أختنا الكريمة سحر: سلام الله عليك وعلى أخينا أحمد الكناني وعلى كل الأصدقاء الكرام، وأنتهز الفرصة لأهنئكم جميعا بحلول عيد الأضحى المبارك، ولعل العيد من العام المقبل يأتينا وأمتنا أفضل حالا.لا أستطيع أن أصف لكم مقدار سعادتنا ونحن نجد أصدقاء صفحتنا هنا في مجانين وهناك في مشاكل وحلول يتناقشون ويتحاورون، لذلك فقد سعدت من قبل برسالة أخونا أحمد بما تحمله من أفكار قيمة، وذلك رغم اعتراضي على أسلوب حديثه عن الدكتورة منى المصري، وبالمثل سعدت برسالة أختنا سحر وسعدت بإيجابيتها، مع عدم قبولي لأسلوب التهجم والتهكم والاتهام لأخينا أحمد، فمن غير المعقول أن نعترض على أسلوب وطريقة ما عندما يستخدمها الآخرون ثم نستخدمها نحن ضدهم، فنحن في النهاية أصدقاء ويجمعنا هدف واحد، وإن اختلفت رؤانا وتوجهاتنا، والأولى بنا جميعا أن نسعى لتأليف القلوب وتوحيد الجهود، مع إدراكنا أن اللوم والتجريح والتقريع هم من أول معاول هدم التآلف فيما بيننا. أختي سحر: أتفق معك في أن الإسلام قد حرر المرأة منذ قرون طويلة، ولكن الفهم القاصر للكثير من أهله وممارستهم المبنية على هذا الفهم لا توحي بهذا، ومن هذا المنطلق وجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا لنعيد فهم وصياغة الصورة المشرقة التي رسمها الإسلام للمرأة، وهذا يتطلب الكثير من جهد المخلصين، مع دعواتنا أن يجزل الله العطاء والثواب لأستاذنا الراحل الأستاذ الدكتور عبد الله الحليم أبو شقة لما بذله من جهد في تجميع الصحيح من الأحاديث التي تتناول وضعية المرأة في الإسلام في موسوعته القيمة "تحرير المرأة في عصر الرسالة"، وجهده كان بداية تحتاج لاستكمال وتفعيل.... فهل تعتقدين أن الأمر سيكون سهلا؟!! الواقع أن الوضع على مستوي المفاهيم وعلى مستوى التطبيق يعتبر أكثر تعقيدا وتركيبا من مجرد كلمة تقال من قبيل أن "الإسلام حررني منذ حرم وأد البنات....وإذا انشغلنا نحن في مجتمعاتنا بوضعية المرأة العربية والمسلمة، فأخونا أحمد معذور في أن ينشغل بوضعية المرأة في المجتمعات الغربية، وهو يشاهد تنامي تيار الأنثوية المتطرف بما يحمله من معاول هدم للأسرة والمجتمع، وبما يراه من مؤتمرات ووثائق دولية وقوانين تسن لتطبيق أفكار أصحاب هذا الفكر، وأخونا أحمد في وضعه هذا وفي غربته لا يطلع على مجتمعاتنا العربية إلا من خلال مواقع الانترنت بما فيها مواقع السحاقيات ومدمنات الجنس الإلكتروني من العربيات.وهذا لا يعني أن كل العربيات أصبحن كذلك؛ فالصورة المتخيلة من خلال الإنترنت قد تتسم بالكثير من المبالغة، ولكن هذا لا يعني أن وضع المرأة العربية والمسلمة بخير وأنها لم ولن تتأثر بالتيارات الوافدة، وذلك لأن هذه التيارات لها أبواقها الإعلانية وأسواقها الاستهلاكية التي لا تكف عن "الزن على الودان...والزن على الودان أمر من السحر كما يقولون"، والأولى بنا ألا نبالغ ونضخم من حجم التغير الحادث في عقلية المرأة العربية والمسلمة ولكن يلزمنا في الوقت نفسه أن نسعى لتضافر كل الجهود المخلصة من أجل دراسة الحالة العربية وتصحيح أوضاعها بما يتفق ويتسق مع قيمنا.أشكرك على إيجابيتك وأدعوك وكل القراء للتفاعل مع هذه القضية، لا لنختلف ونتناحر ولكن لنتتبع آثار هذا الفكر في مجتمعاتنا، مع العمل على إبداع آليات للتعامل مع نواتجه.