أنا فتاة في الرابعة والعشرين من عمري مطلقة, وسبب طلاقي أن زوجي كان بعيدا عن الله ويطلب مني أن أسير سيره وفترة زواجي كانت شهر وفي روسيا. وربما تتساءلون عن السبب الذي دفعني للارتباط بشاب غير متدين إذا كنت أرفض ذلك من البداية والسبب هو أنه وأهله أظهروا لنا من كرم الأخلاق الشيء الكثير وأنهم أناس أتقياء وكل من سألنا عنهم كانوا يؤكدون ذلك .... والمشكلة ليست هنا إنما هي أنه بعد الطلاق تقدم ابن خالي لخطبتي وهو على قدر من الخلق والدين وقال لي أنه كان يحبني منذ الصغر ويتعذب جدا من أجلي, وكذلك ابن عمي كان يحبني قبل زواجي وطلبني للخطبة قبل وبعد زواجي ولكنه لا يصلي وأفكاره لا تعجبني وكما أنني لا أحب ابن خالي وأقاربي يقولون لي أنك مطلقة وتعد هذه فرصة كبيرة لك وأنا لا أتقبل أحدا منهما.وتقدم لي كثير من العرسان ولكن المصادفة أنني عندما أرغب في الارتباط بأحد هؤلاء العرسان يأتي ولا يعود مرة أخرى ربما لأنني مطلقة, وكل واحد لا أحبه يحبني, ويقولون لي أقاربي أن خافي من الله إنك تتسببين بعذابهم مع العلم أني لا أحاول أن أسيطر عليهم أو أجعلهم متعلقين بحبي وأنا ضميري يعذبني جدا.وأخاف أن ينتقم الله مني فعندما أرغب بأحد لا يرغب بي أو تكون هناك أسباب تمنعه أقول في نفسي هل هذا هو الانتقام أو أني نظر إلى إنسان فوق طموحي ويجب أن أتطلع للأقل .......07/09/2003
الأخت السائلة العزيزة أهلا وسهلاً بك، وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أن الإجابة على تساؤلك الذي جعلته عنوانا لاستشارتك(لماذا المطلقة منبوذة؟) ليست أكثر من أن لذلك أسبابا تتعلق برواسب اجتماعية معظمها(إن لم تكن كلها) غير صحيح بالمرة، وربما إن صح بعضها في حالةِ واحدةٍ فإنه لا يصح في معظم الأخريات، هذه الرواسب ليست من الإسلام في شيء، وقد كان الطلاق والزواج في المجتمع الإسلامي الأول، بل والله وحتى عهد قريب أمرًا لا يعيب أحدًا لا المطلق ولا المطلقة ولا حتى أبناءهم، ويقول تعالى"وإن يفترقا يغن الله كلاًّ من سعته وكان الله واسعًا حكيما" صدق الله العظيم، سورة النساء، الآية 130، لكن ذلك كان في إطار الجماعة الاجتماعية التي هيَ قوام المجتمع الإسلامي السليم، والجماعة الاجتماعية ليست مرادفا للأسرة النووية التي هي قوام المجتمع الغربي، وإنما تعني الجماعة الاجتماعية مثلاً أنني كرجل مسلم مسؤولٌ لا عن أولادي وبناتي المباشرين فقط بل عن أولاد وبنات المسلمين من جيراني بصورة مباشرة، ولعل الأسرة الممتدة مثلاً والتي يعيش فيها الأباءُ والأبناء أسرًا مع بعضهم البعض توضح لك المثل(وإن كانت الجماعة الاجتماعية أكبر وأغنى من الأسرة الممتدة)، فهذا الشكل من أشكال التعايش بين أفراد المجتمع الإسلامي الذي كان وما تزال بقاياه في بعض قرانا ونجوع بلادنا(أو الأرياف) وإن كانت آخذةً في التآكل بمعدلٍ سريع، هذا الشكل كان يضمن عدم معاناة الأطفال عند افتراق الوالدين بالطلاق، لأن جميع أفراد الجماعة الاجتماعية مسؤولون عنهم، وليس فقط الأب أو الأم. المهم لكي لا أبتعد بك عن تساؤلك، فإن المجتمع الإسلامي بعد دخوله مراحل الانحطاط المتتالية التي ما تزال دوراتها تتعاقب فقد الثقة بنفسه وبكل ما لديه إلا ما حفظ ربي، وبدأت الأمراض الفكرية في التكاثر عليه ومن بينها ما تشيرين إليه بقولك لماذا المطلقة منبوذة؟ ونحن لهذا السبب قررنا أن نترك نفس هذه التسمية على ردنا عليك. ونصل بعد ذلك إلى نقطتين مهمتين في إفادتك وهما: أولاً: أن كونك مطلقةً لا يعني أن تقبلي المعروض عليك، خاصةً وأنك خدعت من قبل وكانت لك تجربة مؤلمة، وأنا هنا أقصد أقاربك الذين لا ترضين بهم لأن الزواج وأنت ست العارفات ليس لعبة، وأما اتهامات أهلك لك بالقسوة ومحاولة إثارة مخاوفك فلا عدل فيها لأن من المستحيل أن نطلب من واحدةٍ ترجع الفشل في زواجها الأول إلى عدم تدين الرجل الأول في حياتها من المستحيل ومن غير المنطقي أن نطلب منها الارتباط بآخر غير متدين، فلا تلقي بالاً لاتهاماتهم تلك، واستخيري ربك دائمًا في كل ما يتعلق بأمور الزواج، كما أنصحك بقراءة عدة إجابات سابقة على صفحتنا استشارات مجانين تناقش موضوع الزواج واختيار شريك الحياة مثل:اختيار شريك الحياة هل من ضابطالسن المناسب للزواج وأما النقطة الثانية فهي في تصورك لسبب رجوع من يعجبك من المتقدمين لك عن رغبته في الزواج منك بعد الزيارة الأولى، وترجعين أنت ذلك إلى أنك مطلقة، فلا أدري أنا هل المتقدمون لك أصلاً لا يعرفون أنك سبق لك الزواج ولم يكن موفقًا؟ بمعنى آخر هل أنت تخفين ذلك الأمر وتعتبرينه سرًّا تخبرين به المتقدم للزواج منك فقط ؟ على أي حالٍ ربما يكونُ كونك مطلقةً هو أحد المبررات التي يقدمها الخطيب لنفسه ليعرض عن الارتباط بك، لكن السبب الحقيقي لا يمكن أن يكونَ كونك مطلقة وإنما وبلا جدال هو أن الرجل المقدر لك لم يأت بعد،وعليك أن تحسني علاقتك بربك وأن تحاولي تنمية مهاراتك ولا تقلقي بشأن الزواج فقط اسألي ربك أن ينعم عليك برزقه الحلال في الزواج، وتابعينا بأخبارك