هل التوبة تغني عن الترقيع؟ هل التوبة تغني عن الترقيع؟ متابعة هل التوبة تغني عن الترقيع ؟!! مشاركة هل التوبة تغني عن الترقيع ؟!! مشاركة3 هل التوبة تغني عن الترقيع ؟!! مشاركة4إلى الدكتورة الفاضلة : نعمت عوض اللهلم تكن من عادتي الرد على المشكلات، وفي أحيان نادرة عندما يحبطني رد مستشار ما أكتفي بالصمت والضيق، وأحمد الله أنها مرات قليلة .. يا سيدتي.. أعرف أن من واجبك تحليل القضايا التي تأتيك والنظر إليها من جميع أبعادها ولهذا فلا يجوز لك التعميم على أي منطق وأي محمل وبالذات إذا كان بسبب موضوع لم تعرفيه ولم تعيشيه.. آسفة على لهجتي وأرجو أن تعذريني لأني في أوج الانفعالقلتي في ردك ما نصه: (لم أكن أحتاج لكل هذه المبررات من أن ماما تركتك أو قاسية عليك أو ما شابه فكل هذا لا يبرر ما فعلتِ .. ولا يجعل هذا الشاب نذلا ... شيطانا وأنت ملاكا طاهرا غرر به ...... والدول العربية مثل الدولة المصرية .. يعرفون معنى الزواج والزنا والعبث والتحرر)واسمحي لي أن أعلق على هذا: كيف لم تكوني بحاجة إلى مبررات وهي تقول أنها لم تجد الاهتمام أو الإرشاد في حياتها؟؟ خرجت في الثانية من عمرها وعادت وهي في الثانية أيضًا وأنا أصدقها بل وأقسم على صحة قولها.. البلاد العربية هذه يا سيدتي التي تعرف معنى الزواج والزنا والعبث والتحرر لم تكن لتعلمه لفتاة ساذجة برفقة أبويها في الغالب لم يكن هناك أي أصدقاء أو معارف أو أي إنسان في حياتها غير والديها وزميلات الدراسة الذين كانوا (على حسب عمرها) في قمة السذاجة بخلاف أطفال اليوم.. هذا حال المغتربين بالخارج يا سيدتي، وأن تعود فتاة وتنحرف بكامل رغبتها أمر وارد جدًا وسائد في أبناء هذه العائلات الضائعة.. ولكن أن تنجرف تحت اسم الجهل والغباء ثم تعود إلى ضميرها ولا نصدقها؟؟ لماذا لا نصدقها وهي تحكي مأساة جيل كامل بسطورها البسيطة الحزينة.. أنت لا تعرفين نعم لا تعرفين كيف يعيش أبناء مثل هذه الأسر وما يعانون من ضياع وتشتت وتمزق ثم نأتي ونجلدهم ونحاسبهم ؟؟ على ماذا وأنتم لم تعلموهم أصلاً؟؟ لا تندهشي فوالله انه يوجد من هم في سن الثلاثين وما فوق لا تتجاوز معارفهم معارف أطفال الابتدائية هذه الأيام.هناك مجتمعات تحرم الإنسان من حقه في الحياة والتفكير والتعلم.. نعم أصدق أن فتاة في التاسعة عشرة لم تتعلم أي شيء في حياتها سوى الكتب المدرسة أصدق أنها تظن وتؤمن وتعتقد أنها تفعل ما يريده منها الشاب حتى يهتم بها لا أكثر، ولا تسأليني كيف لأنها ببساطة لم تتعلم أي شيء عن أي شيء فكانت فريسة سهلة لأول طارق لعواطفها التي حرمت منها طويلا بجفوة أهلها أو رميها وحيدة في بلاد لا تعرف عنها أي شيء وإن كانت بلدها المفروض ثم يأتوا ليحاسبوها.. انتبهت هي إلى الواقع وجاءتها الصدمة بعد الحمل وشعرت أنه خطأ .. نعم بدأت تستكشف الحياة من حولها وتتلقى ضرباتها الموجعة بعد أن فاقت من سكرة الجهل والغباء.. أنا قاسية أعرف ولكن حال هذه الفتاة هو حال آلاف الآلاف من الفتيات اللواتي ربما لم تأتيهن صدمة بعد وما زالوا في سكرات الجهل والكبت والتربية المضادة للفطرة .. ولا تحاسبيها على قصة روتها ذاكرتها المتعبة عن حادث حصل قبل عشرين عام فهي بالتأكيد لم تعاود التفكير في هذا الحادث إلا بعد نضوجها جسديًا وشعورها بالخوف الدائم من هذا الوسواس.. ذاكرة الأطفال تخون يا سيدتي وتهيئ.. أنا أحكي اليوم أشياء حدثت لي وأنا في الخامسة أيضًا تضحك والدتي جازمة أنها لم تحدث.. ابحثي في كتب الطب وقرري إن كان من الطبيعي أن يحتفظ الطفل بمشاهد كاملة من حياته وهو نائم وتستحق المحاكمة عليها، ربما تكون أحلامًا ربما تكون نائمة، ربما يكون إصبعا لا عضوًا أو قد يكون ذلك القريب صغيرًا مثلها أو مراهقًا يعرف كيف يتصرف بتليين المكان مثلا أولا يكون الإيلاج كاملاً.. هي تتذكر الألم النفسي والمرارة ولكن يستحيل أن تعطي وصفًا دقيقًا للأحداث وهي في مثل هذا العمر .. وربما عظم ذلك في نفسها مع خوفها ووسوستها في ذلك وقد تكون سببًا في اكتئاب أو يأس سهل لها لقائها مع ذلك الشاب من باب(خربانة خربانة) .. أردت فقط أن أقول لك يا سيدتي أرجوك ثم أرجوك ثم أرجوك لا تعممي ولا تصدري أحكامًا من زاوية واحدة، ليس أمامك إلا رسالة وحروف وكلمات تستطيعين بكل براعة أن تصلي إلى أعماقها وإني أشهد الله على إحساسي أن الفتاة لم تكذب وأنها لجئت إليكم لتمدوا لها كف الرحمة وأرجو أن تنشر رسالتي لتخفف عنها قبل أن تنتحر أو تصاب بالإحباط واليأس أكثر .. ونصيحتي لهذه الفتاة ولكل من مر بتجربتها .. الذهاب إلى طبيب نفسي أمين، ليتولى الطبيب هذه المهمة مثلا كأنه بعد جلسة نفسية عميقة استخرج من داخلك أحداثًا كان منها اغتصاب أو ما شابه، ثم يؤكد الطب الشرعي ويخبر زوجك المستقبلي بذلك بعيدًا عنك.. وعلى شرط إن لم يقبل الأمر أن ينسحب بهدوء وبدون أن يفاتحك.. ستكون خطة لكنها خطة شريفة لإخباره فقط بأنك لست عذراء ولا داعي أبدا لذكر أي تفاصيل أو القيام بعملية لأن العملية وإن نفعتك اليوم فلن تشفي من آثار تعذيب الضمير طوال حياتك.. وما دمت عدتي إلى الله فالله معك ولن يخذلك.. كفكفي دموعك واعتصمي بالله واذهبي إلى طبيبي نفسي مسلم شهم وسيعالج الموضوع مع خطيبك بالحكمة وأولا وأخيرًا المكتوب سيكون ومادمت تبت إلى الله فلن يقدر لكِ إلا الخير شكرًا لكم وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء21/6/2005