أشكركم على هذا الموقع الهادفأريد أن أسألكم على حالة غريبة لا أستطيع تفسيرها وسأحكي لكم الحكاية من الأول ولكن باختصار فأنا أعرف مدى انشغالكم.كنت أنا وابني الصغير (5سنوات) في انتظار مترو الأنفاق وحين أقترب اندفع ابني نحو الحافة وكاد أن يسقط أمام المترو لولا أن الله ستر حيث اندفعت بغريزة الأمومة وتعلقت بثيابه وانتشلته في آخر لحظة, وجلست بعدها لأكثر من ساعة لا أستطيع الكلام أو الحركة.. ثم بعد ذلك عدت إلى ممارسة حياتي ولكن هناك شعورا مؤلما لم يفارقني على مدى ستة شهور منذ ذلك الحدث, وهو أنني أشعر بتغيير كبير في نفسي وفى شكلي .. أستغرب وجهي حين أنظر في المرآة.. وأستغرب شكل يدي وبقية أعضاء جسمي.. وحين أتكلم أشعر أن الصوت ليس صوتي .. ومشاعري أيضاً تغيرت فأنا أعيش وأتحرك وأتعامل مع الناس بشكل آلي.. حتى أبنائي وزوجي وهم كانوا أحب الناس إلى قلبي, لا أشعر الآن بهم رغم أنني أقوم بواجباتى نحوهم قدر استطاعتي .. إنه شعور مؤلم للغاية لا أدرى كيف أتخلص منه؟؟! 22/11/2004
في حالة التعرض لصدمه شديدة مثل تلك التي حدثت يحدث ما يشبه الزلزال في الجهاز العصبي ويتمثل ذلك الزلزال في تغيرات فسيولوجية وتغيرات في الناقلات العصبية, وهذه التغيرات يمكن أن تزول بعد فترة ويرجع الشخص إلى حالته الطبيعية ويمكن أن تستمر في صور شتى منها اضطراب كرب ما بعد الصدمة أو القلق المزمن أو الاكتئاب. والعرض المرضى الذي بقي عندك يا أختنا السائلة، هو ما نسميه «اضطراب الإنيّه» أو بمعنى أكثر بساطة «الغربة عن الذات» وهو عرض يمكن أن يكون ضمن أعراض القلق أو الإكتئاب أو أمراض نفسية أخرىويمكن أن يحدث منفرداً, وفيه تشعر المريضة بغربتها عن نفسها, غربة في الشكل وفى المشاعر, وهذا إحساس شديد الإيلام لأنها تكون ضائعة من نفسها على الرغم من أنها تعرف أنها هي, ولكنها ليست كما كانت. والسبب في هذا الاضطراب غير معروف على وجه التحديد ولكن هناك احتمالات مختلفة منها التغيرات الفسيولوجية وما يمكن أن تحدثه من تغيير لمستويات الإدراك ومنها التغيرات في الناقلات العصبية وما يمكن أن تحدثه من تغيير في المشاعر.والعلاج في هذه الحالة يبدأ بإعطاء دواء مناسب للاضطراب النفسي الموجود سواء كان قلقاً أو اكتئاباً وفى نفس الوقت يكون هناك علاجاً نفسياً موازياً يتيح للمريضة التحدث بلا خوف عن الحادث الذي سبب هذا الاضطراب بكل تفاصيله وأن تستعيد المشاعر التي صاحبت هذا الحادث, وهذا يحدث عملية تفريغ لشحنات مخزونة من القلق والخوف والإكتئاب تشعر بعدها المريضة أنها أصبحت أكثر قرباً من ذاتها الحقيقية, خاصة مع استعادة التوازن الكيميائي المتحقق عن طريق العلاج الدوائي.والمهم بعد ذلك أن تعمل المريضة على تقوية ذاتها الحقيقية, ففي رأي أحد علماء النفس وهي «كارين هورنى Karen Honey» أن للإنسان ثلاث ذوات: الذات الاجتماعية والذات المثالية والذات الحقيقية، وكلما كان الإنسان قريباً من ذاته الحقيقية بلا رتوش أو خداع, وكلما كانت هذه الذات الحقيقية قوية كلما اقترب الإنسان من الصحة النفسية.ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين ، وشكرا على ثقتك وإطرائك النبيل، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الدكتور محمد المهدي، غير أن أحيلك إلى عددٍ من الروابط على استشارات مجانين عن اختلال الإنية Depersonalization لأن فيها إن شاء الله ما يفيدك:الصدمة النفسية واضطراب الإنيةالصدمة النفسية واضطراب الإنية مشاركةختلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاباختلال الإنية في نطاق الوسواس القهري من اختلال الإنية إلى رهاب الساحةوسواس، اكتئاب، اختلال إنية: كله في النطاقوأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك الطيبة.