الأخت العزيزة أهلا وسهلا على مجانين وأشكرك شكرا جزيلا على ثقتك وإطرائك، وعلى مساهمتك الطيبة كثر الله من أمثالك، أنا معك تماما في جلِّ ما ذهبت إليه، غير أنني أخالفك فقط فيما يتعلق بأثر الرضاعة على تجمع الدهون في الجسد الأنثوي، فلدي من المعلومات العلمية ما يسير بأفهامنا في اتجاه آخر، فقط أحذر من سماع من توسوس للبنت بعد زواجها (كلي أنت حامل، ثم كلي أنت اقتربت من الولادة ثم كلي أنت في النفاس ثم كلي أنت مرضع)، فإذا تركت الأم جسدها لينبئها عن جوعه وأكلت تبعا لإشارات ذلك الجسد فإن في الجسد ما يضبطه.ذلك أنه -كما قلت من قبل في إجابة لا أذكر اسمها على مشاكل وحلول أو على مجانين- بينما كثيرات يعتقدن أن الوزن الذي تكسبه الحامل قد أصبح حملا عليها لا تستطيع الخلاص منه؟ فالحقيقة العلمية هي أن المرأة إذا تركت جسدها بطبيعته وتصرفت بالشكل الطبيعي مع وليدها وأرضعته من ثديها فترة كافية، ولم تخف على جماله ورونقه فإن جسدها يعود إلى طبيعته، ومما قد يصدم الكثيرات أن الأم التي تحجم عن إرضاع طفلها لمدة كافية (ولنقل لمدة سنتين كما حددَ القرآن الكريم)، خاصة تلك التي تحجم عن إرضاع طفلها لتحافظ على جمال ونضارة جسدها وربما لأنها ستبدأ في حمية منحفةٍ للتخلص من آثار الحمل! هذه الأم دونَ أن تدري تحرم نفسها من آليةٍ كان جسدها من تلقاء نفسه سيقوم بها لو أنها أرضعت طفلها من ثديها، وهذه الآلية تضمن تحويل ما اختزنه جسدها من دهن أثناء الحمل إلى غذاء لطفلها! بحيث أن وزنها سيعود إلى نقطته المحددة أصلاً دون حمية منحفة! فمن المعروف علميا أن 52% من الطاقة المحتواة في لبن الأم يستمد من مخزون جسمها من الدهون؛ وهناك ثلاثة هرمونات تضمن تحول الدهن المختزن في جسد الأم إلى طاقة في غذاء طفلها، وهي: 1- الأوكسيتوسين Oxytocin: وهو الهرمون الذي تفرزه الغدة النخامية Pituitary Gland في الدم استجابة لمص الطفل لحلمة الثدي، وهذا الهرمون يثبط الشهية، وكلما أرضعت طفلك زاد إفرازه وتثبيطه للشهية، فإذا أوقفت إرضاعك لطفلك قبل الأوان فإن الشهية ستزداد، إلا أن من المعروف الآن أيضًا أن المواد الأفيونية الموجودة في منتجات الألبان الصناعية وفي منتجات القمح المعالجة صناعيا تـقوم بتثبيط إفراز الأوكسيتوسين فيفسدُ تلك الآلية الطبيعية حتى لو أرضعت الأم طفلها. 2- النحيفين أو الليبتين Leptin: أثبتت بعض الدراسات أن إفراز النحيفين وهو واحدٌ من أهم مثبطات الشهية الطبيعية يقلُّ جدا في جسم الأم عندما لا ترضع طفلها. 3- البرولاكتين Prolactin: ويقوم هذا الهرمون بتثبيط الشهية وبتحفيز تحول الدهن من جسم الأم إلى دهون في لبن الطفل وإلى طاقةٍ متاحةٍ للاستخدام أيضًا. ويفهم من ذلك أن الخالق عز وجل كما سير جسدك إلى الزيادة وتخزين الدهون أثناء الحمل، سيره إلى استعادة الوزن المبدئي قبل الحمل وإلى فقد ما اختزنه من دهون أثناء الرضاعة، وذلك إذا أنت تصرفت بشكل طبيعي أو كما أمر رب العزة في قوله: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ...} (البقرة: 233). وأما ما قبل هذا وما بعده من مشاركتك فإنني معك تماما به، وأحيل زوار الصفحة إلى المقالات التالية: التوقُ (أو الاشتهاءُ)الملحُ للسكريات Sugar Cravingخُدْعةٌ اسمها السكر المكررعقاقير تثبيط الشهية ( أدوية الرجيم Diet Drugs)الجوع والشهية ومعاملُ الشبعوأهلا وسهلا بك وبمشاركاتك يا "لميس" دائما على مجانين، ودمت سالمة لنا.