إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   م ش ع م 
السن:  
26
الجنس:   C?E? 
الديانة: muslim 
البلد:   Oman 
عنوان المشكلة: اضطراب الهوية ومفترق الطرق 
تصنيف المشكلة: خلل الهوية الجنسية Gender Disorders 
تاريخ النشر: 06/09/2005 
 
تفاصيل المشكلة

 
رجل أم امرأة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

قصتي طويلة طويلة طويلة جدا

اختصارها هو أنني بنت عمري 26 سنة عائلتي محطمة و لا أرى أبي سوى أيام العيد غير ذلك فلا هو يسأل عني ولا أنا أسأل عنه عشت طوال عمري وأنا فاقدة حنان الأب حين كان يأتي إلى المنزل كنت أختبئ في أي مكان حتى لا أراه و لا يراني

منذ أن كنت صغيرة أحب اللعب مع البنات يعني اللعب الجنسي لا أدري لماذا لكنني كنت صغيرة جدا كان عمري 6 سنوات

كبرت وأنا لا أزال أميل إلى البنات ولا أجد أي ميل تجاه الرجال طوال عمري و أنا أتعرض للتحرش الجنسي بسبب شكلي الخارجي لست جميلة لكنني ممتلئة

الآن أريد أن أعمل عملية تحول جنسي لكن في الإسلام هي حرام

أريد أن أعيش مرتاحة وأن أتزوج وأن أنشأ عائلة لكنني لا أستطيع لأنني لا أحب أن أكون مع رجل جربت أن أخطب مرة لكن الذي خطبني لم يستطع البقاء معي لأنني لست رقيقة مثل باقي البنات

أرجووووووووووووووكم ساعدوني هل من الممكن أن أتحول جنسيا إذا كنت أعرف أن ذلك سيمنعني من افتعال المعصية؟

ساعدوني أرجوكم يساعدكم الله

7/8/2005

 
 
التعليق على المشكلة  


ابنتي الفاضلة من عمان:

أشكرك كثيرا لصبرك على ما تعانين بل أشكرك أكثر لشجاعتك على التعبير عن تلك المعاناة وإصرارك على ألا تغضبي الله بالمعصية.

 لقد استهللت رسالتك بأن قصتك طويلة طويلة طويلة جدا ولكنى وجدتها قصيرة جدا وعلى الرغم من ذلك سأحاول جاهدا بعون الله أن أدلك على الطريق عسى أن يهدينا الله.

فاللعب الجنسي أثناء الطفولة يعتبر من مراحل النمو النفسي الجنسي الطبيعي سواء مع نفس الجنس أو مع غيره، ولكن وجود الأسرة المحطمة مع غياب الأب والخوف منه وكثرة التعرض التحرش الجنسي قد يكون من الأسباب التي يتولد عنها الخوف وكراهية من الجنس الآخر.

وقضينا هنا ليست تفسيرية بقدر ما هي محاولة منك لتأكيد رغبتك في التحول للجنس الآخر. مما جعلني أن أبحث في هذا الأمر من جوانبه المختلفة وأخيرا وجدت ضالتي. وسوف أعرض عليك الجوانب الطبية والنفسية والاجتماعية والدينية لهذا الموضوع.

أولا من الجهة الطبية:
فالتخنث هو أن تكون الأعضاء التناسلية الداخلية فى شكلها ونموها والهرمونات الخاصة بها مخالفة للشكل الظاهري للجسم.. كأن تكون الأعضاء التناسلية الداخلية هي الأعضاء الذكرية والشكل العام لأنثى.. وتتنوع الخنثى ما بين خنثى حقيقية وخنثى كاذبة.. فالحقيقية تعنى وجود أعضاء الذكورة والأنوثة في نفس الشخص وهي حالات بالغة الندرة.. والكاذبة تعني وجود أعضاء الذكورة عند أنثى أو وجود أعضاء الأنوثة عند ذكر..

ويرجع تحديد نوع الطفل إلى الجينات الوراثية التي تحدد الصفات الوراثية التي يظهر عليها الطفل.. وإلى نوع الهرمونات التي يفرزها الجسم وتكوين الأعضاء الجنسية الداخلية ومظهرها العام.. كما أن تحديد نوع الطفل يرجع إلى تربيته ونوع التنشئة الاجتماعية التي كانت موجهة له، وأيضاً دوافع الطفل النفسية لكونه ولد أو بنت.. ومن أسباب التخنث إلى نقص أو زيادة في الهرمونات الجنسية مما يؤدى إلي تشبه المولود بالجنس الآخر، أو بسبب عدم استجابة الأعضاء الجنسية للهرمونات الموجودة بصورة طبيعية أو بسبب حدوث تشوهات أثناء التطور الطبيعي للجنين في بطن الأم. والتحول بالجراحة يتم بإجراء الفحص الدقيق للأعضاء الخارجية كالخصيتين ومجرى البول وتحليل الجينات والهرمونات الوراثية وعمل منظار جراحي للتوصل إلى جنس الحالة الحقيقي بدون أي مجال للشك، ليأتي بعدها دور التدخل الجراحي لتعديل التشوه الموجود وتصحيح العيب في الحالة..

