إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   سين 
السن:  
30-35
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   الامارات 
عنوان المشكلة: الطلاق: ذلك أبغض الحلال 
تصنيف المشكلة: نفسي عائلي: زواجي Marital problems 
تاريخ النشر: 10/08/2005 
 
تفاصيل المشكلة

 
الطلاق - ذلك أبغض الحلال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

تأخرت في إرسال مشاركتي بسبب امتحاناتي في الجامعة التي أقدمها في هذا العمر المتأخر، فمازالت أحلامي كثيرة وإن كانت الظروف منعتني بالسابق، ولكني مصرة على تحقيقها حتى ولو في آخر العمر، المهم رغبت في مشورة منكم بكارثة أشهدها الآن في هذا المجتمع الطيب الذي أعيش فيه، فأنا لا أعرف ما الذي دهاه ؟؟؟ ولا أعرف ما الذي يجري به ؟؟؟ أتحدث الآن عن نسب الطلاق المرتفعة جدا هنا ؟؟؟؟ لماذا يحدث هذا في مجتمع تقل فيه نسب الفقر ؟؟؟ في مجتمع يستطيع الشباب الزواج بيسر وبسن صغيرة مقارنة مع المجتمعات الأخرى؟؟؟

لقد ثبت رسميا أن الطلاق في هذا البلد الذي أعيش فيه هو الأعلى بالمنطقة، لقد سألني
الدكتور أحمد عبد الله عن البيوت التي تتفرغ فيه المرأة للتربية فقط وشؤون البيت، وأخبره آني الآن لا أعرف فالطلاق موجود حتى في هذه البيوت أيضا؟؟؟ هل فقدت المرأة المهارة في إدارة بيتها أو مملكتها كما يسمونها؟؟؟

ولماذا تريد ترك هذه المملكة؟؟؟ ما أثار هذا الموضوع عندي هو أنني اعتقدت أن الطلاق يحدث فقط لغير المتدينين، طبعا المتدينون هم الذين يحافظون على صلواتهم الخمسة ويبعثون أطفالهم لتحفيظ القرآن (أعرف أن التدين أكثر من هذا ولكنا عادة نحكم على الأشخاص بهذه الطريقة الساذجة) لا يحدث الطلاق في أسرهم أبدا، ولكني يجب أن أراجع الكثير من المفاهيم الموجودة عندي، لقد حدث الطلاق أمامي بين زوج وزوجة يوصفان بالتدين والطيبة والغنى المادي، الزوجة طيبة ومجتهدة وجامعية خريجة أحد كليات الشريعة أعرفها منذ أيام الطفولة في المدرسة وكنا جيران لبعض الوقت أيضا، عائلتها معروفة وغنية يذهبون للحج كل سنة، والزوج بنفس المواصفات تقريبا وأعرف عائلته بنفس مواصفاتها تقريبا، هناك تكافؤ في كل شيء حسب ما أعتقده، لماذا حدث الطلاق بين هذين الشخصين؟؟؟ طبعا الزواج دام لمدة 12 عاما وهناك أطفال، هل هو عدم اهتمام بالأسرة؟؟؟

أخبركم بما أعتقده هو عدم وجود تواصل بين أفراد الآسرة الصغيرة والسبب هو كثرة الخدم فأنا اقرأ في جريدة رسمية أن (10% ) من طلبة المدارس الحكومية في مختلف المناطق التعليمية في الدولة يعانون من مشكلات وصعوبة في النطق واللغة وأرجع موجه برامج علاج النطق في وزارة التربية العوامل الرئيسية شيوع عيوب النطق واللغة لدى طلبة المدارس إلى ازدواجية اللغة لدى الطفل منذ السنوات التكوينية الأولى لاكتساب مهارات اللغة لديه خصوصا السنوات الخمس الأولى من عمره بسبب وجود الخادمات في المنازل والزواج من الأجنبيات، فهذا الطفل يتعامل مع المربية والخادمة الآسيوية أكثر من تعامله مع والديه، وتتعامل الأم مع خادمتها التي تبقى بجانبها طوال اليوم أكثر من تعاملها مع زوجها وأطفالها وهذا ينطبق على الزوج أيضا، فإذا طلبوا يطلبون من الخادمة وإذا سألوا سألوا الخادمة، فلا داعي لإزعاج بقية أفراد الأسرة فالخدم كثيرون وهم تحت إمرتهم بدون أسئلة كثيرة عن لماذا وكيف؟؟

