السمنة والشذوذ والفشل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته؛أريد أن اعرض عليكم مشكلتي وأرجو الإرشاد والنصيحة، أولا أنا من عمري 9 سنوات وأنا الآن عمري 29 سنة وأعاني السمنة المفرطة حاولت طبعا بطبيعة الحال إنزال وزني بشتى الطرق ولم أنجح حيث أن وزني الآن 175 كيلو حتى أني عملت عملية استئصال(حيث كنت اعتقد أن هذا سيحل مشكلته اخبرني الطبيب بأن ينفع معي وكان ذلك في مصر والواضح أنه قال لي كذلك لأنه يريد أن يربح من ورائي) كيلوات وفعلا قمت وتشوه جسمي وبعد ذلك بسبب المرض والمعاناة التي عانيتها أنزلت وزني لكن بعد ذلك عاد وزني في الصعود أصبحت منطويا لا أحب أن أقابل أحدا حيث أني الآن ليس لي علاقة بالحياة إلا بأمي وأبي. وخاصة أمي هي الوحيدة التي دائما أتكلم معها فليس لي أصدقاء وأنا دائما ملازم البيت من البيت إلى العمل ومن العمل إلى البيت. لا أعرف لماذا أحب الأكل أحس أن الأكل هو الشي الوحيد الذي يسعدني في حياتي، أنا آكل كثير وإذا تضايفت أزيد في أكل الطعام هذي مشكلتي الأولى مشكلتي الثانية هي أني أعاني من الشذوذ الجنسي فأنا قليلا ناعم وبصراحة هذا الأمر يزعجني والشيطان يوسوس لي بأن أعمل الحرام فأنا ولله الحمد أملك رصيدا في البنك ونفسي تحدثني بممارسة الشذوذ مع رجل مقابل أني أعطيه مبلغا ماليا، لأن شكلي ليس جميلا.وبالمناسبة ومع الأسف هذا شيء سهل حيث هناك منطقة في بلدي يعيش بها ال"بدون" وهم فقراء وبالمناسبة حصل أن في إحدى المرات كان شخص شاب في الطريق يشير بيديه لأوصله بسيارتي فوصلته فعرف من نعومتي أني شاذ فحاول بأن نعمل الاتفاق عمل اللواط مقابل مبلغ أدفعه له وبالمناسبة أنا أرفض هذا الشي فأنا متدين رغم أني ناعم قليل. عندما أقول أني ناعم لا أقصد بأني أتشبه بالنساء ألبس ملابس نساء أو أضع المكياج أو أتصنع النعومة أعتقد بسبب كثرة جلوسي بالبيت وعدم مواجهتي الناس أصبحت هذه هي طبيعتي وأنا لا أريد أن أعمل الفاحشة لأني مصلي وأقوم بجميع الفروض لكن أخاف في يوم من الأيام أن يتغلب علي الشيطان. فبصراحة هذا ما يزعجني أحس بأني لست مميزا في شيء من ناحية الشكل فأنا سمين وجسمي مشوه من ناحية الرجولة فأنا شاذ وحتى بالسابق بالمدرسة يتهمونني بذلك ويسخرون مني وحتى الوظيفة فقد كنت مدرسا وعندما دخل علي الموجه الفني ليقيم أدائي قال بأني لا أصلح للتدريس مع أنه عندما دخل علي كنت جديدا على التدريس وليست لدي خبرة فكان ينبغي عليه بأن يعطيني فرصة ويزودني بالتوجيه لكي أحسن أدائي لكن ظلما لم يعطني الفرصة فبعد 3 سنوات من هذه الحادثة طلبت بأن أتحول إلى العمل الإداري بوزارة التربية فحتى الوظيفة آنا غير موفق فيها ودائما بيني وبين نفسي أتمنى بأن لم أولد من الأساس. أرجو منكم النصيحة والتوجيه. وشكرا 11/09/2003
