بسم الله الرحمن الرحيم؛أحب أولا أن أعبر عن إعجابي وشكري وتقديري لكم على هذا الموقع المتميز لخدمة شعوبنا العربية والمسلمين في كل مكان، أما بعد فأنا شابٌ متعلمٌ، خلوقٌ، حسن الهيئة، محبوبٌ اجتماعيا، وذو وضع مادي متميزٍ والحمد لله، أواجه حاليا مشكلةً تتلخصُ في أني تعرفت خلال فترة عملي على فتاةٍ خليجيةٍ جميلةٍ ومتعلمةٍ وذات خلق ودين، تكبرني بعامٍ واحد، وبمرور الوقت بدأ التفاهم والاحترام المتبادل ينمو ويثمر بيننا ونشأت بيننا علاقةُ حب طاهرة، وأشهد الله أني لستُ من النوع المستهتر أو اللعوب من الشباب، فكانت بالنسبة لي عرضي فعملتُ على حمايتها ونصحها ومساندتها في كل عارض يعرض لها أو يؤرق بالها، المهم أننا اتفقنا على ترتيب موعدٍ لكي أخطبها من أهلها فوافقت، لكن جاءني الرد منها بعد أيام بأن أهلها قد رفضوني بسبب جنسيتي مع العلم بأني من مواليد الدولة نفسها التي أعيش فيها الآن، وأغلب أفراد عائلتي يعيشون بها، وما يحز في نفسي هو أنهم لم يعطوني الفرصة حتى بمقابلتي للتعرف علي عن قرب، ولم يركزوا إلا على مسألة الجنسية تلك. أشعر أيضًا بالخيبة لأن الفتاة بدا عليها الاستسلام فلم تبد أي جهد لتقريبي نحوهم، وعللت ذلك بأنها مكتئبة، ولكنني أشعر عكس ذلك، فهل يعد موقفها طبيعيا تجاهي؟ خاصةً وأنني لاحظت تغيرا في معاملتها معي،وكيف يمكنُ لي أن أختبر مدى حبها وتعلقها بي؟ وحاليا هناك شابٌ يرغب في الارتباط بها رغم أنه يكبرها بأربعة عشر عاما ولكنه من نفس جنسيتها ومتزوج ولديه ستة أطفال، والغريب أنها بدأت تميل إليه بحجة الحنان التي تزعم افتقادها له، المهم أن لدي ما تزال قناعةٌ تامة بالتمسك بالفتاة وعدم خسارتها بسهولة، والأهم عندي هو أن أطمئن عليها وألا أراها تائهةً أو متخبطةً في حياتها واختياراتها، أفيدوني جزاكم الله خيرا. .
أين المشكلة؟؟ الأخ السائل لقد قرأت رسالتك كثيرا لأبحث عن المشكلة فلم أستطع أن أرى مشكلة بالمعنى العام فكل شئ واضح لك فقد كتبت أنت مشكلتك وفي نفس الوقت قدتنا للتفسير، فالحل موجود بها ولكنك لم تره أو تشعر به! إن فتاتك هذه وإن كنت أفضل لو كنت ذكرت لنا مدة ارتباطك بها ولنفرض أن ارتباطك بها تم من عهد قريب وهذا هو الافتراض الأقرب للصحة، فلو كنت عرفتها منذ فتره طويلة لكنت عرفت أن فتاتك هذه ليس لديها نضج عاطفي بما يكفي، ولكنت وفرت على نفسك آلام المعاناة.من خلال حديثك لنا عن فتاتك أعتقد أننا نتحدث عن شخصية اتكالية(أو اعتمادية) Dependent Personality، ومثل هذه الشخصية التي نطلق عليها في علم النفس الشخصية الاتكالية تفتقر إلى النضج الانفعالي والعاطفي وتجد صعوبة في الاعتراض على الآخرين، وعدم موافقتهم خوفا من فقدان المساندة والاستحسان. وهذه الشخصية أيضًا شخصية لا تتحمل المسئولية مسلوبة الإرادة لا تستطيع أن تتخذ أبسط القرارات اليومية بدون إرشاد وتشجيع الآخرين و دائما ما تبحث بلهفة عن علاقات شخصية ومساندة إذا ما حدث وانقطعت إحدى العلاقات الحميمة وهذا ما حدث بالفعل ففتاتك عندما شعرت بفقدانها لك حاولت أن تبحث عن غيرك يساندها وهى كذلك لم تعارض أهلها ولم تحاول إقناعهم وتقريب وجهات النظر بينك وبينهم خوفا من فقدان مساندتهم واستحسانهم وهى كذلك متأرجحة العاطفة فتارة ترتبط بمن هو أصغر منها وتارة أخرى ترتبط بمن هو اكبر منها فهي لا تبحث عن حبيب بقدر ما تبحث عمن يتحمل عنها المسئولية، إنها إذن لا تحبك الحب الحقيقي ولقد ذكرت لنا بنفسك أنها لم تحاول أن تقرب بينك وبين أهلها ولم تفعل أي شئ من أجلك فأين الحب هنا؟ لو كانت تحبك فعلا لدافعت عن حبها لآخر لحظة ولكن يبدو أنها استسلمت مع أول محاولة فاشلة لم تحاول التمسك بك مثلما أنت متمسك بها ولم تحاول مساعدتك مثلما تحاول أنت الآن! خير لك أن تبتعد عنها ولا أعتقد أن هناك ما تستطيع أن تفعله لها فمثل هذه الشخصية نتاج لكثير من العوامل المتشابكة منها التربوية والبيئية بالإضافة إلى الاستعداد النفسي،وأخيرا أحيي فيك عاطفتك الجميلة هذه التي قلما نجدها الآن، وأنا أحترم حبك لها ومحاولة مساعدتك لها ولكن اعلم أن منطق الحب يختلف عن منطق الزواج، وقفك الله للخير وتابعني بأخبارك. *ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، إن التناقض واضحٌ يا أخي السائل في موقف فتاتك تلك، وهيَ أيضًا غير جادةٍ بما فيه الكفاية، وأنا مع الأستاذة إيناس تماما في رأيها،ولكنني أيضًا أود أن أشير إلى التحجر المعروف في موقف كثيرٍ من الأسر الخليجية عندما يتعلق الأمر بالزواج من رجل جنسيته غير خليجية فهم يتصرفون تصرف العرب قبل الإسلام أي أن تصرفاتهم تتسم بالجاهلية رغم قول سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام: عن أبي هُرَيرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم: "إذا خطبَ إليكُمْ من ترضونَ دينهُ وخلقهُ، فزوِّجوهُ. إلاَّ تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الترمذي، . فقد يكونُ ما تواجهه الفتاة صعبًا عليها بالفعل، وقد يكونُ ما أبدته من تناقض أو قل تلاعبٍ بمشاعرك في الفترة الأخيرة مجرد حيلةٍ منها للخروج بك من مأزق الحب الذي لن يكتب له أن ينتهي بالزواج، فلا ضرر ولا حرج يا أخي في أن تحبها ولكنها لن تكونَ الاختيار المناسب للزواج وأنا هنا أحيلك إلى الإجابات السابقة على صفحتنا استشارات مجانين :اختيار شريك الحياة هل من ضابط ، السن المناسب للزواج ، مدافع عن حقوق المكتئبين. لعلك تجد فيها ما يبين لك الفرق بين منطق الحب ومنطق الزواج، وما يعينك على أن تفكر في مشكلتك تلك بشكل جديد، ولا تنسانا من الدعاء