد منهم ضرا ولا نفعا إلا بإذن الله. وليس هنا مجال لسرد الأدلة الشرعية لهذا الموضوع، ولكن أحيلك إلى كتاب رائع وبسيط في هذا الموضوع وهو كتاب: الجن والسحر والحسد لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوى(رحمه الله) فهو - في رأيي المتواضع - أفضل ما كتب في هذا الموضوع. أما الظواهر التي تحدث لخطيبتك مثل معرفة الأحداث المستقبلية، أو رؤية بعض الأشياء غير الموجودة في الواقع، أو وجود علاقة بينها وبين الجن، فكلها علامات اضطرابات في التفكير ينشأ عنها اضطرابات في الإدراك فيحدث ما يسمى بالهلاوس الكاذبة Pseudo-hallucinations، أما الخدوش التي تحدث في جسمها أثناء النوم- وتعزوها هي إلى إيذاء الجن- فهي في الغالب تحدث بيدها هي بدون وعى، وعموما روايات أصحاب التفكير الخرافي تتميز دائما بالمبالغات والتهويل وسوء التأويل، وخطورة التفكير الخرافي أنه يبعد صاحبه عن الواقع ويجعل النظام الفكري له هشا وقابلا للتصدع، بمعنى أن هذه الشخصيات ربما تعتقد في أشياء ليست موجودة في الواقع، أو تتصور أن أشياء حدثت وهى لم تحدث. *ولتجنب مثل هذه التطورات ننصح بالابتعاد قدر الإمكان عن الاستغراق في هذا التفكير أو تدعيمه أو تثبيته، وفى نفس الوقت ننصحهم بالاقتراب بمن يربطهم بالواقع وبقوانينه وسننه التي سنها الله، والابتعاد عن التفسيرات الخرافية للأشياء وللأحداث، والدين الإسلامي جاء محترما للعقل وللسنن الكونية وحارب الخرافة والكهانة والشعوذة. ونحن في تعاملنا مع الأمور الغيبية مثل الجن والسحر والحسد فإننا نؤمن بها حيث وردت في القرآن والسنة فهي معلومة من الدين بالضرورة، ونتقى أذاها بحسن الاعتقاد في طلاقة قدرة الله(ومحدودية قدرة المخلوقات) وبالصلاة والدعاء والأذكار، مبتعدين في ذلك عن الروايات الأسطورية والحكايات الخيالية التي تخلخل المنظومة الاعتقادية والمنظومة الفكرية،وللأسف الشديد فإن المعالجين الشعبيين والمشعوذين يقومون بتثبيت هذه المعتقدات من خلال ممارسات يوهمون العامة من خلالها أنهم يقومون بإخراج الجن وهم في واقع الأمر يقومون بتثبيت الأفكار الخرافية في عقول الناس من خلال ممارساتهم الدرامية وادعاءات التحدث مع الجن، وكل ما يحدث في هذه الجلسات هو حديث مع أجزاء من النفس انشقت وأصبحت تعمل (بشكل مؤقت) خارج الإطار العام للنفس. وهناك الكثيرون حتى من المثقفين فضلا عن العامة ممن أصبحوا متورطين في هذا النوع من التفكير الخرافي وأرجو أن لا يتبادر إلى الذهن أن نفس الإنسان مقطوعة الصلة بما حولها من عالم المشاهدة وعالم الشهود، فالإنسان جزء لا يتجزأ من هذا العالم يؤثر فيه ويتأثر به بشكل نعلم بعضه ونجهل أكثره، ولكننا نحذر من بناء حياتنا على الظنون والأوهام، والدخول في مناطق التيه الفكري والعقدي، ونؤكد دائما على التمسك بصحيح الدين وصحيح العلم حتى نرتقي دينيا ودنيويا. وفى حالة تعذر تخلص خطيبتك من هذا الأسلوب في التفكير، فربما يستدعى ذلك استشارة طبيب نفسي متخصص، ونسأل الله لكما التوفيق ونرجو أن تكون أنت المنقذ لها من عالم التفكير الخرافي، وذلك لما بينكما من حب، ونأمل أن تكون النتيجة جيدة خاصة وأن خطيبتك ملتزمة دينيا وطالبة دراسات عليا وهذا يعطى انطباعا بأن صلتها، بالواقع جيدة رغم تأثرها بالمعتقدات السائدة من حولها، وهذا يساعدها على تبنى المفاهيم الدينية الصحيحة بعيدا عن معتقدات العامة والأساطير الشعبية السائدة . 00ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الحقيقة أن الزميل الدكتور محمد المهدي أثابه الله قد أفاض في تغطية جوانب الإجابة على تساؤلك وكل ما أود إضافته هو أن أحيلك إلى قراءة المقالين التاليين على صفحة الطب النفسي شبهات وردود على موقعنا: الأمراض النفسية كلها بسبب المس و التلبس بالجن، الطب النفسي ينكر أثر القرآن في العلاج و ينكر الجن والسحر، والعين، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بالتطورات