أرسل لنا صاحب هذه المشكلة مشكلته على مرتين:الهوسعزيزي د. وائل .. تحية طيبة ..أعجبني جداً هذا الموقع .. وإنني أتوجه بالشكر لكم .. والشكر لجميع القائمين علي هذا الموقع وتحديثه وتطويره ليكون عوناً لكل الذين يعانون من الألم النفسي الرهيب بكل أنواعه .. ربما أكون أول مريض نفسي .. يعرف جيداً اسم المرض النفسي المصاب به .. ويعرف أعراض هذا المرض .. عمري كما ذكرت آنفاً 22 سنة .. ويمكنني أن أقول ببساطة شديدة أنني مصابٌ بانحراف خطيرٍ في الشخصية .. يتمثل في إصابتي بما يمكن أن أقول عنه (مرحلة متقدمة جداً من المازوخية) .. لقد صرت مازوخياً منذ أن كان عمري ستة عشر عام .. ومن وقتها . حتى هذه اللحظة .. رحت أبحث عن تفسير مقنع لسبب إصابتي بالمازوخية .. وسبب عشقي لها .. أقول وبكل ثقة .. لو أنني صرت يوماً مجنوناً سأكون أول مجنون يعرف جيداً أنه مجنون .. لقد قرأت كثيراً جداً عن السادية والمازوخية . بداية من كتابات فرويد وحتى د.عادل صادق (رحمه الله). والمشكلة الأكثر فظاعة وبشاعة أنني صرت مفتوناً ومهووساً بذلك المرض ..أتفنن في تعذيب نفسي وتكبيل أطراف جسدي .. أتخيل نفسي طرفاً أنثوياً عارياً ضعيفاً ومستسلماً ومهاناً وباعثاً للسخرية والاستهزاء أمام شباب أو فتيات.. لقد وصلت بي درجة الهوس بمازوخيتي لأنني كتبت الكثير من القصص والأعمال الأدبية ورسمت الكثير من اللوحات التي تناقش ذلك الانحراف النفسي الخطير .. بل صرت أتخيل أنني أمتلك شركة أو منظمة كبيرة تقدم (الاستعباد الجنسي) للناس .. وقمت بتصميم بطاقات الاشتراك بها لقد فعلت كل ما يمكنك أن تتخيله يا سيدي .. حتى الأنثى الموجودة بداخلي والتي أعرف جيداً بحقيقة وجودها صارت لا تفارق عقلي .. صرت أتخيلها معي في كل مكان أذهب إليه .. صرت أتخيل نفسي هي .. إنني أتلذذ تماماً بتمثيل دور الأنثى .. وارتداء ثياب الأنثى .. والتفنن في تعلم حركات الأنثى .. برغم ذلك يا سيدي أكره تماماً الشذوذ الجنسي بكل أنواعه .. ولا يوجد عندي أي ميل جنسي نحو أي رجل أو شاب .. لقد مارست الشذوذ الجنسي مرة واحدة فقط لكنني لم أشعر بأي لذة من أي نوع .. بالعكس .. كنت أشعر بالتقزز والنفور .. إنني أسعي لممارسة (الاستعباد الجنسي) أو المازوخية مع أي شاب أو فتاة مصابين بالسادية .. لكن هذا لم يحدث حتى هذه اللحظة لحسن الحظ لقد ذهبت إلي طبيب نفسي ودهش هذا الطبيب كثيراً حين عرف أنني أعرف كل شيء عن حقيقة مرضي .. لقد أعانني ذلك الطبيب علي العلاج لكن للأسف .. باءت كل محاولات ذلك الطبيب بالفشل .. فانقطعت أنا عن حضور جلسات العلاج وعادت ريما لعادتها القديمة ..لو أنني تزوجت يوماً ما فأنني سأحرص جيداً علي ألا تعرف زوجتي حقيقة مرضي .. فأنا لن أسمح لنفسي أبداُ بأن أظهر أمامها بمظهر المازوخي الضعيف المستسلم .. سأهجر الزواج نهائياً ..إن لي أخاً متزوجاً وأخت توأم .. وبالمناسبة .. كلاهما أيضاً مصابان بالمازوخية ولا تسألني يا سيدي كيف عرفت ذلك. أنا أعتبر نفسي إنسان مرهف الحس جداً .. وذكي ومتزن وحكيم إلي حد كبير (بشهادة كثير من الأصدقاء) .. وأنت تعرف يا سيدي أنه لا شيء يمكن أن يخفيه الأخ عن أخيه أو أخته ..