الأخ السائل العزيز أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، وقد قسمت أنت مشكلتك لنا إلى قسمين، ونحن سنقسم ردنا عليك إلى ثلاثة أقسام:أولا البدانة وثانيا الميول الجنسية المثلية وثالثا الاكتئاب، *ففيما يتعلق بالوزن الزائد والشهية التي لا تتحكم فيها، فرغم أنك لم تذكر لنا طولك إلا أننا نستطيع أن نستنتجَ أنك بدينٌ بدانةً مفرطة، والحقيقة أن جراحات التنحيف أيا كان نوعها دائمًا ما تكونُ نتيجتها الفشل بعد متابعة المريض بفترة من الزمن، لأن ما تتم إزالته من دهون الجسد بالجراحة تتم استعادته مرةً أخرى خلال بضعة شهورٍ أو أعوام، لكن هناك من يتربحون وهم عن ذلك أمام الله سيسألون! إلا أن من الواضح أن الأسباب النفسية هيَ أحد العوامل الفاعلة أصلاً في زيادة وزنك فهناك دورُ استثارة المشاعر وهناك دور الاستجابة المفرطة للشهية:أولا :ًدور استثارة المشاعر Emotional Arousal:كثيرًا ما يقررُ الأشخاصُ المصابونَ بالبدانة أنهم يأكلونَ أكثرَ عندما يشعرونَ بالقلق والتوتر، أي عند تعرضهم لمواقفَ تستثير هذه المشاعرَ فيهم، وقد أكدت نتائجُ التجارب العلمية ذلك حيثَ أن البدينين يأكلونَ أكثرَ في المواقف المتميزة بدرجة عاليةٍ من القلق والتوتر بينما يأكل أصحاب الوزن الطبيعي أقل من عادتهم في مثل هذه المواقف، وقد وضعت نظريتان لتفسير لجوء البدينين للأكل عند تعرضهم للمواقف المقلقة أو التي يحسون فيها بالخطر بشكلٍ أو بآخر، 0أحد هاتين النظريتين ترى أن أمَّ الشخص البدين أثناءَ طفولته قد تعودت على تفسير كل علامات الضيق أو الغضب التي يظهرها الطفل لسببٍ أو لآخر على أنها علاماتٌ على الجوع وكانت تقوم بإرضاعه أو تقديم الأكل له وكأنها تعاملت بذلك مع كل حالات استثارة المشاعر عند الطفل الذي تعلم ذلك هو الآخرُ وكبر عليه فأصبحَ أولاً لا يفرقُ بينَ المشاعر الخارجة من داخل جسمه فكلها مشاعرُ داخليةٌ غير طيبةٍ(القلقُ كالخوف كالغضب كالضيق)، كما أصبحَ لا يعرفُ إلا طريقةً واحدةً للتعامل مع هذه المشاعر وهيَ الأكل، 0وأما النظرية الأخرى فقد اتهمت الأم أيضًا بأنها(مثلما معظم الأمهات في الحقيقة)، قد ربطت بينَ الأكل وبينَ تقديم الحنان للطفل والتعبير عن فرحها بأنهُ أكلَ باحتضانه ومناداته بما يحبُّ من الأسماء وهكذا، يصبحُ الطعامُ أو عمليةُ الأكل هيَ أعمقُ دليلٍ لدى الشخصَ البدين على أنه محبوبٌ وآمنٌ وينعمُ بالحنان، وهكذا يصبحُ القلقُ المتزايدُ في حد ذاته دافعًا للأكل، ويصبحُ ما يلجأُ له الشخص البدينُ كلما يواجههُ المجتمعُ بأي شكلٍ من أشكال التهديد أو الرفض جاهزًا للجوء للأكل لأنهُ الدليلُ على أنه آمنٌ ومحبوبٌ.ثانيا: دور الشهية The Role of Appetite أو دور الاستجابةِ للمُشعِرات الخارجية Responsiveness to External Cues في التأثير على سلوك الأكل،ففي بداية البحث في هذا الموضوع بينت دراساتٌ عديدةٌ أن الشخص البدين يأكلُ استجابةً لشهيته أكثرَ مما يأكلُ استجابةً لجوعه، كما أنهُ يأكلُ استجابةً لشهيته أكثرَ مما يفعلُ الشخص النحيل، فعندما قورنَ الأشخاص البدينون بالأشخاص النحيلين في إحدى هذه الدراسات من ناحية كمية ما يلتهمون من الآيس كريم المقدم لهم بدرجات طعمٍ متفاوتة، وجدَ أن كميةَ ما يلتهمهُ الشخص البدين تزيدُ جدا إذا كانَ رأيهُ في طعم الآيس كريم الذي يأكلُه أنهُ ممتاز، بينما لم يظهر تأثيرٌ مماثل في حالة الأشخاص النحيلين، بل أن هناكَ ما يشيرُ إلى أن البدين ليسَ فقط أكثرَ قابليةٍ للاستثارة بالمشعرات الخارجية، بل هوَ أيضًا أقل استشعارًا للمشعرات الداخلية التي تنبعُ من داخل الجسم مثل الإحساس بالشبع، فكأن المسكين واقعٌ بينَ فكيِّ الرحى!