يتحدثون عن مكتسبات المرأة الخليجية هنا وهي مكتسبات اقتصادية وسياسية، وأتساءل أنا عن ما فائدة هذه المكتسبات للمرأة أو للرجل إذا تحطمت الآسرة وتشرد الأبناء بين المطلقين؟ عندنا أكبر برج وأكبر مركز تسوق وأكبر ميناء وأفضل خدمات في العالم ممكن أن تتوفر للمواطن وللوافد، ولكننا يبدو أننا نفشل في الحفاظ على تلك الأسرة الصغيرة (زوج وزوجة وأطفال).

هناك مشاريع جبارة للنهوض الاقتصادي وجذب المستثمرين، ولكنني إلى الآن لم أجد مشروع واحد كبير يحاول حل مشكلات الأسرة والحفاظ عليها، طبعا لان هذه المشاريع لن تجذب المستثمرين أبدا فلا داعي لمثل هذه المشاريع، وتكفي المطلقات الرواتب التي يحصلون عليها من وزارة الشئون الاجتماعية وما يقوم به مشروع صندوق الزواج من حل لبعض هذه المشكلات، فهذا ليس من أولوياتنا !!!!

المهم المشاريع الكبيرة ذات المردود الاقتصادي للدولة وهذا ليس خطأ أبدا ولكن أتمنى أن لا يكون على حساب أسرنا، فهل ننتظر تدخل أمريكا لإصلاح أسرنا كما أنها الآن تتدخل وتتهم بعض دولنا أنها تتاجر بالرقيق بسبب وجود تلك العمالة الآسيوية الكثيفة في هذه الدول، لا أريد أن أرى هذا اليوم فنحن نعلم ما هي المشكلة أو ربما لا نعلم؟ أعود لصديقتي اسألها على استحياء عن سبب الطلاق تخبرني والحزن بادي على وجهها لعدم التوافق؟

أعود لأسألها باستغراب عدم توافق دام 12 عاما ؟ أخبرها عن اعتقادي أن السبب هو الخدم وأن عليها أن لا تيأس من إصلاح الأمور مع زوجها فالبيت يوجد فيه مربية وخادمتان وسائق وخادم يعتني بالحديقة هذا كثير، ينظرون إلي باستغراب واستنكار ولكن الأطفال بحاجة إليهم ولا تستطيع الأم لوحدها القيام بالمهمة فنحن بشر !!! اسكت الآن فالتدخل في هذه الأمور ليس مباحا هنا حتى ولو كان من أجل صديقة حميمة !!!
24/06/2005  

 
 
التعليق على المشكلة  


راجعت سنك أكثر من مرة وتأكدت أنك دون الثلاثين .... وهذا يجعلك تسبقين أجيالا كاملة برسالتك هذه .. فلم نعد نرى من يهتم بتحليل الظواهر الأسرية الحقيقية .... سوى العجائز أمثالي أما الشباب في مثل سنك وأكبر قليلا فتحليلاتهم تنصب عادة على كم الاستمتاع والحرية في الحصول على المتعة حتى بالطلاق

وفاجأتني بعض أسئلتك فإن انعدام الفقر ليس مبررا لعدم ثبات أركان البيت ففي بلادنا يعيش الفقراء أحيانا حياة أكثر استقرارا لولا لقمة العيش .....