لقد شعرت في كثير من الأحيان أن أبي ضعيف الشخصية إلي حد كبير .. بل أنني شعرت من خلال عدة مواقف أن أبي قد يكون مصاباً بعقدة نقص كبيرة .. لا أدري هل لهذا علاقة بإصابتي أنا وأخوتي بالمازوخية أم لا .. إنني أعتبر أن مشكلتي ليست في إصابتي بالمازوخية .. وليست في معاناتي الشديدة من مرضي. فمازوخيتي تسبب لي أحياناً شيء من فقدان الثقة بالنفس والاندفاع في بعض الأمور .. إن مشكلتي الكبرى تتمثل في أنني لا أعرف بالتحديد سبب إصابتي بالمازوخية .. إنني لا أعترض علي قضاء الله ..لكنني أعتقد أن من حقي أن أعرف لماذا صرت مازوخياً ؟؟.. لماذا أعشق التحقير والإهانة من الغير ؟؟.. إنني أعرف أن تعرض الطفل للاضطهاد الشديد أو للمعاملة القاسية .. قد تؤدي للإصابة بالسادية .. وأعرف أن عقدة الخصاء قد تؤدي إلي الإصابة بالجنسية المثلية .. وأعرف أن عقد أوديب قد تؤدي للإصابة بالسيكوباتية .. فما سر الإصابة بالمازوخية ؟؟ .. تلك هي المأساة ..هذا هو كل شيء .لك مني يا سيدي جزيل الشكر ..والسلام عليكم ورحمة الله .. 23/11/2004ثم أرسل نفس صاحب المشكلة: بسم الله الرحمن الرحيم .الأستاذ الدكتور/وائل أبو هندي .. وجميع الأطباء الأفاضل بهذا الموقع ..تحية طيبة .. وبعدبداية .. أشكر الله سبحانه وتعالي لأنه قد وفقكم لتقديم النصح والمساعدة لكل الذين يعانون ويتألمون من جحيم المرض النفسي .. وأدعوه تبارك وتعالي لأن يوفقكم ومرضاكم إلي سبيل الخير والفلاح فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً .. وأشكركم علي كل تلك المجهودات الرائعة الرهيبة التي تبذلوها لخدمة متصفحي الموقع .. والذين ــ بالفعل ــ يحتاجون لمساعدتكم .. وبعد .أعرف أن رسالتي طويلة .. وطويلة جداً .. وأنا أشعر بالخجل حيال طول رسالتي .. لكنني أعرف أن صدوركم ستكون رحبة بما فيه الكفاية .أنا شاب .. مصري .. مسلم .. عمري 23 سنة .. أعزب .. قد تخرجت حديثاًُ من إحدى الكليات الفنية العملية التي تتبع جامعة ...... قد تكون مشكلتي معروفة .. ومرضي النفسي الذي أعاني منه معروف وواضح .. لكنني في الواقع أشعر أنني أختلف بشدة عن كل الذين أصيبوا بهذا المرض الذي أصبت به .إن مرضي يتمثل في إصابتي بمرض (المازوخية) أو (الماسوشية) كما يحب أن يطلق عليه البعض .. لكنني يمكن أن أقول دون تردد .. أنني مصاب بحالة متقدمة جداً جداً من مرض المازوخية .. في مرحلتي الإعدادية نمت بيني وبين أختي (التوأم) علاقة جنسية محرمة .. كانت تقتصر فقط علي وضع يدي فوق أماكن حساسة من جسدها .. وأنا أمارس العادة السرية .. وانتهت هذه العلاقة تماماً مع بدية الصف الأول الثانوي ..لقد بدأت أشعر منذ أن كنت في الصف الأول الثانوي .. أنني مصاب بميل بسيط تجاه الفتيان .. لقد عرفت فيما بعد أن هذا المرض يعرف باسم (الجنسية المثلية) أو (اللوطية) .. كنت أتلذذ جنسياً بتخيل أنني الطرف (السالب) ..لكن حبي للجنسية المثلية لم يكن كاملاً ..