أهلا بك على موقعنا, أسعدني سؤالك كثيراً فهو يدل على شخصية واعية تريد أن تصنع من نفسها ومن مستقبلها شيئا جميلاً
وأبدأ إجابتي على سؤالك بهذا السؤال: لماذا تريدين أن تكوني متفوقة أكثر مما كنت عليه ؟؟
أهم شيء تبدئين به مسيرتك نحو النجاح والتفوق -بإذن الله- هو: أن تحددي الدافع للعمل الذي تقومين به .. لأنك إذا عرفت الدافع للعمل أي الهدف, سَهُل عليك بعدها كثيرا أن تكتشفي الطريق الذي يؤدي إليه ..
وسأفترض أن دافعك للتفوق هو: أنك تردين أن تكوني متقنة للعلم الذي تدرسينه لتستطيعي بالتالي أن تفيدي نفسك ومن حولك, لأن هذا كله يصب في هدفك الأساسي والكبير وهو تحقيق الهدف الأساسي الذي أوجدنا الله تعالى من أجله في الأرض وهو: خلافة الله تعالى في إعمار هذه الأرض وفقاً للمنهج الذي اختاره هو لنا .. بناءً على هذا الهدف, ماذا يمكن أن يكون هناك من محفّزات للمزيد من التفوق والنجاح؟
هناك الكثير .. مثلاً: 1- الدعاء .. حيث تستمدين القوّة من الله عز وجل حين تطلبين منه أن يوفقك ويقوّيك وأن يعينك على إخلاص نيتك ويصوّب خطواتك لتحقق أهدافها في ما يحب ويرضى وأن يتقبل منك هذا الجهد ويثيبك عليه, عندها تشعرين بالاطمئنان إلى تحقق ما أنت مقدمة عليه لأن الله عز وجل سيستجيب لا محالة, وستشعرين كذلك بالثقة في نفسك وقدراتك لأن الله سبحانه وتعالى يدعمك ويقوّيك, وهذا ما سيجعلك تؤدين أداء لم تكوني أنت نفسك تتوقعينه ..
2- " الشلّة الكويسة " والأصدقاء الصالحين .. فإذا أحطت نفسك بمجموعة من الصديقات الإيجابيات الجادّات في حياتهن ذوات الالتزام الديني الحقيقي والعلاقة القوية مع الله عز وجل, وذوات الأخلاق الفاضلة من صدق ووفاء ومحبة للخير لكل الناس, فتأكدي أنك ستسيرين إلى الأمام, لأن "المرء على دين خليله – صديقه - فلينظر أحدكم من يخالل – يصاحب - ", كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- الاستماع للدروس المفيدة أو قراءة الكتب والتي تبث في نفسك روح الحماسة والإيجابية سواء كانت مواضيع هذه الدروس دينية أو تنمية بشرية أو علمية.
4- الابتعاد عن كل ما يثير في نفسك التخاذل والتقاعس والمزاج السيئ والنكدي, سواء كان أصدقاء أو برامج تلفزيونية أو أغاني فيديو كليب أو ... كيف ستعرفين ذلك ؟ قومي بعمل دراسة لنفسك, اتركيها على سجيتها تفعل ما كنت تفعله عادة وراقبيها, افعلي ذلك لمدّة أسبوع, ثم سجّلي على ورقة المواقف التي خرجت منها وأنت متحمّسة جدا, والمواقف الأخرى التي خرجت منها وأنت متقاعسة .. وعلى ضوء هذه الدراسة حددي الأشياء التي ستلتزمين بها وتلك الأخرى التي ستبتعدين عنها, وبمجرد اتخاذ القرار ابدئي بتنفيذه فوراً, لأن أكبر قوة دافعة لتنفيذ القرار تكون عقب اتخاذه مباشرة, فإذا أجّلت تنفيذه إلى وقت آخر فستخبو جذوة الحماس شيئاً فشيئاً وستعودين للتقاعس من جديد, وبعد أن تبدئي بالتنفيذ التزمي واثبتي على التنفيذ إلى أن تحققي الهدف وهو المزيد من التفوق والنجاح .
