أغيثوني

السلام عليكم,

في البداية أود أن أعبر عن إعجابي الشديد بردودك علي مشاكل القراء وهي الوحيدة التي أقنعتني فيما يتعلق بهوس النحافة الذي أصبحت دون أن أشعر واحدة من ضحاياه

فأنا فتاة عمري25 عاما وأشغل وظيفة أكاديمية مرموقة كما أن تخصصي الدقيق هو التغذية ولا تعجب إذا قلت لك أنني أبهر الجميع بمعلوماتي الوافية عن كل ما يتعلق بالعلاج الغذائي والريجيمات وكل الموضوعات المتعلقة .كما أنني الحمد لله متدينة وأتحرى مرضاة الله في كل أموري وألزم الاستغفار دوما.

ومن الناحية الأخرى فإن لي قواما ممشوقا ويثني الجميع علي رشاقتي والحمد لله أنا اجتماعية جدا ومحبوبة من كل من يعرفني وقد تقدم لخطبتي عدد كبير جدا من الشباب وأنا الآن مخطوبة.

لعلك تسأل أين المشكلة إذن؟

 المشكلة وراء هذه الواجهة البراقة هي أنني مصابة بالبوليميا نرفوزا بأسوأ درجاتها ولدي وسواس الحصر السعري للطعام ولا يمر علي 48 ساعة دون أن أمارس رجيما ما خاصة رجيم النوع الواحد. لقد فقدت قدرتي علي الأكل السليم تماما وأصبحت علاقتي بالغذاء مضطربة لأسوأ درجة كما أن وزنى دائم التأرجح في مدى 3 كجم.

لقد قرأت كل ردودك علي المشكلات المشابهة وحاولت الالتزام بما فيها لكنني فشلت تماما ولا يمكنني زيارة عيادة طبيب نفسي لأسباب عديدة

إن وزنى 66كجم وطولي 169سم وحجمي متوسط أرجو أن أجد لديك العون وأن ترد علي بسرعة علي إيميلي والسلام عليكم ورحمة الله

31/7/2005

الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وأشكرك على ثقتك، وعلى إطرائك، وأتأسف في نفس الوقت على حالك حين تقولين أنك لا تستطيعين الذهاب لطبيب نفسي لأسباب عديدة، وأيا كانت الأسباب فلا عذر لك، صحيح أن منسب كتلة جسدك =22.7 كجم/ متر مربع وهو وزن معقول، لكن اضطراب النهام اضطراب مزمن ولابد من علاجه.

وما نحن بحاجة إليه ليس فقط أن تذهبي لطبيب نفسي بل أن تكوني مستعدة لمشوار علاجي قد يطول بل غالبا سيطول، واسألي الله أن يكتب له النجاح، فمشكلة اضطراب النهام العصبي تحتاج إلى متابعة غير قصيرة الأمد مع طبيب نفسي مختص باضطرابات الأكل(وليس طبيبا نفسيا عاما)، لأن الأمر يحتاج علاجا معرفيا وسلوكيا إضافة إلى العلاج العقاري، وما دمت قد قرأت كل الردود السابقة المتعلقة بالموضوع فسوف لن أضع لك روابط مكررة بالنسبة لك ولكن سأعطيك نبذة عن الآثار الجسدية للاستقاءة المزمنة في حالتك أي في حالة النهام العصبي:

فرغم أن المريضة التي تستقيئُ عادةً ما تظنُّ أنها تفرغُ ما أكلته من معدتها قبل وصوله إلى الأمعاء، لكن الحقيقةَ أن ما يتمُّ استفراغه ليسَ فقط ما أكلته المريضة وإنما أيضًا ما أفرزته المعدةُ من العصارة المعدية، والتي تحتوي على كثير من المواد التي يحتاجها الجسد والتي ينتجُ عن فقدها المتكرر اختلالٌ كبيرٌ في توازنات الجسد وعمليات الاستقلاب، فاختلال الكهارل والعديد من المعادن الهامة بما يستتبعه من اختلال في وظائف الجسد كلها أمورٌ واردة، فقد يحدثُ اختلال في نسبة البوتاسيوم(نقص البوتاسمية Hypokalemia)، ونسبة الكلوريد (نقص كلور الدمHypochloremia)، وكذلك الجفاف Dehydration، وربما اختلال نسبة الفوسفات في الجسد Hyperphosphatemia كما يمكنُ أن تنتجَ حالةٌ من القلويةِ الزائدةِ في الجسد تسمى القلاء الاستقلابي Metabolic Alkalosis.

ويحدثُ في أكثر من ربع مريضات النهام (خاصةً اللاتي يعتمدن على الاستقاءة كسلوك معدلٍ) ارتفاع في نسبة الخمير النشوي(النشواز أوإنزيم الأميلاز) في الدم Serum Amylase، وسببُ ارتفاع هذا الإنزيم غير معروفٍ بصورة مؤكدةٍ وإن كانَ من المحتمل أن يكونَ ناتجا عن تأثير الحمض المعدي على الغدد اللعابية خاصةً الغدة النكفية، أو بسبب اختلال بروتينات الجسد أو التهام كميات كبيرةٍ من السكريات والنشويات أثناء نوبات الدقر وقد اعتبر البعض قياس نسبة هذا الإنزيم في الدم وسيلةً من وسائل تشخيص أو على الأقل متابعة مريضات النهام بعد العلاج على أساس أن المريضة يمكنُ أن تخفي انتكاس حالتها بعد العلاج فيتم اكتشاف الانتكاسة بقياس الإنزيم في دمها، وفضلاً عن الشعور بالدوار وعن هبوط ضغط الدم بسبب اختلال الوظائف الحيوية للجسم فإن الاستقاءَة المتكررةَ لمحتويات المعدة الحمضية يمكنُ أن تؤديَ إلى مضاعفاتٍ في القناة الهضمية مثل التهابات الحلق والبلعوم وربما تهتكات في الجزء السفلي من البلعوم Mallory-Weiss Tears، وتضخم الغدة النكفية Parotidomegally، وتسوس الأسنان وفقد ميناء الأسنان Enamel Loss.

إيه رأي حضرتك في السكوت على كل هذا لأنك لا تستطيعين زيارة طبيب نفسي ؟؟ معقولة؟؟ صحيح أنك أحيانا تلجئين إلى أساليب أخرى معدلة غير الاستقاءة لكن لكل ضرره ولا يصح شرعا أن تقعدي عن طلب العلاج، فاستخيري ربك وتوكلي عليه ولا تعجزي، وتابعينا بأخبارك.