لأن الإثارة الجنسية لم تكن بالنسبة لي هي أن أمارس شذوذاً كاملاً مع ذكر مثلي بل أن أكثر ما كان يشعرني باللذة هي تلك الاستسلامية المهينة التي يجب أن يكون عليها الطرف (السالب) أثناء المعاشرة الشاذة .. كنت أشعر بلذة جنسية شديدة حين كنت أتخيل وأنا أمارس العادة السرية أن زملائي الأولاد في الصف يقومون باغتصابي جنسياً والتنكيل بي والسخرية مني .. (زملائي الذين كنت أكرههم في الواقع علي وجه الخصوص) .. بعد عامين .. تجاهلت تماما كل ما يتعلق بموضوع (الجنسية المثلية) .. وتمسكت بموضوع (الاستسلامية المهينة) التي يتميز بها الطرف السالب .. صرت أتخيل نفسي طرفاً أنثوياً ضعيفاً ومهاناً أمام زملائي الأشرار ..وكنت أثناء وجودي وحيداً في المنزل أتسلل إلي خزانة ملابس أختي (التوأم) .. وآخذ بعض ملابسها الداخلية الأنثوية .. وكنت أتخلي تماماً عن ملابسي .. وكنت أرتدي ملابس أختي الداخلية وأقف أمام المرآة أتمايل بدلال مهين .. وأتخيل أن زملائي (أشرار الصف) معي .. يمزحون ويسخرون مني بل ويلتقطون معي الصور الفوتوغرافية التذكارية .. وأنا مستسلم لهم.... مهاناً ذليلاً تحت أقدامهم .. ثم أقوم بتكبيل نفسي ببعض الحبال .. ثم أقوم بلسع نفسي بالشمع وأنا أتخيل أن أحدهم يلسعني .. قبل أن أدس شيئاً ما في مؤخرتي متخيلاً أن أحدهم بالفعل يغتصبني بين ضحكات وسخرية الجميع ..في تلك الفترة (الصف الثالث الثانوي) .. وقعت بين يدي عدة كتب نفسية للأستاذ الدكتور عادل صادق رحمه الله .. عرفت عن طريق هذه الكتب الفرق بين (الجنسية المثلية) و(المازوخية) .. وأدركت بفطرتي البدائية وقتها أن ميولي نحو حب المازوخية أكثر .. والدليل أن تمسكي بالجنسية المثلية وقتها كان بسبب حبي للإستسلامية والإهانة .من وقتها قل اهتمامي بالجنسية المثلية تماماً إلي أن صار معدوماً .. لدرجة أنني لمع أعد أشعر إطلاقاُ بأي ميل جنسي نحو الفتيان بل وحل محل هذا الشعور شعور ممزوج بالنفور والقرف ..بدأت حياتي الجامعية وكنت ما أزل علي هذا الحال .. في الصف الأول الجامعي أقمت علاقة حب مثالية مع زميلة لي في الكلية .. وللعلم فإنني علي طول الخط أشعر بميل جنسي شديد نحو الفتيات والبنات وليس كالمصابين بالجنسية المثلية والمخلصين لها .. كان نشاطي الجنسي وقتها قد تبدل تماماً .. وأصبحت أمارس في منزلي حينما أكون وحدي ما يمكن أن أطلق عليه (مازوخية كاملة) لا علاقة لها بالجنسية المثلية .. وكنت بعد أن أنتهي من ممارستي تلك أشعر بتأنيب ضمير شديد .. وأشعر أنني قد أخطأت في حق ربي وحق نفسي وحق حبيبتي في منتصف الصف الأول الجامعي امتلكت جهاز كمبيوتر .. وتمكنت من تصفح شبكة الإنترنت وعثرت علي مواقع جنسية تحوي هذا النوع من الجنس (المازوخية) أو ما أحب أن أطلق أنا عليه اسم (الاستعباد الجنسي) .. وواظبت وقتها علي تنزيل مواد فيلمية وصور فاضحة من هذه المواقع .. وقتها أدركت أخيراً أنني لست المجنون الوحيد في هذا العالم والذي يعشق الإهانة والتحقير والألم .. بل أن هناك آخرين .. وأغلبهم من الإناث.