بسم الله الرحمن الرحيم
حكايتي بدأت عندما أنهيت الثانوية العامة حيث حصلت على معدل 88, لقد كانت رغبتي دراسة الهندسة المعمارية ,فقد درستها أختي قبلي فتعلقت بما يفعله دارسوا الهندسة المعمارية من مجسمات صغيرة وتخطيطات للمباني بالإضافة إلى الرسومات, فقد كانت تلك الأشياء تستهويني كثيرا وكنت مستعدة أن أعمل ليل نهار في الرسومات والمجسمات, ومما زاد من تعلقي انه تخصص ليس فيه الكثير من الدراسة, نعم يوجد( تاريخ العمارة,وإنشاء مباني,وفيزياء ,ورياضيات) لكنها مساقات متطلب كلية ولسنا نحتاجها في الدراسة على الأغلب.
إلى جانب محبتي للعمل اليدوي والتصميمات فقد ملت للتخصص لأنني أعاني كثيرا في الحفظ والاستيعاب ,ولقد قالها لي مدرسو المواد العلمية (الرياضيات) أنني بطيئة في الاستيعاب وأنا فعلا كذلك فالمدرس عندما يشرح الدرس لا أفهمه في أغلب الأحيان وإن فهمته فإنني أنساه بسرعة هائلة, بالإضافة إلى أنه يتملكني شعور رهيب بأنني لن أفهم شيئا, وأنني إن فهمت أحس بأنني لم أفهم مما يجعلني أعيد دراسة الشيء في نفس اللحظة أكثر من مرة.
وفوق كل هذا وهذا فأنا لا اركز وأشت كثيرا وأتخيل كثيرا, مما يجعلني أبقى ساعات وساعات بلا إنجاز في الدراسة,وحتى من المدرس فإن مجموع استفادتي منه لا يتعدى ربما 10 بالمائة.وإن كنت تغلبت على كل ذلك فإنني لم ولن أستطيع التغلب على مشكلة النسيان التي تضيع اكثر من نصف الجهد الذي أبذله على الدراسة.
ربما يفيدكم معرفة أن التردد موجود كثيرا في أمور حياتي وكذلك الوسوسة والشك.وقد تقولون كيف حصلت على هذا المعدل فالجواب أنني لم أرفع رأسي عن الكتاب وكنت أكرر دراسة المادة بدل المرة ثلاث. لكن المشكلة ليست هنا .
أبي أستاذ في الجامعة مما وفر لي فرصة التنافس مع أبناء العاملين في الجامعة على مقاعد محددة لنا أي أنني أضمن دخول هندسة العمارة وكذلك أضمن الصيدلة وتخصص دكتور الصيدلة كلها في جامعة العلوم والتكنولوجيا.
في البداية أخذت أستمع إلى اقتراحات الآخرين لكنني رفضت رفضا تاما تخصصا الصيدلة ودكتور الصيدلة لصعوبة الدراسة من جهة ولعلمي أنني إن دخلتهما سوف أبذل الكثير من الجهد والوقت لكي أصل الحدود الدنيا في المستوى الدراسي مما سيطغى على أي نشاط خارجي مقابل دراسة أنا أتعذب معها وان كنت قادرة على المضي بها.
ومع ذلك تعرضت لحيرة شديدة وقتها ففقدت الرغبة بالإصرار على هندسة العمارة خوفا من الإصرار على شيء لا يكون من مصلحتي, إلى جانب أنني لم ألقى أي تأيد قوي بل على العكس رفض أبي تسجيلي بها ربما لكلفتها المادية والفوضى التي تسببها في البيت والسبب الأهم أنه يريدني أن أصبح (دكتورة) صيدلانية وأنتم أدرى بنظرة الناس............بل هو السبب الوحيد إذ لو لم يكن لدي خيار سوى العمارة لما تردد أبي بتسجيلي بها. طوال فترة القبول وأنا مترددة مرة أقول نعم ومرة أقول لا.
وإن كنت سأسرد جميع المواقف التي حدثت في تلك الفترة فلن أنتهي......بالنهاية سجلت (دكتور صيدلة) ربما إرضاء لأبي وربما تجربة للتخصص لأنه ما يزال جديدا في بلدنا ولا يوجد خريجين (الدراسة 6 سنوات نصفها الأول مواد طب بشري وبعد ذلك نباشر في مواد الصيدلة مع تدريب عملي آخر سنة).