وتتساءلي هل فقدت المرأة مهارتها في إدارة البيت .... وأقول لك حسب تصوري : بل فقدت المرأة إحساسها بقيمة البيت ... ليست المرأة وحدها الرجل أيضا .... أصبح البيت هو القيمة الغائبة في منظومة الزواج مع أنه أساسها ... كنا نرمز للزواج بقولنا :

بيت وأولاد .... ثم ظهرت صور أخري للرمز ... وهي حقيقية ولكن رفعنا قيمتها فوق قيمة البيت والأولاد : مثل الاستمتاع ... العلاقات الحميمة .... الصداقة بين الزوجين .....

هذا رأيي وقد لا يعجب كثيرين ... ولكني أعتقده وأعتنقه .. وأجرى وحسابي على الله

لقد ضاعت كان هناك في قيمة البيت ... هذا المكان الذي يضم رجلا وامرأة وأولادهما وبالتالي يصبح رمز لتوحدهم وملجأ لصغيرهم وكبيرهم ... وملاذا وراحة وسكنا, أسقطناه من الحسبان في شركة الزواج .... وأصبحت النساء قبل الرجال إذا لم تجد كل ما تتمنى... أو لو شعرت أن بينها وبين رجلها سدود أو موانع أو مسافات ..... وجدت أنه لا داعي لاستكمال المسيرة ولتبحث عن التوافق والانسجام في مكان آخر
 يوم من الأيام من يفكر أو يقول: بيتك وأولادك هي الحياة إيه يا بنتي غير كده .. استحملي ....وأجرك على الله نصيبك كده

أما الآن فالفكرة غير والقول هو: حياتك ومستقبلك ... أعصابك ... الفتنة ... العفة ..... الضغوط .. لماذا أنا أتحمل ؟؟؟؟ من حقي أن أسعد ...قدري اصنعه بنفسي .... انتهى عهد الخضوع...

كانت ليلى مراد تغنى:
بيتنا وحشناه ووحشني هواه ... ويمين بالله ... والعيش والملح وعشرتنا ... ما تهونش علينا محبتنا ولا نقدر على نار فرقتنا وحانرجع ومسيرنا لبيتنا

أرأيت إلى أي مدى كان البيت كائنا له وجود .. وروح ؟؟
وبالتالي فإن فقدان قيمة البيت ووجوب المحافظة عليه بما أنها ليس في المحرمات ولا حتى المكروه فيتساوى فيها المتدينون وغيرهم!، صحيح أنهما إن يتفرقا يغن الله كل من سعته ... سبحانه وتعالى... ولكن الفرقة أصبحت أيسر من الصبر والتصبر..... وأصبحنا نحتاج لأسباب ومسببات للبقاء معا غير أن يكون لدينا بيت فيه وأولاد

.... تقول واحدة من مطربات هذا الجيل:
إيه يعنى فارقني ولا رجع لي .... ليه فاكر إن الدنيا في بعدك ما فيهاش ولا قبلك ولا بعدك ... ده أنا بك من غيرك مش فارقة
صحيح هي تغني غالبا لصاحب ولكن انظري للمعنى .... للمضمون

أوافقك الرأي أن وجود الخادمات عامل لا يجب إغفاله حين نبحث عن أسباب الطلاق فهي بالتأكيد تغني الزوج عن زوجة لأنها تقوم بكل شيء .... كانت نصيحتي لابنتي يوم زفافها: حذار أن يعتاد الاستغناء عنك ... ليس من باب الدلال أو الهرب من تعب العمل أن تجعليه يساعدك لدرجة أن يقوم بمهام نفسه.. سيصبح في يوم من الأيام قادرا على الاستغناء عنك وهذا ليس من الذكاء .... بقليل من التعب والصبر يصبح ابنك الذي لا يقوى على الحياة بدونك وتصبحين نسيم حياته وسنده وعكازه

هل ذهبت بعيدا عما كنت تبحثين عنه ..... لست متأكدة ... هل تحتاج البيوت إلى مشاريع عملاقة وقد كانت تدار بكل كفاءة بنساء أميات أنجبن عباقرة بفطرة الأنثى السليمة

لنا الله هو الهادي إلى سواء السبيل 

 
   
المستشار: د.نعمت عوض الله