في منتصف الصف الثاني الجامعي بدأت أشعر بأن هناك أنثى حقيقية تعيش بداخلي .. صرت فجأة أعشق الألوان الأنثوية. والدلال الأنثوي .. أطلقت علي هذه الأنثى اسما .. وصنعت لها شعاراً .. صنعت لها عالماً .. رسمت وجهها وجسدها .. ورحت أكتب لها مذكراتها .. زاد عشقي للمازوخية أكثر . فمع قدوم الصف الثالث الجامعي زادت ممارستي لتلك الأفعال الشاذة .. رغم أنني وقتها كنت أحمل بداخلي حباً رجولياً كاملاً نحو فتاة تعرفت عليها صدفه عن طريق زميل لي في الكلية .. وصارحت هذه الفتاة بحبي إلا أنها رفضت .. لكنني بقيت أحبها. ومع قدوم الصف الرابع الجامعي زاد حبي للمازوخية أكثر وأكثر .. فرحت أكتب قصصاً وأعمالاً أدبية سطحية وفجة تناقش موضوع (الاستعباد الجنسي) .. بل أنني تخيلت أنني أمتلك شركة تقوم بتقديم عشاق التحقير والإهانة والألم .. أطلقت علي هذه الشركة اسما .. وصممت لها عن طريق الكمبيوتر شعاراً وبطاقة عضوية .. وقوانين .في هذه الفترة مررت بتجربتين جنسيتين .. التجربة الأولي حين تعرفت عن طريق الصدفة في ساعة متأخرة من الليل وبينما أنا عائد إلي منزلي علي رجل أخبرني صراحة أنه يعشق الجنسية المثلية .. ودعاني إلي التوجه معه إلي منزله .. كنت وقتها تحت تأثير مخدر (البانجو) .. بالفعل توجهت معه إلي منزله .. وخلع كلانا ملابسه .. وصار هو الطرف الموجب وصرت أنا الطرف السالب ..أقسم بالله العظيم يا سيدي .. لم أكن أشعر إطلاقاً بأي لذة جنسية من أي نوع .. بل ثمة إحساس بالتأفف .. هو إلي القرف أقرب قد لازمني طوال مدة الممارسة .. وحين حاول الرجل ــ أسف علي صراحتي ــ دس عضوه الذكري في مؤخرتي رفضت بشدة .. والغريب أنه احترم رغبتي هذه .. التجربة الثانية جاءت مع رغبتي القاتلة في ممارسة المازوخية أو (الاستعباد الجنسي) علي الطبيعة .. فتعرفت وقتها علي أحد الشباب الساديين عن طريق أحد مواقع المحادثة علي شبكة الإنترنت .. واتفقنا علي اللقاء .. حملت عدتي المعروفة (حبال وملابس داخلية أنثوية قديمة) وتوجهت إلي موقع اللقاء .. وكان في محافظة (............) .. سافرت خصيصاُ إلي هذا الشاب .. والتقيت به .. وتوجهنا إلي منزله الخاص .. وبدأنا في ممارسة الاستعباد بصورة مثالية كما كنت أراها علي شبكة الإنترنت(ولك يا سيدي أن تتخيل) .. ربما لا أكون مخطئاً حين أقول أنني لم أشعر باللذة الجنسية التي كنت أنتظرها بشغف وأتخيل حدوثها حيال كوني طرفاً أنثوياً مكبلاً وضعيفاً ومهاناً .. لقد استغرقت الممارسة نصف ساعة فقط .. بعدها أمرني هذا الشاب فجأة بأن أرتدي ثيابي .. وقال شيئاً ما هو مزيج من (أنت لم تعجبني- أنت مكتمل الرجولة - لا يوجد فيك ما يمكن أن يثير أي شاب سادي حتى لو كان يعشق ممارسة الشذوذ مع الفتيان) .. ثم ذهبنا معاً إلي أحد المقاهي .. وجلسنا .. وانقلبت شخصية هذا الشاب مائة وثمانون درجة .. راح يتحدث إلي عن كوني رجل .. وأنه يجب علي أن أفتخر برجولتي .. وألا أفعل هذه الأشياء المشينة مرة أخري .. ثم ودعني وانصرف !! .. هكذا كانت التجربتين الشاذتين الوحيدتين اللتين قمت بهما .. في منتصف الصف الخامس الجامعي يمكنك أن تقول يا سيدي أنني صرت عارفاً وملماً بكل ما يمكن أن يتعلق به مرض المازوخية .. أسباب الإصابة به .. وأنواعه .. بل ــ وصدق يا سيدي أولا تصدق ــ أدركت أن بإمكاني