إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   ميادة 
السن:  
15-20
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   لبنان 
عنوان المشكلة: قلق الفتاة المؤمنة .. متابعة2 
تصنيف المشكلة: نفسي عصابي قلق متعمم GAD 
تاريخ النشر: 11/09/2003 
 
تفاصيل المشكلة

قلق الفتاة المؤمنة .. متابعة ثانية


دكتور وائل, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... 
أنا صاحبة مشكلة
قلق الفتاة المؤمنة و قلق الفتاة المؤمنة متابعة، والله أدعو الله من كل قلبي أن يجعلك جار النبي في الجنة ....... 
في الحقيقة يا سيدي إن ما يحصل معك من الاستغراب هو نفس ما يحصل معي تماما, حيث أنني أعرف نفسي جيدا وأسعى لتطويرها ولكن أفاجأ بها وهي تتصرف هذه التصرفات.

في الحقيقة أول مرة جرحت نفسي كان منذ 3 سنوات والمرة الثانية والتي كنت مغتاظة بها جدا كانت في عيد الفطر الماضي, والمرة الثالثة كانت منذ شهر, هذه هي المرات فقط ولكن يا سيدي في كل مرة يزداد العنف وأصبح يائسة بشدة ولكن الأمر الذي يربط بين هذه المرات كلها هو عندما تطول فترة جلوسي في المنزل دون مدرسة أو جامعة والتحطيم النفسي شغال طوال الوقت من أبي وأمي والنقد واحتمل كثيرا حتى أصل لهذه المرحلة .....وبين المرات كلها أكون في منتهى القوة وضبط الأعصاب ..
 
إنني حقا يا سيدي أتمتع برجاحة عقل كبير وشخصية متزنة وفتاة عاقلة, وهذا ما تثبته لي الأيام عندما تكون قراراتي صائبة, وأخشى أنني أعاني شيئا من الممكن أن يتفاقم مع الأيام لذلك لجأت إليك.......وخاصة أنني أريد أن أستغل شخصيتي القوية والتي تمتلك هذه الصفات الإيجابية في خدمة الإسلام, لا أريد أن أقابل الله صفر اليدين, كما أنني أحاول استغلال الإمكانيات المتاحة أمامي الآن لمساعدة الآخرين, هل تفهمني يا دكتور وائل؟؟, وإنني لست واثقة من إمكانية ذهابي إلى طبيب نفسي لأنه ليس في مدينتي من يوثق به يا سيدي أبدا ومع أشد الأسف, ولكن أريد أن أسأل, ما الذي تعتقد أنه أدى بي إلى هذه العصبية الزائدة .؟؟....
 
هل هو الغياب الدائم للحب والحنان من جميع أفراد أسرتي والانتقاد الهدام لأي شيء وكل شيء, فأنا أغضب في هذه الحالة, عندما يوجه لي أحد أفراد أسرتي فقط سخرية ما أو انتقادا لاذعا بطريقة جارحة, إنني أعتقد يا سيدي أنني أملك شخصية حساسة جدا ومع الأيام ومنذ الصغر لا أتلقى غير الألم وأعيش معه ومع ذلك فإنني استغليت إمكانات شخصيتي بطريقة جيدة في الفترة الأخيرة وبدأت بتفجيرها ولكنني أريد الخلاص من هذا الغضب.
 
ولا أخفيك أنني أكون في أشد حالات الهدوء النفسي عندما أتعامل مع أشخاص لبقين وطيبين ويحبونني ..... والآن لقد شرحت لك كم مرة حصلت معي هذه الحالة وقد بدأت أسعى لتجنيب نفسي الوصول أصلا لحالات الغضب وأدعو الله وأذكر قوله صلى الله عليه وسلم لا تغضب, فهل تعتقد أن عدد هذه المرات يعطي مؤشر إيجابي على أنني أستطيع تجاوز الأزمة وحدي, إنني أحاول شغل وقتي والتفكير بمشاكل الآخرين والقراءة والاستماع للأستاذ عمرو ومطالعة إسلام اون لاين وهذا الموقع, ألا يمكن أن أستطيع معالجة نفسي أو تجاوز هذا الموضوع لأنني لاحظته وهو لا يزال في البدايات .......
 