المهم أنه قبل صدور نتائج القبول تمنيت أن لا أدخل التخصص لكن الجواب كان ايجابيا ودخلت التخصص .فأخذت بإقناع نفسي بأنه الأفضل, وذلك ما حصل فقد اجتمعنا مع عميد الكلية ووضح لنا أمورا عديدة كنا نجهلها ,مما جعلني أراه والى هذه اللحظة تخصصا رائعا,ذو مستقبل باهر وهو فعلا كذلك .وبقيت على ذلك إلى بداية الفصل الأول ثم عادت إليَّ رغبة دراسة العمارة ففكرت أن أحوّل لكن شخصا أثق برأيه نصحني بألا أفعل ذلك لأنني سأخسر تخصصا رائعا فعدلت عن ذلك رغم أنني لازلت أفكر في العمارة وأشعر بالامتعاض كلما أرى أحدا من ذلك التخصص, وأحب أيضا فكرة الدكتور الصيدلاني (مع عدم استعداد لتحمل تبعات دراسته)وما زلت على ذلك حتى بدأ الفصل الدراسيّ الثاني (أي الآن).
فأنا أحس أن عليّ أن أحول لكن أحب تخصص دكتور الصيدلة ......لكن ...ما ذكرته سابقا من الصعوبات ......؟ بالإضافة أنني إذا حولت ستضيع عليّ سنة دراسية, لأنه لا يوجد مواد مشتركة لقد كنت قد قررت أن أحول رغم ضياع السنة وقد أعلنت ذلك لأهلي طبعا أبي رفض رفضا نهائيا لكنني لا أرى في ذلك عائقا الآن لأنني أدرك أن الإنسان لا يعيش سوى مرة واحدة وعليه أن يقوم بما يحب . ولكنني أحس بخوف, لأن التحويل في الفصل الصيفي وأنا الآن في بداية الثاني .
فماذا أفعل بهذا الفصل هل أسقط المواد وأجلس بالبيت (فكرة مخيفة). أم أتابع فقط لكي أمضي هذا الفصل لكن المواد الآن صعبة جدا (تشريح,علم وظائف الأعضاء ,بيولوجيا أنسجة (لا أخفيكم أنني أستمتع بهن أحيانا),كيمياء عضوية) وهذه المواد لا يمكن التعامل معها بسهولة ولو عبثا.
وأيضا أخاف من فكرة أمضاء الدراسة مع من هم أصغر مني . ويتراود على ذهني أحيانا بأنني لن أتزوج ربما لضياع سنة,ربما لأن زملائي (الشباب) اصغر مني سنا ,قد يبدو ذلك سخيفا ولكن ما يعززه أن الله ابتلاني بداء الصدفية والذي ينتشر على كل أجزاء جسمي حتى المواضع التي يندر وجود المرض بها ما أفكر فيه أنه ما الذي يجبر أي شاب على الزواج بمريضة الصدفية .
وما أفكر فيه هنا خصوصا في العملية الجنسية عندما يتلمس جسمي فأنه سيلمس نتوؤات الصدفية وهذا سينفره مني بالإضافة إلى أن مظهرها على جسمي (مناحي جمال المرأة) أيضا ينفر مني, أي يوجد تشويهات فالنظر إليّ لا يكون باستحسان .
المضحك بالأمر بأنني لو علمت بأن إنسان يفكر هذا التفكير لما قبلت به لأنني سأعلم بسطحيته ,ولكن هناك الكثير من هن أجمل مني وأوعى وأجمل خلقا ففعلا ما الذي يجبره. اعذروني لعدم ترابط أفكاري, اعذروني لزخم الهموم الذي أحمله,
ودلوني كيف لي أن أقرر تغير مسار حياتي وتحدي أهلي وأقاربي والناس الذين تعودوا على انسياب الأمور طبيعية ولو ظاهرا,فالإنسان لا يجب أني قرر قرارا غريبا مفاجئا ولو كان يتعذب. نهاية أشكرك جزيلا وأسأل الله أن يجزيكم ألف خير على مجهودكم ,وأرجوا منكم عدم نشر مشكلتي لأن تفاصيلها كلها تدل على شخصيتي.
أرجو أن تقولوا لي ,هل أكون مخطئة عندما أهمل رأي أغلب من هم أكبر مني (رأيهم على الأغلب بسبب النظرة الاجتماعية للتخصصات التي تحتاج إلى معدل عال, ولا ننكر أن مستقبلها باهر أيضا) أريدكم أن تعلموا أنني ربما أخسر بسبب التحويل لأن مستقبل تخصص دكتور الصيدلة أفضل (على وجه عام) أريدكم أن تعلموا أني خائفة من الندم
ملاحظات
أرجو عدم نشر المشكلة، أرجو عدم نشر الاسم ولا البريد الالكتروني أرجو أن يكون المجيب الدكتور وائل الهنيدي وإذا أمكن مجيبة أنثى |