أن أعرف ما إذا كان هذا الشخص الذي يتحدث معي يحمل بداخله ميولاً سادية أم مازوخية أم أنه إنسان طبيعي .. فتي كان آو فتاة .. كنت في البداية أشعر أنني مصاب بضعف شديد في الشخصية .. لكن مع مرور الوقت . شعرت بأن شخصيتي صارت أكثر قوة بكثير والفضل في ذلك يرجع لأنني أقمت علاقات صداقة متعددة مع العديد من الزملاء الملتزمين الذين يشاركونني في الصف والذين تعلمت منهم الكثير والكثير جداً .. علي مدي سنوات دراستي في الكلية كنت أعاني معاناة شديدة في تعاملي مع أصحابي .. لقد كان الكثير منهم ــ فتياناً وفتيات ــ يتعاملون معي بحرص شديد وبحذر أشد .. كانوا يعتبرونني إنسان ضعيف الشخصية جداً .. مندفع وأهوج في تصرفاته .. بالحق أنني كنت أشعر بما كانوا يرونه في .. لكنني كنت أشعر أنهم يبالغون كثيراً في اعتقادهم بضعف شخصيتي .. ربما أكون ضعيف الشخصية ولكن ليس إذا هذا الحد الذين كانوا يعتبرونه .. منذ ثمانية أشهر .. وبعد أن تأكد لي أنني صرت أعرف كل شيء عن مرضي وأعراضه .. وبعد أن اسودت الأرض في وجهي .. وأدركت أخيراً أن سبب كل المشاكل التي تحدث بيني وبين زملاء الصف من البنين والبنات هو إصابتي بالمازوخية .. وبعد أن كنت علي حافة اتخاذ قرار أكيد بالانتحار .. توجهت فوراً إلي طبيب نفسي وكان هذا بغير علم أهلي طبعاً .. وجلست بين يدي الطبيب .. وبعد أن رحب بي وتعرف علي شخصيتي سألني : بماذا تشكو؟؟ أطلقت زفرة حارة وقلت دون تردد وقلبي يخفق في عنف : سيدي الطبيب .. هل تعرف ما يطلق علية اسم مرض (المازوخية ) أو الـ (ماسوشية).قلتها وفوجئت بالطبيب يخلع منظاره الطبي ويحدق في وجهي قبل أن يقول والدهشة تغمره:ــ أنت تعرف اسم المرض الذي تشكو منه.أجبته : أعرفه .. أعرف كل شيء عنه .. أعرف لماذا سمي هذا المرض بالمازوخية .. أعرف كل أعراضه . أعرف كل أسباب حدوثه .. لقد أتيت إليك لسبب واحد .. هو أنني أريد أن أعرف أسباب إصابتي أنا شخصياً بالمازوخية.. أريد أن أعرف من هو ذلك الإنسان الوغد الذي كان السبب في إصابتي بذلك المرض.ثم رحت أثرثر كثيراً والطبيب يستمع إلي .. رحت أثرثر عن كل شي .. لقد فوجئ الطبيب بأنني أثرثر هكذا ببساطة .. لقد قال لي أنه نادراً ما يوجد مريض نفسي يعشق الثرثرة عن نفسه .. كلهم صموتون كتومون يتكلمون بالقطارة ..وفي النهاية كتب الطبيب لي بعض المهدآت .. سأذكرها لسيادتكم :Fluanxol 0.5 mg .. حبوب .. صباحاً ومساء.Tiapridal .. أقراص .. نصف قرص ثلاث مرات.Serzone 200 mg .. أقراص .. لا أذكر الجرعة.ذهبت إلي هذا الطبيب مرتين بعد ذلك .. وأنا أشعر بتحسن بطيء في حالتي .. شعرت بمعدل التهيجات الجنسية يقل .. لكنني كنت أشعر بحالة من التوتر الشديد والتي لا أدري سبباً لها ..بعد ثلاثة أيام .. وأثناء تنظيف أختي لحقيبتي .. اكتشفت وجود هذه الأقراص .. ورأت الروشتة التي تحمل اسم الطبيب .. وأدركت أن هذه الأقراص هي علاج نفسي ..أخبرت أختي أمي .. وأخبرت أمي أبي .. وأخبر أبي أخي .. وتحدث معي أخي .. شعرت بحزن وغضب وضيق رهيب حين عرفت أن أسرتي كلها صارت تعرف حقيقة توجهي للطبيب النفسي .. شعرت أن هذا اعتداء صارخ علي أسراري وانتهاك لحريتي .. أخبرت الجميع أن سبب توجهي للعيادة النفسية هو إصابتي بحالة اكتئاب شديدة .. لا أدري ماذا وأنهم أدركوا حقيقة مرضي ..