الابنة الكريمة؛ لا يحتاج الأمر إلى اجتماع تشاوري ولا إلى استنفار جماعي للفريق لنتداول في مشكلتك.. أنت مشوشة ومضطربة التفكير من كثرة ما أنت فيه من ضغوط، والتفاصيل التي تذكرينها ليس لها تفسير أو تحليل غير أن والدك "مريض"، ومرض أبيك إما أنه يقتصر على اضطراب عميق في شخصيته أو يشمل بالإضافة إلى ذلك أمراضا وأعراضا أخرى، ولا سبيل أمامكم سوى الدخول في معركة مدروسة للخروج من هذا البيت المسموم، الأمر الذي أرى أنه تأخر كثيرا لأسباب غريبة وغير كافية، وإن كانت مبرراتها شائعة في مجتمعاتنا، وفي مثل حالتكم. الشكل الوحيد الذي يبرر الاستمرار في هكذا بيت، ومع أب كهذا هو عدم الاستطاعة على الاستقلال المادي عنه، فإذا توافرت هذه القدرة –ولو في حدها الأدنى– فلا بديل عن الخروج، وليقل عنك أو عن والدتك ما يشاء، وهذه معركة قد تتضمن مواجهة في القضاء وغير ذلك، ولا عبرة فيها بما يمكن أن تسببه هذه المواجهة من "فضيحة"، أنت تتحطمون يا ابنتي منذ سنوات وتتدمر نفسياتكم، وحياتكم نفسها" في خطر بصحبة إنسان مختل وشرير، ومنافق شيطان كما تصفينه، فما موضوع الولولة وكثرة الكلام حول الأب الذي كان أن ينبغي.. كذا وكذا، أو كان من المفروض.. كذا وكذا.. هذا كلام لا طائل من وراءه، وتفاصيل عديمة القيمة، وجهد ووقت ضائع في الكتابة والقراءة، وهذه ليست فضفضة، هذا تضييع وقت فيما لا يجدي، والأهم والأولى أن نفكر معا في خطة العمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حتى لا يضيع المزيد مما ضاع بالفعل، وهو كثير. بدلا من البكاء والأحلام المفزعة، والدموع الصامتة، وقلة الحيلة، والاكتئاب والإحباط والتعاسة التي هي خبزكم اليومي، تحتاجين أنت وأمك بمشورة خالك لتدبير أمور رحيلكم وربما ترحلين أنت وأختك أولا ثم تبقى الوالدة لفترة حتى يرحل معها إخوانك، الأولاد مثلا، أو غير ذلك مما تتفقون عليه من إجراءات وخطوات. هذا الأب –كما تصفينه– مريض، وفضحه واجب، ولا مفر من مواجهته ولا موضع هنا لتفكير الأبله من قبيل "لن نخبر أخوتي، ولن نفضح أسرار بيتنا.. إلخ" عن أي بيت يا ابنتي تتحدثين، ومن أية فضيحة تخافين؟! خوضوا معركتكم ونحن معكم وتابعينا بأخبارك. * ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا بك على مجانين، اضطررنا بعد تجهيل البيانات لعرض المشكلة نظرا لتعبيرها بوضوح عن حالة التفسخ القيمي التي تعيشها مجتمعاتنا مع الأسف، ولست أدري هل لما تعانين مع هذا الأب علاقة بالعراق الحر الذي وصفنا حاله من قبل في إجابة زمن المحمول: في العراق (الحر): كل واحد حر، وأحيلك لبعض من نماذج الأسر العربية في القرن السائل الذي نعيش فيه وكلها من على استشارات مجانين:والدي: نِكَديٌّ ظالم، ويحب الفشْر! متابعة بيتنا....دعارة....فماذا أفعل؟؟؟ بيتنا دعارة...عليك بالليل: مشاركة أنقذوني..عمي يتحرش بأختيأبي: قنوات جنسية للفجر ثم يؤم الناس
لكنني أحسب السكوت أمرا لا يصح ولا تحت أي مبرر فنفذي ما نصحك به مجيبك الدكتور أحمد عبد الله وتابعينا بالتطورات.