السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية أتقدم لكم بالشكر الجزيل راجيا الله سبحانه وتعالى أن يتقبل عملكم هذا ويجعله في ميزان حسناتكم. حقيقة أنا شاب عمري 34 سنة منّ الله عليّ بالالتزام بدينه، تربية في بيت محافظ وعائله ميسورة جدا والحمد لله درست جميع مراحل الدراسة وأنا بين أهلي ثم ذهبت للدراسة الجامعية في أمريكا وحفظني الله بحفظه وأنهيت دراستي الجامعية وخلال هذه الفترة كنت أرغب بالزواج من فتاة في العائلة فخطبتها وأنا بالسنة الثانية بالجامعة وتزوجتها بعد تخرجي من الجامعة بأربعة أشهر وبدأنا حياتنا والحمد لله بسعادة تامة وقدر الله أن تصاب زوجتي بداء السكري مع أول حمل واستمر السكري معها ولم يعكر ذلك من صفو حياتنا حيث كانت تأخذ العلاج اللازم واستمرت وفي شعبان من عام 1422هـ بدأت تشكو من ألم بالرأس فبدأنا نراجع الطبيب ويعطينا الأدوية اللازمة ولكن وحتى قبل نهاية رمضان من ذلك العام كان يأتيها صداع يدعوها للبكاء من شدته فطلب الطبيب صورة رنين مغناطيسي للرأس فتبين أن هناك ورم والحمد الله حميد بالتجويف الثالث من الدماغ ويجب استئصاله وهذا يحتاج لعملية جراحية دقيقة جدا ويحتاج إلى فترة من الراحة وحيث أني أعمل بالخليج (وكانت عادتي أن أذهب في إجازة العيد للبنان حيث يقيم أهلي وأهل زوجتي وذلك لأن زوجتي كانت لا تستطيع الصيام في رمضان مما ينعكس سلبا على نفسيتها فيرتفع معها السكري وعندما نذهب بالعيد ونرجع تتحسن نفسيتها ويستقر معها السكري) ففي هذه الأجازة استشرت والدي وإخوتي ماذا أفعل هل نقوم بإجراء العملية في لبنان أم في الخليج؟ فالجميع أجمع على عملها بلبنان وحيث أن العملية ستكون بعد أجازة العيد اضطريت للسفر لعملي والعودة لبيروت قبل العملية بيوم لأبقى بجانب زوجتي في مثل هذا الوقت الحرج فأجريت العملية في أرقى المستشفيات وجلست زوجتي أسبوعين بالمستشفى ولم أغادر إلى عملي في الدولة الخليجية إلا بعد أن اطمأننت بأنها خرجت من المستشفى فبدأت معاناتها بأنها فقدت الذاكرة الآنية وطمأننا الطبيب بأن هذا الوضع طبيعي ومع أدوية منشط الذاكرة سوف تعود الذاكرة لطبيعتها لم أترك طبيبا في أي مكان بالعالم أعلم أن لديه علاجا للحالة إلا طرقت بابه وكلفني ذلك من الجهد والفكر والوقت والمال الكثير ولكن لم أشعر ولو للحظة بالندم على ذلك وبدأت حالتها في تذبذب فتارة تتحسن وتارة تسوء حتى أنها فقدت اهتمامها بمن حولها بما في ذلك الأولاد فالأولاد برعاية جدهم (والدي) (حيث أن زوجتي تعيش عند أهلي والسبب بأنها تعيش عند أهلي لأن بيتنا كبير وفي منطقه قريبه من المدارس وأشهد الله بأن والدي ووالدتي يرعيانها كما يراعيان بناتهما وقد لا أكون مبالغ إن لم يكن أكثر وهذا بشهادة الغريب قبل القريب). قررت في هذا الصيف من بدايته أن آخذ زوجتي وأولادي معي لكي نجرب إذا كان بالإمكان أن نعود لحياتنا الطبيعية إلى حد ما (حيث أني عشت هذه الثلاثة سنوات وحدي وأنا أنتظر على أمل أن تشفى زوجتي بالكامل) وفعلا حضرنا إلى الدولة الخليجية واستطعت تسير أموري بصعوبة ولكن ذات يوم رجعت إلى البيت فلم أجد اثنين من أبنائي فكنت قد أحضرت معي الغداء فسألتها عن الأولاد فقالت هم عند الجيران فذهبت لأناديهم فتفاجأت بأن الأولاد لم يكونوا عند الحيران رجعت وسألتها مرة أخرى فقالت لا أدري فلم يبقى لدي أعصاب وذهبت أبحث عنهم في كل مكان حتى وجدتهم. ومع كل ذلك بقي عندي بصيص من الأمل وسجلت أولادي بالمدرسة وأنا أعلم أن وجودهم عندي ستكون مسؤوليتهم كاملة ملقاة على عاتقي فقبلت مقابل أن تبقى زوجتي وأولادي بجانبي وفي نهاية الصيف وقبل بدء المدارس بشهر ذهبنا للإجازة وكان من عادتي أن أرسل زوجتي وأولادي بالطائرة مباشرة للبنان قبلي بيومين وأذهب أنا بالسيارة لكي لا يتعبوا بالسفر وبالفعل ذهبوا وذهبت أنا بعدهم بيومين ويوم وصولي لاحظت على ابني الثاني ورما في خده أخذته للطوارئ وكانت المفاجأة بأنه مصاب بداء السكري وكانت القراءة عنده عالية جدا فاقت الـ 800 فرجعت لأعيد حساباتي هل أخذهم معي أم أبقيهم بلبنان؟ فبدأت بالتفكير بمبدأ الربح والخسارة بالنسبة لابني ووضعه حرج لا يحتمل أي مجازفة أو مخاطر فما كان مني إلا أن قررت إبقائهم لوجود الأشخاص الذين يستطيعون العناية به. أنا على هذا الحال منذ ما يقارب الثلاثة سنوات أذهب للبنان في السنة من 5 – 6 مرات فبدأت التفكير بكل جدية بأن أتزوج زوجة أخرى بشرط أن نعيش سويا في بيت واحد أنا وإياها وزوجتي الأولى وأولادي. أشار علي الكثير من الأحباب والأصدقاء والأقارب بالزواج منذ الشهور الأولى من مرض زوجتي فلم أقبل الفكرة حيث أني دائما كنت أقول هي ستشفى تماما خلال ستة أشهر إن شاء الله وبقيت مصمما على عدم الزواج إلى أن بدأ أصحاب الرأي من الأقارب والمعارف والأصدقاء من أصحاب الخبرة بالمشورة علي بالزواج وإقناعي بأن الله أحل الزواج من ثانية لحل مثل مشكلتي وزواج من ثانية لا يعني بأنك ستهمل الأولى بالعكس تبقى على احترامها وتقديرها وتسأل الله دائما لها الشفاء. قد يكون جميع من أشاروا علي يحملون عاطفة ما تجاهي فما آمله منكم بأن تنصحوني وتعطوني رأيكم مجرد من أي عواطف وإذا كان رأيكم الزواج فأريد من واقع خبرتكم بأن تنصحوني في كيفية الاختيار. أعزائي يا من أحببتهم بالله في موقع مجانين أعتذر عن الإطالة ولكن حاولت قدر المستطاع الاختصار . أرجو منكم عدم نشر قصتي على موقعكم للعامة ولكم مني كل التقدير والاحتراموجزاكم الله خبرا.
الأخ الكريم: أدعو الله سبحانه وتعالي أن يعينك على ظروفك وأن ييسر لك أحوالك، والحقيقة أن مشكلتك وتساؤلك حيرني بالفعل، فلو كانت رغبتك أن تتزوج بعد هذه السنوات لتجد من تؤنسك في غربتك؛ وعلي أن يبقى أولادك وأمهم في رعاية والديك مع استمرارك في رعايتهم وزيارتهم لكنت وافقتك على الفور، ولكنك تريد أن تأتى بزوجتك الجديدة لتتحمل عبء زوجتك الأولى وأولادك منها، وهي مسئولية عظيمة لا تتحملها إلا امرأة قوية وصلبة وتتمتع بالإضافة لذلك بإيمان قوى وتقوى ومراقبة لله لا تتبدل ولا تتغير تحت أي ضغوط أو نوازع وأهواء للنفس، تحتاج لامرأة عندها يقين ثابت لا يتبدل وإيمان راسخ لا يتحول حتى تستطيع أن تقوم بواجب رعاية زوجتك الأخرى وأولادك منها وحتى تجد سيدة بهذه المواصفات يمكنك أن تفكر في أحد الحلول التالية: • يمكنك أن تستقدم زوجتك وأولادك على أن يتواجد معهم في فترة غيابك في العمل امرأة عاملة يمكنها أن تعتني بالأولاد ويفضل أن يكون عندها خبرة بالتمريض حتى يمكنها أن تعتني بصغيرك المريض. • لا أدرى هل أمر رجوعك للعمل والإقامة في لبنان يمكن أن يكون حلا مطروحا بحيث تكون بجوار أسرتيكما ليشاركا في رعاية أولادكما. • يمكن أن تتزوج من امرأة لتقيم معك في الغربة على أن تستمر في رعاية زوجتك وأولادك والسؤال عنهم وزيارتهم باستمرار. أما إن لم يروقك أو يتيسر لك أي من الحلول التالية فيمكنك حينها أن تبحث أمر زواجك من أخرى لترعي أولادك، ولكن يفضل أن يكون لكل من زوجتيك حياتها المنفصلة (شقتين في نفس المنزل مثلا)، ولكن هذا الأمر يحتاج منك لبحث وتدقيق واجتهد أن تعرفها بأولادك قبل الزواج حتى تتأكد من تقبلها لهم وتقبلهم لها. أخي الكريم: أدعو الله سبحانه أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يصلح لك زوجتك وأن ينعم عليها بالشفاء.