جلس أبي معي .. وراح يعاتبني علي توجهي لطبيب نفسي دون معرفته .. ونصحني بأن أحكي له أي شيء أعاني منه .. وهو محض ادعاء من أبي .. كيف أحكي له ما أعاني منه وهو ــ أي أبي ــ لم يثر حماستي أبداً ولم يشجعني مطلقاً قبل ذلك علي أن أتخذه صديقاً أحكي له سري .. قبل أن يكون أبي .. بالمناسبة . أبي علي المعاش حالياً وقبل ذلك كان يعمل بالتربية والتعليم كمدير لأحد المناطق التعليمية .. الحقيقة يا سيدي .. أن ثمة علاقة غريبة تربط بيني وبين أهلي .. إن والدي هو ابن عمة والدتي .. ووالدتي هي ابنة خال والدي .. لقد عرفت في مرحة مبكرة .. أن عائلة والدي كانت تسكن في الريف .. وعائلة والدتي كانت تسكن في العاصمة (القاهرة) .. وأن جدي (والد والدتي ) لم يكن يملك ذكوراً .. فعرض علي والدة أبي (أخته) بأن توافق علي إقامة ابنها (والدي) مع خاله (جدي) في مصر مع بناته الثلاث .. وبالفعل وافقت جدتي (والدة والدي) .. عرفت من أمي أن جدي(والدها) كان يعامل والدي أفضل معاملة .. كان يدلل والدي ويداعبه ولا يرفض له طلباً .. وكان والدي بمثابة رجل البيت الثاني بعد جدي .. صار لوالدي في بيت جدي مكانة عظيمة جداً .. يأمر وينهي فيطاع دون مناقشة ..ومر الوقت علي ذلك قبل أن تحدث مفاجئة رهيبة شديدة الوطء لم تكن في الحسبان .. إذ رزق الله جدي بطفل ذكر .. هنا انقلب الحال تماماً .. وتحول كل الاهتمام والتدليل والرعاية التي كان يحظى بها والدي إلي ذلك الطفل الجديد . لقد كانت هذه هي بمثابة صفعة كبري لأبي .. إن أمي تخبرني بأن أبي حمل بداخله حقداً ومقتاً وكراهية رهيبة تجاه هذا المولود الجديد (خالي .. أخو والدتي فيما بعد) وظل هذا الحقد والمقت والكراهية موجودين بداخل قلب وعقل أبي حتى لحظة كتابة هذه السطور يا سيدي .. لقد كان أبي يعتبر خالي: ابن المدينة المدلل الضعيف الذي لا يعرف للمسؤولية معناً .. وكان خالي يعتبر أبي: رجلاً فلاحاً بدائياً رقيعاً حاقداً وجاحداً .. وظل كل منهم يحمل للأخر هذه الانطباعات ... ولأن الانطباعات الأولي تدوم يبدو أن أبي كان ينتقم من خالي في أخته ( أمي) .. إنني أشعر بثمة علاقة كريهة تربط بين أبي وأمي .. أتذكر حينما كنت طفلاً صغيراً أن ثمة مشاجرات حامية الوطيس قد دارت بين أبي وبين أمي .. ربما أذكر مرة اعتداء أبي علي أمي بالضرب أمامنا .. ولا داعي طبعاً للحديث عن المشاجرات والمشاحنات الرهيبة التي كانت تدور بين أبي وخالي .. إن أبي في فترة ما من الوقت كان يتدخل تدخلاً مشيناً وسافراً في حياة خالي .. لأن أبي يؤمن بأنه وصي عليه .. ولقد سببت تدخلات أبي هذه مشاكل لا حصر لها في حياة خالي .. خاصة حين أراد خالي الزواج .. لك أن تتخيل سيدي ماذا كانت صورة أبي في نظر عائلة زوجة خالي .. إن أمي قد قصت علي أشياء مشينة مخجلة قد ارتكبها أبي في حق عائلة زوجة خالي ليلة زفاف خالي وما تلاها .. لقد كنت وقتها في التاسعة من عمري تقريباً .. إنني