عزيزي ......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك بعض التساؤلات حول ما جاء في رسالتك , فمثلا تقول أنك تحب زوجتك جدا وأنك فعلت معها كل شئ قبل الزواج ( ماعدا الزنا ) ومع هذا تقول بأنك لا تشتهيها , وإن كنت لا تشتهيها فعلا فكيف فعلت معها ما فعلت , ولماذا تزوجتها من الأساس إن كنت لا تشتهيها كامرأة ؟.
يبدو أنك غارق فيما يسمى بالعشق الجنسي وهو مستوى متدني من العلاقة بين الرجل والمرأة لا يرى فيها الرجل المرأة إلا كموضوع للجنس ويكون هذا الشعور منفصلا تماما عن أي معاني إنسانية أو عاطفية راقية وإنما هو فقط نوع من الحب الشبقي الجسدي المنعزل عن السياق الوجداني والروحي, وهو أقرب إلى العلاقات الحيوانية منه إلى العلاقات الإنسانية.
وهذا النوع من العشق الشبقي يصيب الإنسان حين تضعف نزعاته الإنسانية والوجدانية والروحية ويعيش على مستوى الجسد أو كما قال علماء النفس "يعيش على مبدأ اللذة", وهنا تصبح الخيارات الجنسية خيارات جزئية أو مختزلة (فيعشق الشخص حذاء امرأة أو قدمها أو أي جزء منها أو شئ يخصها), ففي حالتك تختزل المرأة إلى موضوع جنسي فقط ثم يختزل هذا الموضوع الجنسي إلى دبر فقط, وتختزل حياتك بالكامل في دبر امرأة ( كما قلت أنت "أشتهيها كالمجنون").
والإتيان في الدبر يمنع التواصل المحب الودود مع المرأة, وهو رمز لقذارة العلاقة وانحطاطها , فالدبر محل للخبث بكل ما تعنيه كلمة الخبث, وإن كنت تعشق هذا المكان بجنون فأرجوك حاول أن تتخيل شمه, وكما قال أحد السلف: "إذا أعجبتك مفاتنها فانظر في مناتنها".
كما أشكرك على تفسيراتك لرغبة البعض في الإتيان في الدبر وهي تفسيرات منطقية أضيف إليها أن من لديهم هذه الرغبة يحملون بداخلهم رغبات جنسية مثلية كامنة لا يشعرون بها على مستوى الوعي ولكنها تدفعهم دفعا إلى هذا النوع من الممارسة, كم أن لديهم كما ذكرت ميول جنسية سادية تتحقق من خلال اعتلاء المرأة وإذلالها بهذا النوع من الإتيان المهين في محل ليس مؤهل لذلك من الناحية الطبية أو من الناحية الشرعية.
ومع هذا فإن هناك بدائل وحلول لكل الأسباب التي من أجلها يلجأ البعض إلى الإتيان في الدبر أو يتمنونه, فمثلا من ناحية تفضيل ذلك الوضع ,من الناحية النفسية فلا مانع من الإتيان من الخلف على أن يكون في الفرج وليس في الدبر, ثانيا إن كانت المشكلة في ضيق الدبر واتساع الفرج فهناك الآن عمليات بسيطة تجرى لتضييق فتحة الفرج خاصة بعد الولادة (وإن كنا لا نحبذها كثيرا).
والأهم من كل ما سبق أن للإسلام رؤية في موضوع الممارسة الجنسية وهي أنها منحة من الإله في سياق إنساني وديني واسع, وبشرط انضباطها بضوابط الشرع, وهي فعل استمتاعي إضافة إلى دورها في الإنجاب والتكاثر وعمار ة الأرض ولذلك جعل الله فيها هذا الجانب الإمتاعي ليكون دافعا إلى اقتران الجنسين بكلمة من الله والاستمتاع في حدود ما أحله الله على أن يكون كل ذلك في إطار أهداف أعلى للحياة, وأن لا تطغى الدوافع الجنسية على الكيان الإنساني فتبتلعه ويصبح الإنسان عبارة عن كائن استمتاعي جنسي غارق إلى إذنيه في فتحة الدبر أو في أي فتحة مثلها وإذا طلبنا منه الخروج من الدبر يقول لا أستطيع.
إن النفس حين تغرق في وحل الشهوة لا ترى ما فوقها, وهذا ما تؤدي إليه رؤية الأفلام والمواقع الإباحية -كما تفضلت وذكرت- فهي تأخذ النفس إلى درك الشهوة بكل أنواعها وطرائقها, وتجعل الشخص يغرق إلى أذنيه في نزواته الطبيعية وغير الطبيعية فلا يرى ولا يحس غيرها, وبالتالي يختزل وجوده شيئا فشيئا ويعيش في مستويات دنيا من الوجود (أقرب إلى الوجود الحيواني حتى ولو كان يعيش في أفخم القصور) وتضعف لديه المستويات الأعلى للنفس مثل المستوى العقلي والمستوى القلبي والمستوى الروحي فهو يعيش في أدنى المستويات وهو المستوى الجسدي فقط.
والإنسان حين يسقط في هذه الهوة السحيقة يصبح كل انشغاله بالفرج أو الدبر ويتقلص وعيه فيصبح ضيقا مثل فتحة الدبر وتنتكس فطرته فيميل إلى ما في الدبر من خبث بل ويتعشق هذا الخبث.
ولكي نخرج من هذا المأزق ومن هذا المستوى المتدني للوجود أوصيك أخي العزيز بالتالي :
1- أن تتوقف فورا عن مشاهدة المواقع والأفلام الإباحية حتى تخفف من حدة اشتعال رغباتك المحرمة والشاذة , وبالتالي تخرج شيئا فشيئا من فتحة الدبر التي انحشرت فيها بوعيك وبرغباتك .
2- أن تبدأ من الآن في رحلة الصعود إلى المستويات الأرقى للنفس, فتبدأ بالاهتمام بالمستوى العقلي فتهتم بالقراءة والإطلاع ومعرفة الكون الواسع من حولك, وتهتم بالمستوى القلبي من خلال تنمية الجوانب الوجدانية مع الناس ومع الله وتدعم الجوانب الإيمانية العميقة , وتهتم بالمستوى الروحي من خلال مجاهدة نفسك وحملها على سلوك الطريق الموصل إلى الله واستشعار لذات أرقى وأدوم من فعل الخير والقرب من الله والتأمل في ملكوته والاشتياق إلى لقائه. تستطيع ببساطة فعل كل هذا من خلال برنامج عبادي يقوم على أداء الصلاة في مواعيدها وقراءة ورد من القرآن, وقراءة الأذكار, وقيام الليل, وصيام الفرض والنوافل, والإكثار من الصدقات وفعل الخيرات, وأن تغلق كل منافذ الحرام في حياتك, عندئذ ستجد أن مشاعرك النقية تصحو وتتجه نحو زوجتك الحلال وستجد أن الله يبارك لك فيها ويمنحك المتعة عن طريقها ويجعلها أجمل امرأة في عينيك, فالإنسان حين يترك الحرام مخافة الله يبدله الله ما ترك لذة أعظم في الدنيا والآخرة, أما حين يفتح الإنسان عينيه وأذنيه على الحرام فإن الحلال يهرب منه ويتركه فريسة للحرام الذي لا يشبعه أبدا ولا ينفعه.
وأخيرا أدعو الله أن يوفقك لما فيه الخير ويعينك على شهواتك ويجعلك أقوى منها ويساعدك على الارتقاء بوعيك وبوجودك فتخرج من ضيق الدبر إلى سعة الكون الجميل ومن شؤم المعصية إلى بركات الرحمة.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي ، الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به أخي الدكتور محمد المهدي لا أحسب أننا أهملنا ما سبق أن أرسلته لنا بل قد تجده فيما سأحلك إليه من روابط تتعلق بموضوع الدبر، وفيها ما يفيدك إن شاء الله : الإتيان من الدبر ! الإتيان في الدبر : بدلا من مجرد القرف الإتيان في الدبر : بدلا من مجرد القرف مشاركة النكاح في الدبر... اللذة العمياء النكاح في الدبر. اللذة العمياء مشاركة الدخول في الدبر...الآثار طويلة المدى تغيير وجهة الذكر: الإتيان في الدبر مشاركات الشجرة المحرمة
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعنا وشاركنا. |