أنا أيضا أعتز بصداقتنا كثيراً، وأتطلع إلى لقاءنا بمشيئة الله.
لا عبرة بالعلاقات التي نسقطها من ذاكرتنا، وليست كل أنثى نهتم فترة بها تكون حباً يا أبو حميد. 

قلت من قبل أنني زرت الكويت بعد انقطاع طويل عن متابعة ما يحدث في خليجنا، وأصدقك القول أنني أعتقد الآن أكثر أن والدة عصفورتك تستحق الرثاء أكثر من الحنق الذي تحمله سطورك، والتشرد والجمود كما قلت لك أنا سابقاً هي محاولات لا واعية تأتى في مغالبة الهشاشة الداخلية والتشويش أنت تعيش في عالم آخر، "كون" مختلف، وتنظر منه إلى عصفورتك وأمها وأبيها، ولا أدرى هل ستفهمني حين أقول أنهما لن يفهما من كلامك إلا القليل إذا فهماّ!!!

يبدو أنك تتصورّ أن منصب أبيها ومواهبه ستجعله يفهم أبجديتك؟!! ويبدو أنك تتصوَّر أن مغامرة عصفورتك بالخروج على النص حيث كانت معك هو تغيير حدث لها أو فيها!!!

يا أبو حميد عصفورتك تحدثت باللغة الغربية حين كانت هناك وسط قوم يفهمونها، واليوم عادت تتحدث لغة "هنا" أو لغة أهلها. ولا بأس من أن تعيش التباسات الكلمات والمعاني، ومشاعر الفقد والإصرار، لكنني أخشى على عقلك الذي استخسره في هكذا تبديد،.... واعذرني إذا كنت أريد لك ومنك ما قد لا تريده أنت!!!

وأراك تتقلب بين المنازل كالقمر، وعلاقة القمر بالمزاج معروفة ومشتهرة، وأنت حين تحب وتفتقد تفعل هذا بكل ما هو أنت من معرفة وثقافة وشراء عقلي ووجداني.

ولا أجد في نفسي رغبة ولا قدره أن أقول لك بإلحاح أكثر مما فعلته سابقاً أن تحافظ على نفسك، ولا أريد أن أكذب فأقول لك أن الألم شرُ كله، فهو مدرسة عليا لمن يوفقه الله ويريده بشراً سوياً متوهجاً ومبدعاً لفترة أطول. لكنني أستطيع باطمئنان أن أدعو الله أن يوفقك لما فيه خيرك، وأن أنتظر بشغف رسالتك، القادمة أو تواصلك القريب.