أرجو يا سيدي أن لا أكون أرهقتك معي .... ووالله إنك نعم القدوة ....... وإنني أتطلع بشدة إلى أن أصبح مثلك ....... أكثر الله من أمثالك, وأرجو أن تتحمل تخبطي فأنا لا أزال في طور التربية وإنني أنا من تربي نفسها بمساعدتكم, لذلك ربما تجد بعض التناقضات في كلامي, ولكن والله أنا إنسانة جيدة ولطيفة وأحب الخير للآخرين ..... جزاك الله عني كل خير ورزقك كل ما تحب في الدنيا والآخرة.
 
11/09/2003

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك، الحقيقة أن إفادتك الأخيرة تلك طمأنتني تماما عليك، فأن تحدثُ تلك النوبات ثلاثة مرات على مدى ثلاث سنوات، يعني أن لا داعيَ إطلاقًا للقلق حتى ولو كنت تلاحظين زيادةً في العنف لأن هذه الزيادة غالبًا ما ستكونُ متعلقةً بقسوة الموقف أكثر من تعلقها بتطور لحالةٍ معينة.
 

وأما تعلق ذلك بطول فترة بقائك في المنزل دون مدرسةٍ أو جامعة، وما تعانينه من تعليقات محبطة ومحطمةٍ من الوالدين سامحهما الله فإن ما أريده منك هو ألا تسمحي لنفسك بالفراغ، عليك أن تشغليها دائما أثناء الإجازات، وأنت بالفعل تشغلينها كما فهمت من إفادتك السابقة، وأما تعليقات والديك فعليك أن تهتمي ببناء نفسك وأن تعتبري كلامهما إنما يعبرُ عن مشكلةٍ تخصهما هما وليس ما يقولانه لك أو عنك صحيحا وأنت تعرفين ذلك يا عزيزتي.
 
وهكذا زال اللبس والغموض الذي كان يكتنف إفادتك الثانية
قلق الفتاة المؤمنة متابعة، وأنا سعيدٌ بذلك، ولم أعد أرى ما يدعوك لزيارة الطبيب النفسي أصلا، ولا أظن أنك تحتاجين للخلاص من الغضب إلا إلى بعض تدريبات الاسترخاء التي ستجدين كثيرًا من الكتب عنها فهي أحد أساليب العلاج السلوكي التي نحاول أنا وأخي الدكتور أحمد عبد الله ، تطبيقها مع المسلمين من خلال إطالة مدة الوقوف والركوع والسجود في الصلاة،
 
ولعل في الحديث الشريف التالي ما يشيرُ إلى أهمية الاطمئنان في الصلاة بحيثُ يسترخي المصلي وتخشع جوارحه: عن أبي هريرة رضيَ الله عنهُ قالَ: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم افعل ذلك في صلاتك كلها) صدقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.رواه البخاري ومسلم وابن ماجة
 
وأنت إذا وفقك الله واستطعت بالفعل أن تصلي إلى القدرة على إدخال نفسك في الاسترخاء بسهولة فسيكون الخلاص من نوبات الغضب سهلاً عليك،فأنا أنصحك بأن تبحثي عن أحد الكتب أو الكتيبات التي تتناول هذا الموضوع وتبدئي في محاولة تطبيقه وتوافينا بخبرتك في هذا الموضوع، وأعتقد أو أوقع أنك ستكونين بهذا في نهايات المشكلة وليس في بداياتها كما تخافين، كما أن قلة عدد النوبات يعني أن الأمر أصلا لا يمثل اضطرابا يستدعي القلق، فاطمئني يا صغيرتي، وتابعينا بأخبارك.

 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي