الاكتئاب الجسيم: عندما يسلب الإيمانيسعدني أن أكتب لكم مرة ثانية فأنا صاحب مشكلة "الاكتئاب الجسيم: عندما يسلب الإيمان" أود قبل كل شيء أن أشكر الدكتور وائل أبو هندي على جوابه القيم وعلى دقة اختياره هذا العنوان، المناسب لمشكلتي والذي يعبر بحق عما أعيشه. فالاكتئاب لم يسلبني الإيمان وحده فحسب، بل وسلبني كل شيء واستبدل الإيمان بنقيضه وجعل حياتي جحيماً لا يطاق. ما دفعني للكتابة إليكم من جديد هو رغبتي أولاً في شكركم أستاذ وائل على جهودكم وحسن صبركم على ما تقومون به من جهود كبيرة مضحّين بكثير من وقتكم للإجابة على أسئلة متابعيكم في كل مكان. وهذا ما يجعل لكم مكاناً في قلب كل متابع. بوركت جهودكم وجعل في نصائحكم وإرشاداتكم عوناً لمرضى الروح والنفس. والسبب الآخر هو رغبتي أيضاً في شكر الأخت صاحبة التعليق علي مشكلتي بتاريخ 20-6-2004، والتي ذاقت على ما يبدو مرارة هذا العلقم وخرجت منه سالمة. شكراً لك يا أختاه وهنيئاً لك على خروجك من هذا الجحيم ولكن حذار حذار....من النار تحت الرماد....خاصة وأنك -على ما بدا من رسالتك- إنسانة رقيقة وحساسة وذكية، وإياك أن تدعي للأفكار السوداوية سبيلاً إليك مرة أخرى، ولا تلق بالاً لأي خواطر سابقة. إني لا أكتمك أيتها الأخت بأن رسالتك أثارت فيّ مشاعر مختلفة وأن عيوني فاضت دمعاً وأنا أقرأ تعليقك. وإني لأشاطر الدكتور وائل رأيه بأن رسالتك كانت ممتازة، وقد قرأتها مراراً، وسأعيد قراءتها، وليتها كانت أطول!! وإني قلت في نفسي لقد أنضجتك تلك المحنة التي مررت بها وجعلت منك إنسانة رائعة، ناضجة ومدركة لكثير من خفايا الأمور والنفس التي تغيب عن كثير ممن يتباهى بصحته النفسية والجسدية! فإن كانت نتيجة الاكتئاب هي هذه، فنعم الاكتئاب إذن، وليت كل الناس تصاب به!!!! ألم يقل ربّ ضارة نافعة! وأن الضربة التي لا تقصم الظهر تقوّيه! مع ذلك، فإني لا أتمنى الاكتئاب لأي إنسان ومهما تكن الغاية. إني أوافقك الرأي في كثير مما قلت، ولكني أختلف معك في بعض قليل منها. لقد قلت إن الحاسب أو (النت) قد لعب دوراً كبيراً في شفائك في حين أني أجد العكس تماماً. وهنا أتفق أيضاً مع الدكتور وائل في استفساره عن الكيفية. للحاسب وبدون أدنى شك فوائد جمة لا تنكر، ولكن في حالة المكتئب المنطوي فهو- برأيي- يضيف خطراً على خطر ويضاعف المشكلة وإن بدا للوهلة الأولى أنه مسكن مؤقت وصديق مخلص لا يفشي سر صديقه! فالمكتئب قد يحتاج إلى مواجهة الناس والحديث معهم والاستئناس بهم لينسى همومه ويخرج من محيطه وعالمه الضيق إلى عالم الحياة الرحب، لا لئن يبقى دوماً رهين آلته الصماء التي تدخله في غالب الأحيان إلى عالم افتراضي وهمي أو مثالي لا وجود له، ليصدمه بحقيقة الأشياء مع أول خطوة يخطوها في أرض الواقع. إني وجدت بالتجربة أن الحاسب(الكمبيوتر) يكرس من عزلتي ويبعدني عن الشفاء ويرهقني نفسياً وجسدياً وهذا بالطبع لأنني قد أكون مدمن عليه أكثر من اللزوم (فكل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده كما يقال). أما عن الناحية الجنسية، فإنها تحرقني وترهقني يا أختاه! فهي متوقدة فيّ وأكتوي بلظاها دون أن أجد لها المنفذ الطبيعي سوى العادة السيئة!! وأما عن سؤالك عن كنه وحقيقة هذه الرغبة، هل هي الميل الفطري أم شيء آخر؟ فاسمحي لي أن أقول لك نعم إنها الميل الطبيعي الغريزي، كرغبة أي رجل لامرأة. وما يثير استغرابي في هذا المجال أن الكلام أحياناً مع فتاة جميلة ذات ملاحة، ولمجرد تصوري لعلاقة جدية معها، كاف لغمري بطاقة نفسية هائلة وشعور بالثقة بالنفس والغبطة ينسيني ما أعانيه( تماماً كما وصف الدكتور وائل قائلاً بأنه تحسن وقتي لمزاج المكتئب) حيث سرعان ما أعود إلى تفكيري النكدي كما قال الدكتور عمرو أبو خليل. وبخصوص العادة السيئة، أود أن أنصح من يقرأ لي هنا بشيء من الحقيقة المرة التي أعيشها. فقد حاولت بجهد شخصي غير مباشر أن أتحرى في محيطي عن قاسم مشترك بين بعض المعارف الذين يعانون- كما أعاني- من ضيق سلوكي مجهول السبب الظاهري، فوجدت أن الجامع بيننا هو الإدمان منذ الصغر على هذه العادة السيئة، فاستنتجت من ذلك أن هذه العادة عندما تكون هي المنفذ الوحيد لتفريغ الكبت الجنسي، فإنها تؤدي بطريقة أو بأخرى، عاجلاً أم آجلاً، إلى الاكتئاب، هذا فضلاً عن الإنهاك الجسمي والإرهاق. وذلك بالرغم من الارتياح واللذة الآنية والشعور الانشراحي الذي تحدثه. وبالرغم أيضاً من أقاويل بعض(الجنسيين، وكثير ما هم!) من أن العادة السرية(أو بالأحرى السيئة) هي أمر طبيعي بدون أضرار!! وبهذه المناسبة، ومن هذا الموقع المتميز أوجه نداءً إلى إخواني الشباب جميعا ذكوراً وإناثاً، أن يدركوا هذا الأمر ويتوقفوا قدر الإمكان عن هذه العادة المهلكة قبل فوات الأوان. أقول لكم هذا بعد الاختبار والتمحيص، فليعتبر من أراد الاعتبار.. صدقوا ذلك ولو كان من مكتئب!!.. ففي بعض أقوال المجانين أحياناً حقيقة....!!!!! وأما عن حالتي يا دكتور وائل فآهٍ وألف آهٍ من الاكتئاب.... ! فلا زلت أراوح في مكاني وأجتر آهاتي وحسراتي ونوبات التمرد والارتياب من وفي كل شيء تزداد عنفاً وشدة. وقناعتي بعدم وجود خالق عادل رحيم تكاد تصبح عقيدتي الجديدة لتحررني من كل القيود الخانقة والأسئلة العقيمة! أصبحت أتمتم في نفسي وأقول إننا خلقنا، نحيا ونموت وهكذا دواليك.. ككل مخلوق آخر في حلقة مفرغة لا متناهية، فمنا السعيد ومنا الشقي، ومنا الصحيح ومنا السقيم....شاء من شاء وأبى من أبى.... فتباً لمن كان السبب في وجودي... هذا ما جناه عليّ أبي وما جنيت (ولن أجني) على أحد!! لماذا خلقت بهذه النفسية المريضة، الحقيرة؟ فأي خالق عادل هذا الذي يرضى كل هذا الظلم وهذه المعاناة الجهنمية لكثير من مخلوقاته(وغالبيتهم ممن يزعمون الإيمان به و يقرّون بألوهيته، اقرؤوا الأخبار وانظروا إلى ما حولكم، فماذا تجدون؟ من أكثر من يعاني بالله عليكم ؟) باسم الابتلاء والاختبار؟!. ولكن ليس هذا أكثر ما يؤلمني، لأن هؤلاء الزاعمين الإسلام يستحقون-وأنا أولهم- بنفاقهم وكذبهم وجهلهم أكثر مما يجري لهم ولو كنت ذا قدرة(!!) لاجتثثتهم- ونفسي - عن بكرة أبيهم عاجلٍ غير آجل!! فقد أصبحت أشمئز من كل شيء عربي أو إسلامي. واسمحوا لي أن أقول لكم بصراحة ومرارة أنني بدأت- وأستسمحكم عذراً- أكره العرب والمسلمين بكرهي لنفسي. فما أجد منهم إلا نفاقاً وكذباً وأنانيةً رهيبة وتكالباً غريباً في حب المظاهر الزائفة والتوافه من الأمور. وما يغيظني أكثر(وسأموت في غيظي على ما يبدو!) هو أن من يزعم أنه القادر على كل شيء يكتفي فقط بالوقوف متفرجاً وكأنه(سادياً) يتلذذ برؤيتنا نعاني ونتألم!! ويعاملنا وكأننا أنداد له، وكأني به يقول أنتم كبار أقوياء فتدبروا أمركم إذن!!. إن كان قد خلقنا فلماذا لا يدبر أمرنا ؟! وييسر لنا عبادته والاعتراف به و يحقق العدالة والسلام والسعادة في هذه الدنيا وفي الأخرى (إن كان هناك أخرى على أية حال!)؟! فما المانع أن يعيش الناس سعداء في هذه وفي تلك (إن وجدت)!!!وإن كانت هذه المعاناة عقاباً، فلماذا لا يخسف بنا الأرض إذن، ويستبدلنا بقوم آخرين أتقياء بحق وصالحين؟! أعلم أني قد أتجاوز بهذا الكلام حدود اللياقة والكياسة والأدب مع من آمنت به يوماً وكان رجائي وملاذي، ولكن طفح الكيل يا دكتور وائل، ولم تعد لي طاقة احتمال، ولم أعد أؤمن بشيء وفقدت طعم الحياة. لقد أصبحت لا مبالياً أكثر فأكثر وأتمنى لنفسي جحيماً أبدياً بعد الموت. وكم تمنيت- وأتمنى- لو أنني لم أخلق ولم أكن شيئاً مذكوراً أو أنني لم أؤمن يوماً بشيء اسمه الله وأتلذذ بعبادته!! فأصبح حالي كمن أحب حبيباًً يوماً، ولكنه خيّب ظن محبوبه ثم هجره. فتمنى المحب لو أنه لم يتعرف على ذلك المحبوب أصلاً !! فمن نحن؟ وما نحن سوى كتلة من اللحم والعظم وجملة من المشاعر والأحاسيس تحتاج إلى رعاية من فطرها إن كانت قد فطرت فعلاً بفطرة فاطر!! ولكن(هذا الفاطر إما أن يكون في إجازة أو أنه عاجز أو غير موجودٍ أصلاً)! فإن كان موجوداً فإني سألقى حسابي عسيراً يوماً على هذا الكلام، وإن لم يكن فيا حسرتاه على ما حرمت على نفسي، سذاجة وحمقاً في سبيله.... !!!! وقبل أن أنهي رسالتي أود أن أطلعكم على سبيل الذكر لا الحصر، بناءً على طلب الدكتور وائل، على بعض الأدوية التي تعاطيت دون فائدة ثم هجرتها ليأسي منها ومن الشفاء، واستعجالاً للنهاية!!! فلم أعد أبالي بكثرة الأمراض والعلل فأوقفت كل دواء، لكن تلك التي تدخلني في سبات عميق (!) فلا زلت مضطراً للأخذ منها من وقت لآخر لإيقاف طاحونة التفكير النكدي مؤقتاً: Lysanxia, Prozac, Stilnox …… كما أود أن أقترح عليكم شيئاً وهو أن يفتح المجال أكثر للنقاش والحوار بين أصحاب المشاكل أنفسهم، لأن ذلك سيخفف، نوعاً ما، العبء على السادة الدكاترة في الإجابة، حيث