لا أكره أبي .. لكنني شعر في أوقات ومواقف كثيرة بأنه ضعيف الشخصية جداً .. وأنه ــ أي أبي ــ مصاباً بعقدة نقص رهيبة .. بالمناسبة .. لست أنا الوحيد المصاب بالمازوخية من بين أخوتي .. إن أختي التوأم مصابة بنفس المرض .. لقد حدثتني في ذلك كثيراً جداً .. وكذلك أخي الأكبر .. إنه يعشق المرأة الشرسة .. وسيطرتها علي الرجال .. هو بنفسه ــ أي أخي ــ قال لي ذلك صراحة .. وعرفت خلسة أنه يمتلك مجلات غربية فاضحة تحوي صوراً لنساء يستعبدن رجال .. بل أنني أعرف جيداً جداً .. أن العلاقة القائمة بين أخي وبين زوجته الآن تقوم علي ذلك .. ففي أكثر من موقف عابر اتضح لي أن زوجته تحمل ميولاً سادية .. لا أدري كيف سمح أخي لنفسه .. وكيف جاءته الجراءة في أن يعترف لزوجته بحبه للتحقير والتنكيل علي يد إناث وفتيات شرسات .. لو أنني تزوجت يوماً فمن المستحيل أن أسمح لنفسي بأن تعرف زوجتي عني ذلك .. حتى لو كان المقابل هو امتناعي عن الزواج نهائياً .. بسبب عائلتي انقطعت عن الذهاب إلي جلسات العلاج النفسي .. إنني لا أكره عائلتي لكنني أشعر أن ثمة شيء خاطئ في كل أفرادها .. لقد تأكد لي أن أمي وأبي كلاهما مصابين بوساوس قهرية ..وأختي مصابة بعقدة النظافة .. إنها تعشق مهام التنظيف المنزلي بصورة لا يمكن أن يتخيلها أحد لدرجة أنها يمكن أن تقضي ساعتين أو أكثر في تنظيف سجادة صغيرة ..أما أخي فحدث ولا حرج .. لو أنني مصاب بضعف شخصي قد يتراوح ما بين 20 أو 30 % فإن أخي مصاب بضعف شخصية قد يصل إلي 875484750457% لقد لاحظت ذلك كثيراً .. وبالمناسبة .. إن أخي يعرف جيداً أنني مصاب بالمازوخية لأنه رأي ما كنت أخزنه علي ذاكرة الكمبيوتر من صور وأفلام مخلة كلها تحوي مواد من (الاستعباد الجنسي)...ذات مرة قام هو بإلغائها من ذاكرة الكمبيوتر.. وقتها ثرت فيه ثورة عارمة.. وتوقعت أنه سيثور في وجهي ويتهمني بأنني شاذ وأنني علي خطأ بالغ .. لكنني فوجئت به يعتذر بخنوع شديد مهين ويتعهد لي بأنه لن يفعل ذلك مرة أخرى.إنني أعرف سبب إصابتي بالمازوخية .. أعرف أن هذا يرجع إلي أنني أشعر بذنب شديد تجاه تلك المعامل الجافة الصارمة التي يتعامل بها أبي مع أمي .. وإنني أشارك أمي أحزانها وأشفق عليها وأتباهى بها وأعشق دور المظلوم مثلها .. بل ربما لأنني أحمل ميولاً عدوانية أو جنسية أشعر معها بتأنيب ضمير يدفعني للبحث عن عقاب رادع أريح به ضمير وأرتاح .. وربما أحمل كرهاً شديداً لأبي إذا ما كنت قد أصبت حينما كنت طفلاً بعقدة (أوديب) أو ما شابه .. أعرف كل ذلك .. أعرف سبب مرضي .. أعرف جذور عقدتي وإحساسي بالذنب إنني لا أتحدث إليك يا سيدي لأنني أريد أن أعرف سبب إصابتي بالمازوخية .. فأنا أعرفها جيداً ... المشكلة التي أعاني منها الآن هي أنني صرت أعشق المازوخية عشقاً لا حدود له .. وأجد فيها كل متعتي ولذتي .. بل أنني صرت أمتلك ملابس داخلية أنثوية ومجموعة كبيرة من الحبال والسلاسل وأدوات التعذيب المختلفة .. وأنني أغلق علي باب حجرتي ليلاً مرتين في الأسبوع لأفعل ما يحلو لي لمدة ساعة أو أكثر .. لقد صارت مازوخيتي تجري في عروقي .. وصرت