من أنا؟ : قلق الهوية الجنسية . *من أنا ؟ قلق الهوية الجنسية: متابعة*الأخ محمد :السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهشدتني رسالتاك وقرأت رد الزميل العزيز د.محمد المهدي عليهما، ولى رؤية تختلف في بعض الجوانب عن رؤية د. محمد الذي أكن له كل تقدير واحترام وحب وأعتقد أنه يعرفني جيدا وان كنت لم أقابله منذ سنوات طويلة وربما يتذكرني حين يرى اسمي وأعتقد أنه يرى معي أنه لا مانع من اختلاف الآراء مادامت تصب في مصلحة المريض.من خلال رسالتيك* أرى أنك رجل اضطررت في بعض فترات حياتك إلى أن تأخذ دور الأنثى في بعض الأمور الحياتية، سواء لإرضاء أمك أو كرها لأبيك وأخيك الأكبر وليس لرغبة داخلية تحس معها أنك لا تنتمي لهذا الجنس الذي خلقك المولى عز وجل في صورته فأنت لم تشعر بميل لأن تكون فتاة فقد قمت بالأعمال المنزلية إرضاء لأمك، واضطررت لصحبة الفتيات من بنات الجيران لعدم وجود فتيان، وحاولت تنعيم صوتك كرها لجنس الرجال الذي يتمثل في أبيك وأخيك وأيضا للصورة البشعة التي صورها لك صديقك عن العلاقة بين الرجل والمرأة، وتمنيت أن تصبح فتاة لحبك للضحية التي هي أمك وعدم الرغبة أن تصبح جلادا مثل أبيك أما عن هواياتك الرقيقة وجسدك النحيل وتأخر ظهور علامات البلوغ على جسدك فهي من الأمور التي تحدث في كلا الجنسين ولكنها ساعدت في اضطراب صورة الهوية الجنسية عندك ولكن الأمر لم يصل إلى درجة التخنث فأنت لم ترتدي ملابس فتيات ولم تحاول أن تظهر جسدك بصورة مثيره للفتيان، ولم تفكر في وضع مساحيق للتجميل على وجهك كما تفعل الفتيات وكما ذكرت فقد كنت تثار لرؤية فتاة تبدى بعض مفاتنها . وأصبحت الآن لا تميل لأي من الجنسين مما زاد حيرتك . ولا أرى أن محاولة تقبل الأمر الواقع وهو كونك رجل ولو بالإكراه وتنمية هذا الشعور فقط رضوخا للواقع ومسايرة للمجتمع، سبيلا لأن تعيش حياة نفسية سليمة. فلابد من عدة خطوات حتى تقبل نفسك بهذه الهوية بحب واعتزاز وايجابية. أولا: أن تنمى علاقاتك بأبيك وأخيك, بأن تحاول أن تجد في نفسك لهما شيئا من العذر فيما كانا يفعلانه بك أو بأمك والشعور بالعذر لا يعفي الإنسان من المسؤولية عما ارتكب من أخطاء ولكن يخفف من الإحساس بالنقمة عليه لكونه بشرا فيه من الضعف ما هو فينا جميعا, والتماس بعض العذر للآخر يؤدى إلى الإحساس بالرحمة تجاهه وبالتالي فتح السبيل لإقامة جسور الحب والود والتواصل معه. زد على هذا أن صلتك بأبيك وأخيك ليس فقط مطلبا علاجيا لك ولكن أيضا مطلبا دينيا فهو صلة للرحم التي كرمها المولى عز وجل وجعلها مرتبطة بالصلة به سبحانه وتعالى . ومثل هذه المشاعر تستطيع أن تنميها الآن فأنت لم تعد تنظر إلى الأحداث نظرتك إليها وأنت صغير وأصبحت أكثر عقلانية وأقل عاطفية. ثانيا: أن تنمى علاقاتك بجنس الرجال ويتأتى هذا بالأعمال الآتية :1- البحث في المجتمعات المحيطة عن شخصيات رجالية تتصف بالأخلاق الحميدة والقيم النبيلة والسعي لمصادقتهم والانتماء لمجالسهم والاقتداء بهم.2- الاهتمام بممارسة الرياضة البدنية بصفة منتظمة ويفضل الرياضات التي تبنى الجسم وتظهره في مظهر رجولي متناسق.3- أن تهتم بمستقبلك المهني وتسعى لتحقيق ذاتك واستقرارك المادي وأن تركز تفكيرك في هذه الأمور.4- أن تتكلم على طبيعتك ولا تهتم بمدى خشونة صوتك ولا بمن يعلق على مثل هذه السفاسف ثالثا : أن تصحح نظرتك إلى الممارسات الجنسية:فالمولى عز وجل كرم بني آدم وشرفهم وميزهم على سائر خلقه بأمانة الخلافة في الأرض، ومن رحمته بنا وحبه لنا جعل مع كل تكليف متعه، حتى لا نسأم التكاليف، ومن أعظم التكاليف، عمارة الأرض، وهى لا تكون إلا بالتكاثر، وهذا الأمر عند البشر له مقدمات وترتيبات وأوضاع تختلف اختلافا كبيرا عن غيره من الكائنات ، ومما يجعلنا نفخر بديننا أن الشرع الحنيف لم يغفل هذا الأمر وقد وردت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة بأوضح بيان وأوجز تعبير وبغير خدش لحياء الإنسان، ولو مارسها بضوابطها الشرعية لكانت له صدقة كما ورد في الحديث الشريف رابعا: أن تؤجل موضوع الارتباط بفتاة حتى تحس بداخلك بتنامي مشاعر الانتماء والاعتزاز بكونك رجلا وأيضا حتى تحس بتنامي مشاعر الرغبة في الجنس اللطيف بعد أن كادت تموت داخلك ولا تخشى من عدم نموها لأنها فسيولوجيا كامنة داخلك ومع التركيز في النشاطات الذكرية سيزداد إفراز الهرمون الذكرى وبالتالي سيؤدى إلى تنامي الأحاسيس بالرغبة في الجنس الآخر.خامسا: أن تستعين بالله عز وجل وتسأله بإخلاص أن ينمى داخلك تلك المشاعر حتى تؤدى دورك تجاه نفسك ومجتمعك ودينك. وقد ذكرتها خامسا حتى تكون مسك الختام. وأرجو أن تتابعنا بأخبارك.د.طارق شبانه أخصائي أمراض نفسية26/4/2005
أخي العزيز الدكتور طارق شبانه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكركم على مداخلتكم وإضافتكم القيمة, وهذا ليس غريبا على شخصكم الكريم, وأتمنى أن يدوم تواصلنا على هذا الموقع سعيا وراء مساعدة إخواننا وأحباءنا الذين يلتمسون لدينا المشورة. وقد أضفتم أبعادا قيمة في ردكم أتمنى أن تضئ الطريق لصاحب الاستشارة من أنا ؟ قلق الهوية الجنسية: متابعة وأن توسع إدراكه للمشكلة وتتيح بدائل وطرائق متعددة للخروج من الأزمة التي يعانى منها, وهذا كله من أهداف الموقع, خاصة حين تكون الإضافة من متخصص له خبرته الطويلة مثلكم. مرة أخرى نرجو دوام التواصل, وتقبل خالص شكري وتحياتي, وتحيات أسرة الموقع, وأقترح عليك وعلى الأخ العزيز الدكتور وائل أبو هندي أن تنضم إلى مستشاري الموقع.