سيقتصر الرد في هذه الحال على نشر التعليق من قارئ معين عاش نفس المحنة أو المشكلة مع تعليق مقتضب عند الضرورة من الدكتور صاحب الاختصاص. ومن ناحية أخرى، إن سرد ظروف مشكلة ما من قبل صاحبها ووصفه كيفية الخروج منها قد يساعد كثيراً شخصاً آخر يمر بنفس الحالة أو بمثلها. تماماً كما فعلت الأخت والدكتور وائل معي. وهذا الحوار لا يتناقض البتة مع مهارة وكفاءة الدكاترة المحترمين القائمين على هذا الموقع. بل على العكس، وسيكون ذلك مصدر إثراء وخبرة لكل القراء. أشكركم مرة أخرى. 20/9/2005
الأخ العزيز، أهلا وسهلا بك متابعا على صفحتنا استشارات مجانين، نحن عادةً ما نفرح بالمتابعات، وبالمشاركات، إلا أن متابعتك هذه رغم الوقت الذي مضى منذ كتابتك إنت لنا وحتى قراءتنا اليوم لمتابعتك، تبدو لنا متابعتك متابعةً متعجلةً، ومؤسفةً في نفس الوقت. إذن فأنا لا أكتمك انزعاجي الشديد من متابعتك المتعجلة التي جدفت فيها يمينا ويسارًا مُفجِّرًا وعيك وداهسا على شظاياه ذات اليمين وذات الشمال، وجدفت حتى على الله أستغفر الله العظيم فاستغفره، ولعلك هنا تثبت مرةً أخرى ما قلناه في: الاكتئاب الجسيم يسلب الإيمان ويفتح للشيطان، وفي الاكتئاب الجسيم يسلب الإيمان ويفتح للشيطان مشاركة أوافقك الرأي فيما يتعلق بخطورة الانهماك على الإنترنت في حالة المكتئب والمنطوي، لأنها غالبا ما تزيده انطواء وابتعادًا عن الناس، حتى وإن كانت في البداية مسكنا له، وأحيلك إلى: وسقطت في شراك العنكبوت:أختي مدمنة إنترنت، كما أوافقك على رأيك فيما يتعلق بالعادةُ المُسْتَـنْزِفًة، ولكن في ظروف معينة وبشروط معينة، وليس على إطلاقها والشرع واضح في ذلك، وإن اختلف الفقهاء فيما بينهم.أنا لا أدري يا أخي لماذا أوقفت علاجك؟ صحيح أنني رأيت في ردي الأول عليك أنك لو كنت مريضي لنصحتك باستخدام العلاج الكهربي لما له من سرعةٍ في إحداث التحسن لأنني كنت أراك على شفا حفرة مما أنت فيه الآن، لكن لا بأس من العلاج العقاري إذا ما ارتآه طبيبك المعالج، فقط بشرط أن تصبر عليه لأن استخدام العقاقير لعلاج الاكتئاب يعني أن على المريض وأهله أن يصبروا مدةً لا تقل عن أسبوعين وقد تصل إلى سبعة عشر أسبوعا حتى يبدأ التغير المطلوب في المزاج نحو التحسن، بينما تعطي الجلسات الكهربية تحسنا يلاحظ ربما خلال أيام ولن أقول أسبوع!إذن فأنت تركت العقار المضاد للاكتئاب لأنه لم يسعفك، وتركته من تلقاء نفسك ودون إبلاغ الطبيب المعالج، وهذا خطأ كبير في حق نفسك ولكنه ليس مستغربا من مكتئب، والعقار الذي ذكرت اسمه لنا هو الفلوكستين أحد أنواع مجموعة الماسا التي يمكنك أن تقرأ عنها من على صفحتنا مشاكل وحلول: ماس وماسا هل يخربطوا الدماغ ، الماس والماس واحتمال الخطأ ، واقرأ من على مجانين: ما هيَ الماسا ؟