5- وكل هذا لا يعني أنه ليس عليك أن تبذلي قدراً غير قليل من الصبر والمصابرة, لأن هذه المحفزات تكون قوية في بداية الأمر ولكن تأثيرها يخفت مع مرور الأيام, فلم أجد في حياتي ذلك الذي بقي حماسه شعلة متّقدة طيلة حياته من أول أو ثاني درس سمعه .. واستمعي لدرس الصبر للأستاذ عمرو خالد, لتدركي تماما معاني الصبر, ولتعرفي أيضاً أن الصبر على المذاكرة هو من نوع الصبر على الطاعات والتي هي أعلى أنواع الصبر .. لماذا ؟ (اسمعي الدرس وستعرفين الجواب:)
إذن: المؤثرات الخارجية المحفّزة + الجهد الداخلي في الصبر والثبات والاستمرار والعلاقة الجميلة مع الله عز وجل = مزيداً من النجاح والتقدم والتفوق بإذن الله ..
وسأخبرك سراً من أسرار التحصيل العلمي: العلم والمعاصي لا تجتمع أبدا ..
هناك عالم جليل كان يتلقى العلم على يد أستاذه, ولكنه كان يعاني من نسيان العلم وعدم تمكنّه من استيعابه وفهمه وحفظه بشكل تام, فاشتكى إلى أستاذه لعلّه يجد لديه نصيحة تخلّصه من هذه الحالة, وفعلا وجد عنده الطريقة التي يستطيع بها أن يركّز المعلومات التي يتعلمها , فقال هذا العالم يلخّص القصة كلها في هذه الأبيات:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال لي إنّ العلم نور *** ونور الله لا يُهدى لعاصي
وكيع: هو أستاذ هذا العالم, هل عرفت من هو هذا العالم الجليل ؟
إنه الإمام الشافعي رحمه الله, هذا الذي ملأ الدنيا فقهاً وعلماً .. ولكن بعد أن سلك طريق تثبيت العلم وهو: ترك المعاصي .. ترك المعاصي أمر مهم جدا, إذ كيف لقلب ملأته المعاصي والذنوب وخيّم عليه ظلامها, كيف له أن يشرق نور العلم فيه ؟ والآن إلى طلبك الرئيس في هذه الاستشارة وهي : نظام مذاكرة يجعلك أكثر تفوقاً ..
أريد أن نتفق على شيء في البداية وهي أن التفوق والنجاح في شيء ما, يحتاج أن يُدعم بالكثير من سلوكيات النجاح في مجالات أخرى .. فأنت لا تستطيعين التفوق في دراستك إلا إذا نجحت في اتباع نظام حياة متوازن وصحّي يضمن الحياة الصحية جسديا ونفسياً :
جسديا: وتتلخص الحياة الصحية جسدياً في ثلاث محاور: الغذاء, النوم, الرياضة . 1- الغذاء .. وكما قيل قديماً "العقل السليم في الجسم السليم ", فلا بد من الحصول على جسد سليم صحياً لتكون القدرات العقلية والنفسية أيضاً سليمة .. اهتمي بغذائك جدا, ركزي على الفواكه والخضروات, وبلاش المدمرات مثل الشيبسي والشوكولاتة وو, وإن كان لا بد من أكل هذه الأطعمة المسممة فليس أكثر من مرّة واحدة في الأسبوع, ولا تشربي الكولا ولا المنبهات واستبدليها بالعصائر الطبيعية .. والأحسن أن تأكلي الفواكه من غير عصر .. اهتمي بالتمر , واللبن, لو كنت لا تحبين اللبن وحده فاشربيه ممزوجاً بالموز أو الفراولة أو التفاح .. وبلاش منبهات, أنت لا تزالين صغيرة ولدى جسدك من النشاط ما يجعله في غنىً عن هذه المنبهات أصلاً, فلا تعوّدي جسدك على تناولها.
2- النوم .. فنامي مبكراً, واستيقظي مبكرا .. ماذا يعني "نوم مبكر"؟ يعني أنك تحتاجين إلى أن تنامي على الأقل قبل منتصف الليل بساعة, هذه الساعة قبل منتصف الليل مهمة جدا, وإذا عملتها ساعتين أو ثلاث فهو أفضل .. وبالمناسبة كل ساعة نوم قبل منتصف الليل= 3 ساعات نوم بعده, وهذه المعلومة طبقاً لنتيجة دراسة أجريت ..
لماذا يجب أن تأخذ أجسادنا قسطاً من النوم قبل منتصف الليل؟ لأن الله عز وجل صمم أجسادنا بحيث أنها لا تعمل بشكل صحيح إلا بهذه الطريقة, ولمزيد من المعلومات اقرئي هذا البحث: فن النوم والاستيقاظ. وبعد هذا النوم المبكر ستستيقظين وحدك حوالي الفجر أو بعده بقليل وأنت بكامل نشاطك, طبعا لن يحدث هذا من أول يوم تعدّلين فيه نظام نومك, لأن ساعة جسدك البيولوجية تحتاج إلى القليل من الوقت لتنضبط من جديد .
ولا تنسي نوم "القيلولة": وهو أن تنامي بعد استيقاظك الصباحي بحوالي 7 أو 8 ساعات, الجسم يحتاج هذه القيلولة, وفترة هذه القيلولة هي من ربع ساعة إلى ثلاثة أرباع الساعة .. ساعة على أقصى تقدير ..
ليس المطلوب فيها أن تدخلي في النوم العميق, وإنما هي إغفاءة صغيرة واسترخاء وسط أعباء النهار تستعيدين بعدها نشاطك وتكملين يومك بانتاجية عالية ..
3- الرياضة .. والحركة , بمعدل مشي متوسط السرعة نص ساعة يوميا, والأحسن أنها تكون متفرقة على 3 مرات كل مرة 10 دقائق, أيضاً قومي بعمل تمارين المطمطة stretching, هذه التمارين تريح عضلاتك من التوتر والإجهاد وتشعرك بالاسترخاء .. وأنت وبما أنك لديك مذاكرة, تستطيعين إدخال نظام الرياضة والحركة ضمن مذاكرته وهو بأن تتمشّي وتدرسي المواد الحفظية مثل المواد الاجتماعية امشي قليلاً واجلسي قليلاً, هذا المشي الخفيف سيمدّك بالنشاط, وأيضا سيمنع تراكم الدهون في جسدك بسبب الجلوس الطويل ..
نفسياً : أما عن الحياة الصحية نفسياً فكما أخبرتك في أول الاستشارة:
الأصدقاء الصالحين + العلاقة القوية بالله عز وجل + التنمية الذاتية وعلى كافّة الأصعدة = حياة سليمة بإذن الله .
والآن تريدين برنامجاً للمذاكرة, لا أدري هل أنت منقطعة عن دوام المدرسة ومتفرغة للدراسة في البيت لأنك على أعتاب امتحان مهم, أم ماذا ؟ على ضوء ما أنت عليه سأعطيك البرنامج .. ومن مستوى تعليمك الوارد في بياناتك أفترض أنك منقطعة عن الدراسة ..
لا أستطيع أن أصوغ لك برنامجاً متكاملا يحدد لك ماذا تفعلين في كل ساعة من ساعات يومك, كل ما أستطيع أن أساعدك به هو نقاط تضيء لك السبيل إلى وضع هذا البرنامج بنفسك .
القاعدة العامة لبرنامج المذاكرة: يجب أن يكون شاملا لكل أنشطة الدراسة والترفية والعناية بالصحة+ مراعاة القدرات والإمكانيات الذاتية.
ولكن كيف ننظم كل هذا؟
أولا لا بد من عمل خطة دراسية .. أحصي الأيام المتاحة لك قبل الامتحان, ثم أحصي المواد اللازم دراستها, وقسّمي المواد على الأيام, ولكن راعي في هذا التقسيم: 1- قدرتك على المذاكرة, أي لا تضعي كمية من المذاكرة فوق قدرتك اليومية على المذاكرة. 2- ابدئي في مذاكرتك بالمواد الأصعب, لأنه كلما اقترب موعد الامتحان تزداد نسبة التوتر قليلا, ولكن إذا كنت حتى ذلك الوقت قد أنهيت المواد "الثقيلة" – بالنسبة لك – فهذا سيعطيك شعوراً بالراحة والاطمئنان . 3- خصصي وقتا بشكل يومي أو مرتين في الأسبوع (حسب ما يسمح وقتك) للترفيه, ولكن بشرط: أن يكون هذا الترفيه حلالا وليس في شيء حرام+ أن لا تفكري أثناء وقت الترفيه في أي شيء من أمور المذاكرة, أي اندمجي اندماجاً كاملا بما تمارسينه لترفهي عن نفسك, وذلك لتخرجي من أجواء الدراسة تماما, وعندها ستعودين إليها بنشاط وحيوية, أما إذا لم تخرجي من أجواء الدراسة لأسابيع فهذا كفيل بأن يوقعك في حفرة: الملل من المذاكرة . 4- النوم السليم والغذاء السليم والرياضة .. كما ذكرت قبل قليل . 5- النفس تملّ من مذاكرة مادّة واحدة فترة طويلة, وهذا الملل يتفاوت من نفس إلى أخرى, فاكتشفي نوعية نفسك لتحددي بعدها مدى حاجتك لتنويع في المواد الدراسية, سواء في اليوم الواحد أو في الأسبوع الواحد .. فهناك أناس يملون من مذاكرة نفس المادة طيلة النهار, فيحتاجون إلى التغيير, وهناك أناس لا يملون من نفس المادة إلا بعد يومين متواصلين في دراستها, وهكذا .. 6- أدرجي المواد التي لها في قلبك نصيباً منخفضاً من الحب مع تلك المواد التي تستحوذ على نصيب الأسد في قلبك وقسّميهما على الأيام المتاح لك المذاكرة فيها ..
أما عن الطريقة التي تعينك على الحفظ وعدم النسيان فلدي عدة نصائح:
1- هناك قاعدة تقول : الإنسان يفكر بالصور .. إذاً حاولي أن تجعلي هذه المعلومات النظرية صوراً حية في ذهنك, فتخيلي كل ما تدرسينه في ذهنك كما لو كان فيلماً: معركة, مضيق مائي .. الخ .. هناك طريقة أخرى لاستخدام الصور في الدراسة بالتالي في التذكر وهي: استخدام الألوان على كتابك والرسومات, ووضع العناوين والكلمات المهمة في الفقرة والأفكار التي تستخلصينها من الفقرة ضمن أشكال: كمربع أو دائرة أو أقواس أو .... (اتفننّي بقا) .
2- تقولين أنك لا تذاكرين المواد الاجتماعية واللغة العربية, وبالتالي أنت تدرسين ما تحبينه فقط من مواد كاللغة الانكليزية والرياضة والعلوم , وهذا طبيعي , فالناس متفاوتون في الميول, وأولئك الذين يجدون في نفوسهم ميل إلى كل فروع المعرفة قلائل, ولكنني أعتقد أننا نستطيع أن نوجد في أنفسنا القدر الأدنى من الميل والحب للمواد التي لا نحبها بأن نحبب أنفسنا فيها, ولكن كيف سأحبب نفسي في شيء لا أحبه؟ حين أوجد هدفاً منه, فمثلا: تعطيك مادة التاريخ فكرة عن ماضي بلادك وما حلّ بها من أدوار, وهذا يجعلك تدركين الواقع المنبثق عن ذلك الماضي, فالماضي مليء بالعبر التي إن أحسنّا استخلاصها أحسنّا بالتالي بناء مستقبلنا .. والدليل على صحة هذه الفكرة أن الله عز وجل جعل حوالي ثلث القرآن قصصا عن الأطوار السابقة للبشرية وما ذلك إلا للعبرة "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ .......َ (يوسف : 111 )" الجغرافيا مادّة رائعة لأنها تعرّفك على بلادك والبلاد المجاورة لك, تتعرفين على مقدّراتها وإمكانياتها, وبالتالي تعرفين لماذا يطمع الآخرون فيها .. تستطيعين بهاتين المادتين فهم واقعك ..
وهكذا في كل مادة, عندما تجدين فائدة من دراستك لهذه المواد ستحبينها وبالتالي ستدرسينها باستمتاع واهتمام, وهذا سيجعل نسيانها صعباً لأنها تكون قد تحوّلت إلى جزء من تكوينك.
3- استخدمي طريقة استخراج الفكرة الرئيسية للفقرة, فكل فقرة تحمل فكرة رئيسية يمكن التعبير عنها ببضع كلمات, ويكون باقي الكلام في الفقرة شرح لهذه الفكرة ..استخرجيها واكتبيها على هامش الصفحة, لتجمّعي الأفكار وتركزيها, وعند المراجعة الأخيرة قبل الامتحان تراجعين هذه الأفكار الرئيسية فقط والتي بدورها تكون بمثابة مفاتيح تفتح لك الفقرة كلها ..
لقد أطلت عليك كثيرا, ولكنني أستطيع القول بأنني أعطيتك نصائح تقودك نحو المزيد من التفوق والنجاح في حياتك كلها, وليس في الدراسة فقط .. وأرجو أن أكون قد أفدتك فعلا ..
وفقك الله, وإلى المزيد من التفوق والنجاح لك ولكل الساعين نحو التقدم والنجاح ..
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الأستاذة لمى عبد الله، لكن فقط أود إضافة بعض الروابط من على استشارات مجانين ستجدين فيها كثيرا مما يفيدك: كيف أذاكر ؟؟؟ كيف أذاكر موادا كثيرة في وقت قصير؟ الذاكرة والتركيز بداية ملف دورة التحفيز: كيف نذاكر؟
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعينا بأخبارك.
|