هل أنا حمقاء؟أريد إجابة صريحة من جميع أعضاء عذب الكلام.....سأكتب شيء في داخلي وأريد الحكم بدون مجاملة ....... إنني يا سادتي ..عشت وحيدة، صحيح عشت وسط أبي وأمي ولكن أبي من النوع ..البارد...وأمي من النوع الحنون العصبي.....فعشت بينهم بين ثلج ونار...ونشأت خائفة ..لا أدري لم؟؟؟هل هي تربيتي أم ظروفي أم ماذا...كان هناك دائما شعور بعدم الأمان ينتابني من حين لآخر.....ويشعرني بأن الأرض التي أقف عليها ليست آمنة ..وأن السقف الذي يؤوينا قد ينهار يوما...وفعلا ..انهار السقف فجأة وانتهت الأمور على هذا، ونشـأت منذ الحادية عشرة من عمري بين هذا وذاك..وكان ينتابني شعور أنني لست محبوبة وأنهم يلعبون بنا..وكرهت الرجال...واعتقدت جازمة أني لا أصلح للزواج..مادام الرجال هكذا ..و.......كبرت.....وعند المراهقة أصبحت أتسلى بالعلاقات...ولم يخفق قلبي لأحد على الإطلاق كنت أتسلى بإقامة علاقات وقطعها كنوع من المرح....عندما مات أبي...لأنه طبعا كنا لا نستطيع السفر وهو على قيد الحياة لأن أبي كان ويا للأسف السجان.....سافرنا لدولة أجنبية نوعا ما يسكن فيها أقارب لنا ورأيت فيها الأخ الحنون والحبيب العاشق...رأيته وقلت هذا الذي سيعوضني عن كل ما رأيته ..ولكن ويا للأسف تزوج خصوصا أني كنت بلهاء وظللت أحبه...، ثمان سنين ولم يفارق خيالي علما أنه تزوج وأنجب...وعندما فكرت بعقلي قلت يا بنتي يجب أن تتزوجي ولا يهم الحب فقد أحببت وانتهى الأمر..فلماذا تبحثين عن حب...وتقدم لي شاب من بلد عربي آخر....فيه كل المواصفات التي أحلم بها...فهو شاب يبلغ من العمر اثنتين وثلاثين سنة ...يحمل جنسية أمريكية مطلق وله بنت وسبب الطلاق عرفناه واقتنعنا به، مظهر جدي، مرتب جيد، يحمل مؤهل عالي بالإضافة الى الجامعة، لعائلته استثمارات في بعض البلاد العربية، فقلبت به قبول مبدئي وإذ بالعائلة ترفض...بعد أن رآني وتكلمنا...لماذا ....يقولون أن مظهره جدي أكثر من اللزوم.....وأنه عملي ولا مكان للعواطف في حياته....، ومظهره قد يدل على بخله! وكل هذا عرفوه من أول مرة !، علما أن الرجل عندما رآني مرتبكة ...كلمني بهدوء وقال اذكري الله وسعدت بهذا...، سيدي، أليس لي الحق أن أنعم بأسرة هادئة صاحبها مخطط وعملي..وأنجب أطفالا أسوياء يتلقون تعليما متميزا، إني حرمت من أشياء كثيرة أحب أن أعوضها في أولادي...، ثم ما هو المستقبل الذي ينتظرني ...إذا لم أرتبط به ...؟ إني يا سيدي أكره أسلوب الحياة الخليجية ورأيت من احتقار المرأة ما يكفي .....وشبعت منها، لماذا يا سيدي خياراتي .....دائما...تفشل؟؟ عندما أختار بقلبي أفشل، وعندما أختار بعقلي أفشل!إنني يا سيدي ابنة لرجل عنده انفصام في الشخصية...والمجتمع الذي يحيط بنا كله يعلم هذا...، خالي يقول أن هذا ليس عيبا ولكن يا سيدي هذا عيب بدليل أنهم رأوا جدية مظهر الشاب عيبا فكيف بمرض عقلي قد ينتقل بالوراثة، هل أنا بلهاء.... إنني يا سيدي عند ستة أنواع من الفوبيا وعندي خلل في الغدد وصحتي ليست على ما يرام وهو شاب مقبل علي الحياة لا يعيبه شيء...حتى أني فكرت في التنازل عنه رحمة به وشفقة أن يأخذ إنسانة لها خلفية نفسية سيئة، إن أخي يريد أن يأخذ لي رجل متدين ولكني لا أستطيع تقبل هذا النوع أيضا ...صحيح أني أصلي واقرأ القرآن ولكن أسلوب تديني بسيط وليس معقد...وأكره الرجل الذي كل شيء يحسب عنده بالقلم .......آسفة للإطالة ولكن أرجو..أن لا تخيب رجائي بإجابة أعرف منها ما أريد لأني سأصاب بانهيار كل ما حولي ينهار.....أنا صليت استخارات كثيرة وطلبت من الله أن لا يتعسني كما أتعسني في هذه الأسرة وعندي ثقة من الله أنه لن يخيبني.....فما هو الحل....وكيف هو التفاهم4/6/2005
دون مبالغة فإن أغلبية لا تقل عن النصف تعيش مثلك بين ثلج ونار، مع اختلاف الأدوار بين الأب والأم، ويبدو أننا محتاجون إلى تغيير فكرتنا الوهمية عن البيت الأسري الذي يكون عشا هادئا تنشأ فيه الأفراخ مطمئنة لا تقلق ولا تخاف، طبعا هناك حالات من هذا النوع ولكن يبدو أنها استثناء، بينما بقية البيوت مثل كل شيء في الحياة لا تخلو من عيوب وشروخ ومشكلات، وربما نكتفي أو نقنع بأنه في حياة كل منا بيت يضمه، ويؤمن له الطعام والملبس، ونفقات الصحة والتعليم مثل الملاجيء مدفوعة الأجر، أو المدارس الداخلية، وأفضل طبعا من ناحية الإعاشة !!!أزعم أننا طبعا نحتاج إلى تطوير وتحسين كبير في أداء الأسرة وأدوارها، ولكنني أيضا أزعم وأعتقد أننا سنكون أفضل لو أننا خفضنا من سقف التوقعات والمطالبات للأسرة التي صارت منهكة أصلا بضغوط كثيرة ومتنوعة، وربما فإن تعاملنا مع الطلاق وآثاره يحتاج أيضا إلى تغيير من كل الأطراف على مستوى الأداء والممارسة، ويقتضي دعم دور الشبكات الاجتماعية الغائبة، ثم أنت تحاسبين نفسك على رفض أهلك لهذا الشاب المطلق بوصفه فشلا ذاتيا !!فهل نحن أمام حالة اكتئاب ترى نفسها مسئولة عن كل شيء سالب في حياتها، وفي العالم ؟!! هل أنت مصابة بالاكتئاب إذن ؟!!يحتاج هذا إلى تفاصيل عن مزاجك ونومك وشهيتك للطعام وللأشياء، وليس لرسالة مجهولة البيانات وناقصة المعلومات من قبيل أنك سافرت إلى دولة أجنبية نوعا ما يسكن فيها ......... الخ أما بالنسبة لهذا الشاب فأعتقد أنه الأنسب لك كما تعتقدين فليس أمامك سوى الإصرار عليه، والإلحاح الصامت أحيانا، والمتكلم أحيانا أخرى على أهلك، وما يلبث هذا أن يجدي إذا صمد هذا الشاب وصبر وأصر عليك، وإذا عرف كل ما ذكرته عن ظروفك الصحية، وفي كل الأحوال فإن الصبر مفتاح الفرج، وتابعينا بأخبارك.