أفتخر بها .. وأكتب لها قصصاً وأنشئ لها شركات وهمية و أنشطة متعددة .. لا تبرح جهاز الكمبيوتر الخاص بي .. بل أنني وصلت لأبعد من ذلك .. صنعت للمازوخية عقيدة .. وأخشى من فرط هوسي بها أن أصنع منها ديانة .. إنني أشعر أنني بممارستي للمازوخية .. أنتقم لنفسي .. أنتقم لنفسي من أبي الذي أساء معاملة أمي .. وخالي .. ذلك الرجل الطيب الرائع الذي أفخر به وأحبه والذي عاني من تدخلات أبي في حياته معاناة شديدة بلا أي ذنب .. أنتقم لنفسي من عائلة مصابة بوساوس قهرية .. عائلة اختارت لنفسها الشقاء .. وأتساءل بينما أنا عارياً مكبلا مهاناً محقراً .. لماذا لم يكن أبي رجلاً قوياً حكيماً مبهراً مثل آباء أصدقائي المقربين .. لماذا ؟؟.. لماذا لم يخلقني الله ابنا لواحد من هؤلاء الآباء ؟؟ .. إنني لا أعترض علي قضاء الله .. لكن أعتقد أن من حقي علي الأقل أن أعرف كيف أتخلص من تلك المعاناة الهائلة التي استمرت بي ما يزيد عن سبع سنوات .. في كثير من الوقت أشعر أنني طبيعي .. إن لدي ميلاً جنسياً طبيعياً نحو الإناث .. ويمكنني أن أمارس الجنس بصورة طبيعية تماماً لا مازوخية فيها .. لو أنني أملك مالاً يكفي لتكرار الذهاب لطبيبٍ نفسي لفعلت .. لكنني يا سيدي من أسرة متوسطة .. أحدثك الآن وفي حافظة نقودي جنيه ونصف جنيه .. سؤالي يا سيدي إليك .. واضح وصريح .. أريد أن أحصل علي إجابة له في أسرع وقت .. كيف يمكن لي أن أكره المازوخية ؟؟ .. أريد أن أكرهها بأي ثمن .. لقد صارت تسيطر علي تفكيري وتصرفاتي .. كيف أكره المازوخية ؟؟.. كيف أنزعها من داخل أعماقي انتزاعا ؟؟.. لو كان قتلي لأبي سبباً في شفائي من مازوخيتي لكنت قتلته .. وأكرر يا سيدي .. إنني لا أكره أبي .. لكن ثمة إحساس يسيطر على عقلي ويطحن عظامي ويذيب خلايا مخي .. إحساس بأن أبي هو السبب في كل ما أعاني منه الآن .. ويعاني منه أخي وأختي . كيف أكره المازوخية ؟؟.. أريد أن أكرهها .. قبل أن يفوت الوقت ويحدث مالا يحمد عقباه .. لو أنني صرت يوماً مجنون فسأكون أول مجنون يعرف أنه مجنون .. ولو مت فسأموت وحيداً كالقملة .. لن يعرف أحد أنني عانيت كثيراً جداً .. وكانت لي أحلاماً وطموحات لم يسعني الوقت لتحقيقها بسبب مازوخيتي اللعينة .آسف جداً يا سادة .. إنني أشعر بخجل شديد حيال طول رسالتي هذه .. لكن صدقني يا د. وائل .. صدقوني جميعاً .. إنني أستبشر بسيادتكم خيراً كثيراً جداً . وأشعر أن شفائي سيكون علي أيديكم .. لقد كنت أتمني أن أحكي كل ذلك بين يدي د. عادل صادق رحمه الله .. لأنني من أشد المعجبين به .. لكن المنية قد وافته قبل أن يتحقق حلمي .. لقد ذهبت إلي مقر العزاء .. وقدمت العزاء لابنه .. وبكيت كثيراً جداً ..لكنكم جميعاً عظماء .. كل أطباء النفس عظماء .. لقد خلقكم الله في دنيانا كي تكونوا عوناً وسنداً لكل المرضي الذين يعانون ويصرخون يتألمون لمعاناتهم النفسية .. ولا يوجد ألم أفظع وأبشع من الألم النفسي ..شكراً يا سادة علي رحابة صدوركم .. أتمني لكم ولمرضاكم النجاح والتوفيق ..والسلام عليكم ورحمة الله28/11/2004
نشير هنا إلى إجابتنا السابقة المفضلة