فالذكر يتم تصحيح مجرى البول له وإنزال الخصية المعلقة.. والأنثى يتم إصلاح قناة المهبل والأعضاء الخارجية، بحيث يكون جنس الحالة متمشياً مع مظهرها الخارجي.. ولتفادي المشاكل المصاحبة للتأخر في التشخيص والتي تتمثل في عواقب نفسية خطيرة على الطفل يصعب علاجها، ولتعرض بعض هذه الحالات للوفاة المفاجئة بسبب نقص الهرمونات؛ فيتم علاجها بإعطائها الهرمونات الناقصة التي تحافظ على حياة الحالة.

وللوقاية يجب عمل فحوص متخصصة كتحليل الجينات والهرمونات والأشعة التليفزيونية لتبيان جنس الطفل وهو حديث الولادة حتى يتم تفادي المشاكل الطبية والنفسية المصاحبة للتأخر في التشخيص.

ثانيا من الجهة النفسية:
توجد بعض الاضطرابات تتعرض لها هذه الفئة المتحولة.. فهم يتعرضون لاضطرابات الهوية وهي تتعلق بحيرة هؤلاء المتحولين وصراعاتهم النفسية حيال هويتهم الحقيقية والزائفة، والصراع بين ما يسمى بالهوية القديمة والهوية الجديدة أو الكينونة السابقة والكينونة المتوقعة، وما ينتج عن هذا الصراع من احتمالية فشل ميكانيزمات الدفاع النفسية أمام ذلك الخطر الذي يهدد كينونة هؤلاء الأفراد..

يصاحب ذلك اضطرابات في مفهوم الذات حيث يظهر الصراع بين الذات الحقيقية والزائفة أو الذات القديمة والحديثة، والصراع بين مفاهيم الذات المختلفة كالذات الجسمية والانفعالية والاجتماعية والأخلاقية والجنسية، وأيضاً ما يعرف باعتبار الذات وتقديرها واحترامها..كما يحدث لهذه الفئة المتحولة اضطراب خاص بمفهوم الذكورة والأنوثة، وهذا المفهوم له أهمية بالغة في حياتنا.. قد يصاب المتحولون أيضا بالانطواء المرضى وما يتعلق به من رغبة في الانسحاب والعزلة والوحدة القاتلة هرباً من تساؤلات الآخرين أو تعجبهم..

كما أنه قد يحدث لهم اضطرابات جنسية حيث أثبتت الدراسات النفسية شيوع مظاهر الانحراف الجنسي لدى مثل هذه الفئات ليثبتوا للمجتمع جدارتهم الجنسية، وأيضاً اضطراب المزاج كتذبذب وتقلب المزاج، والمزاج العكر، والميل الاكتئابي، وسهولة الاستثارة، والاستجابة العدائية أو الضعيفة.. وأما الخطر فهو الميل للانتحار حيث تميل هذه الفئة إلى الخلاص من حياتها أو التفكير في ذلك نظراً لكثرة الصعوبات التي تعانيها..

هذا إلى جانب اضطراب الدور حيث يلتبس الدور القديم مع الدور الجديد، وقد يصبح الدور الجديد أو المتوقع غامضاً مما يترتب عليه حدوث صراع الدور وانحطاط القيمة الذاتية أو ما يسمى بالتثمين النفسي.. وأيضاً الشعور بالاغتراب عن الذات وعن الآخرين، مع شيوع التوتر وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي والشعور بالإحباط لاضطراب فكرة الزواج، فضلاً عن اضطراب صورة الغد..

ثالثا من الجهة الاجتماعية:
غالباً ما يعيش الفرد الذي تم تحويله إلى الجنس الآخر مهمشاً، ويقع في دائرة الشذوذ والانحراف، وبالنسبة للأسرة يكون التحويل صدمة لها ووصمة اجتماعية، كما أن الشخص الذي تم تحويله سيتردد كثيراً عند الإقدام على الزواج حيث أنه لا يقدم شاب على الزواج من فتاة كانت رجلاً أو العكس.. هذا إلى جانب أن هذا الفرد سوف يكون مجال سخرية سواء في الحي الذي يقطنه أو من أقرانه وأقاربه..

