الأخ السائل العزيز أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أن هناك عوامل عديدة متفاعلة ومتشابكة تشترك في تكوين شخصياتنا وتعطينا هوياتنا التي نحن عليها الآن ومن هذه العوامل الأسرة وخاصة الوالدين حيث تؤثر الأسرة بشكل كبير في تكوين شخصياتنا وصفاتنا وسلوكياتنا هذه النقطة أردت توضيحها لك يا أخي السائل، فإننا نصل إلى ما نحن عليه الآن ليس بمحض الصدفة أو بأنفسنا فنحن نتاج لعوامل شتى متشابكة لا يمكن فصلها، وواضح من رسالتك أنك تأثرت بوالديك جدا، وبأسلوب تفاعلهما معا، ومن الواضح كذلك أن هوة الخلاف بينهما كانت واسعة فأثر ذلك في نفسيتك وترك ابعد الآثار عليها وجعلك تؤثر الهدوء والانسحاب إذا ما تعرضت لمشكلة ما... ولكن لماذا نرى أن في ذلك عيب لماذا تستمع للآخرين ذلك هو أنت وتلك هي شخصيتك التي تميزك والتي تشكلت عليها.. كن أنت نفسك وتقبل شخصيتك هذه بكامل الرضا فأنا لا اعتبر ذلك عيبا مادام لا يعيق تكيفك مع البيئة المحيطة بك ذلك إلى جانب أنك تتمتع بصفات مميزة فلفت انتباهي في رسالتك قولك" تغلبت على" فهذا يعنى أنك قوي الإرادة إذا أردت أن تتغلب على شيء فإنك تتغلب عليه ولا يهم الوقت الذي تأخذه لتفعل ذلك فهناك من لا يستطيعون مهما طال الزمن أن يتغلبوا على مصاعبهم واعلم أن كما أن هناك نقاط قوه في شخصياتنا فهناك نقاط ضعف فقط علينا أن تقبل ذلك وتلك، أنا لن أقول لك غير من شخصيتك فأنت لن تستطيع كما أن ذلك يجعلك تبدو متصنعا وثق أنك لو غيرت من نفسك سوف ينتقدك الآخرون أيضا. انه من الصعب أن نرضى الآخرين فأي سلوك نسلكه قد يأخذ أحد تفسيرين لدى الآخرين فإذا صرفت ببذخ مثلاً فهناك من سيقول أنك كريم وهناك من سيقول أنك محدث نعمة وأقرب مثال ما نحن فيه الآن فرئيسك يرى أن هدوءك وعدم اشتراكك في المشاكل عيب فيك وأنا لا أرى ما يراه. وقد لفت انتباهي في رسالتك أيضًا شيء يدور في عقلك ولم تستطع أن تخفيه فقد ذكرت أنه ربما يكون سبب ما أنت فيه الآن هو الخلافات التي كانت تحدث بين والدك ووالدتك ثم رجعت وقلت أن والدك يتدخل في شؤونك كل هذا يعنى أنك تحمل والديك مسئولية ما أنت فيه الآن، وهم في الأغلب ليسو كذلك انفض هذه الفكرة من رأسك وارمها واجعل منها درسا لك ومعينا لك على ما هو آت. تعلم أن لا تناقش مشاكلك مع زوجتك أمام أطفالك لأن ذلك يترك آثارا سلبية في نفوسهم وأعتقد أنك تعلم ذلك جيدا. فكما قلت لك أني لا أطلب منك أن تغير من شخصيتك ولكنك تستطيع أن تحسن من بعض سلوكياتك تستطيع أن تبتعد عن المشاكل ليس بالهروب بالشكل الذي يلفت انتباه الآخرين ويفسرونه على أنه هروب ربما تستطيع أن تحتوى الموقف أو المشكلة وأن تخفف منها وأعتقد وبلا شك أنك سوف تكون بارعا في ذلك. وتستطيع أن تطلب من والدك بطريقة لبقة أن لا يتدخل في حياتك الخاصة مع زوجتك. وأخيرا لا تعتقد أن كل ما يقف أمامك هو مشكلة، فأنت في الأغلب لا تعاني من أي شيء ربما تكون مكتئبا بعض الشيء ولكنه اكتئاب بسيط سببه عدم الرضا عن نفسك وانخفاض مستوى تقدير الذات لديك ولكنه ليس بالشيء المقلق ارض عن نفسك وعن شخصك تمام الرضا فلا حيله لنا في شخصياتنا اللهم إلا بعض السلوكيات الشاذة التي نتعلمها بمحض إرادتنا وتعوق تكيفنا مع بيئتنا ومع الآخرين، وفي النهاية نتمنى لك كل خير وتوفيق وتابعنا، وعليك بمراجعة الرد التالي على صفحتنا استشارات مجانين :احتلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاب **ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ السائل:عليك إن لم تستطع التخلص من معاناتك تلك بتطبيق نصائح الأخت الأستاذة إيناس مشعل أن تلجأ إلى أقرب معالج نفسي لكي يعطيك بعض تدريبات توكيد الذات وبعض جلسات العلاج المعرفي التي ستحسن من قدرتك على تقبل ذاتك وفرضها على الآخرين، والتعبير عن مشاعرك وآرائك بحرية، إضافةً إلى احتمال حاجتك لطبيب نفسي إذا زاد اكتئابك عن الحد الذي يفهم من رسالتك، وفقك الله وتابعنا بأخبارك.