ومسألة التحول الجنسي لا تمثل مشكلة بالنسبة للغرب، أما في المجتمعات الشرقية وخاصة في القرية تكون مأساة لأن المكانة في القرية مرتبطة بالإنجاب، والأسرة تتباهى بصفات الرجولة وكثرة عدد الأولاد.

رابعا من الجهة الدينية:
يرى أهل الدين والفقه أن الخنثى ينقسم إلى قسمين: خنثى مُشْكِلْ.. وخنثى غير مُشْكِلْ. فالخنثى المُشْكِلْ هو من كانت خنوثته حقيقية، أي له أعضاء الذكورة وأعضاء الأنوثة، وكل منهما ظاهر، وقد تتساوى الأعضاء من حيث الخلقة ولا يتغلب أحدها على الآخر، وقد لا تتساوى، وقد يفيد معها العلاج، وقد لا يفيد. والخنثى غير المُشْكِلْ هو من كانت خنوثته كاذبه أى مرضية، وهو ما تتغلب فيه إحدى الناحيتين على الأخرى سواء كانت أعضاء الذكورة أو أعضاء الأنوثة كل منهما ظاهر خارج الجسم أو بعضها ظاهر والآخر مطمور مختفي داخل الجسم، وهذه يفيد معها العلاج والتحويل إلى أحد الجنسين عادة، وغالباً عند البلوغ أو في سن معينة يقررها الطبيب. والخنثى محل اهتمام الفقهاء من حيث الأحكام الشرعية التي تتعلق به من مثل ميراثه، وختانه، وزواجه، وإمامته، وجنايته على غيره، وجناية غيره عليه، ونحو ذلك.. وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم لما سألوه عن ميراث الخنثى كيف نورثه يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"وّرِّثُوه من حيث يَبُول". والشرع قد قرر شرعية التداوى والعلاج لقوله صلى الله عليه وسلم:"تداووا عباد الله، فإنما خلق الله لكل داء دواء" لأن ذلك مرجعه إلى تحقيق المصالح الشرعية وليس مجرد العبث بأجساد الناس وتعريضها للتلف، ولا شك أن الكشف عن حقيقة جنس الخنثى وتحديد صفته من حيث الذكورة أو الأنوثة، ومعرفة طبيعة الأحكام الشرعية التي تطبق عليه، لهو من أعظم المصالح الشرعية التي يعمل الطب على تحقيقها، فالطب كالشرع كلاهما موضوع لمصالح العباد، ولأن الإسلام يعتبر طلب العلاج من قدر الله كما أن المرض من قدر الله، وليس هذا تغييراً لخلق الله، لأن هذه ضرورة والضرورات تبيح المحظورات، قال تعالى:"وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه"، وقال صلى الله عليه وسلم:"لا ضرر ولا ضرار"، ومن المقرر شرعاً أن الضرر يزال، وأنه إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما، وفي دفع أعظم المفسدتين أو الضرر الأشد مصلحة، والحكم الشرعي يتبع المصلحة. ومن القواعد الكلية في الفقه الإسلامي أنه "إذا ضاق الأمر اتسع" وأيضاً "المشقة تجلب التيسير"، ولكل حكم شرعي سبب شرعي.

هذا بالطبع بخلاف الخنوثة المفتعلة أو المزعومة أي غير المرضية، فهذه لا يجوز شرعاً بأي حال من الأحوال اللجوء فيها إلى أي عمل علاجي لتغييرها جراحياً كان أو غير جراحي، لأن هذا افتراء على الله فى خلقته، وذلك عمل شيطاني داخل فى مفهوم قوله تعالى نقلاً عن إبليس اللعين "ولأمرنهم فليغيرن خلق الله".

ومشكلتك أيتها الأخت الفاضلة ستحتاج إلى فريق عمل من أطباء نفسيين وعضويين مع الأخذ في الاعتبار رأي الدين في حالة اتفاق الأطباء على القيام بعملية التحول والله من وراء القصد. وفي حالة الموافقة على إتمام مثل هذه الجراحة من جميع الأطراف الطبية والنفسية والاجتماعية والدينية فيوصى بضرورة وضعك تحت برامج علاجية متخصصة إعدادية قبل إجراء العملية، ثم برامج تأهيلية بعد العملية لمساعدتك على الانخراط السوي في البيئة المحيطة بك.

واقرئي من على
مجانين:
اضطراب الهوية الجنسية:خلل التناغم الجنسي
خلل التناغم الجنسي له حل أيضا
صابرين إلى صابرينه خلل التناغم الجنسي( الروح/جسدي)
اضطراب الهوية الجنسية : التحول الجنسي
الهوية الجنسية والتحول الجنسي : مشاركة

وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك. 

 
   
المستشار: د.السيد صالح