وأما ما هو في منتهى السوء فهو اضطرارك لاستخدام العقار الذي يساعدك على النوم وأغلب الظن أنه الستيل نوكس وربما الليس أنكزيا أيضًا، فأما الأول فيسبب الإدمان لأنني أعرفه، وإذا قرأت النشرة المرفقة فستجد مكتوبا فيها أنه لا يصح استخدام هذا العقار لأكثر من أسبوعين كي لا يحدثَ تعود عليه!، وأما الثاني فهو كما يفهم من اسمه (وأنا لا أعرفه) أحد مضادات القلق وأخشى أن يكونَ أيضًا من مجموعة البنزوديازيبين التي تسبب الإدمان، ويفهم من ذلك أنك لم توقف العقاقير متخذا موقفا وإنما مللا وضجرا واستكمالا لمسلسل التفكير النكدي، واستسلاما لفقدان الصبر مع الأسف.أنت إذن قد فقدت القدرة على الصبر، بدليل أنك تركت العقار الذي يعالج الاكتئاب وواصلت استخدام العقار المنوم الذي أعلم أن طبيبك النفسي المعالج كان سيوقفه لك في الزيارة الثانية، كي لا يحدث تعود أو إدمان في نفس الوقت الذي يكونُ فيه مضاد الاكتئاب بدأ في العمل، لكنك لم تصبر، ومعنى هذا أيضًا أنك فقدت القدرة على التفكير السليم، وأنك تكتفي الآن بلعب دور الضحية وكأنك تستعذبُ المرضَ، وتودُّ بقاءه، ثم تستمرُّ في الشكوى والنواح، وليتك اكتفيت بذلك! ، ولكنك لم تكتفِ ورحت تجدف على الله وتجتر الأفكار فيما لا طائل من التفكير فيه! وأنا هنا أذكرك بحديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:"يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا،من خلق كذا، حتى يقول من خلق ربك.فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته". صدق صلى الله عليه وسلم، رواه البخاري ومسلم. *عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله، فإذا جاءه شيء من ذلك فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم وليقل آمنت بالله"، "صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم "رواهُ البخاري في صحيحه.إن ما يحدثُ لك الآن أسوأ مما كان، ولم يعد جائزًا لا لك ولا حتى لطبيبك النفسي إذا صدقته الشكوى وعبرت له عن ما في داخلك، أن يكتفي بكتابة عقاقير الاكتئاب أو غيرها، وإنما أصبح العلاج باستخدام جلسات الكهرباء ضرورةً لأن من يفقد إيمانه بهذا الشكل يصبح على وشك الانتحار، ذلك أن الإيمان هو أهم ما يحمي المسلم أو المتدين المكتئب من الوقوع في جرم الانتحار،وأنا هنا أجدني مدفوعا لإحالتك إلى رد آخر قاسٍ للدكتور عمرو أبو خليل هو : لقد كنت في حضرة الله فلماذا لم تعترض ؟! كما أذكرك بأن الإسلام يحرمُ قتل النفس سواء قتل الإنسان نفسه أو قتله غيره قال الله تعالى:((.....وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً))(النساء: من الآية29)، بل بالغ الإسلام في تجريم قتل النفس فاعتبر قتل نفس واحدة: بمثابة قتل الناس جميعا، قال تعالى:((..... مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً.....)(المائدة: من الآية32).ثب إذن لرشدك يا أخي واستغفر الله سبحانه عن تقصيرك في حق نفسك وظلمك إياها، وعد طبيبك النفسي المعالج واضحا وصادقا، وضع أمامه ما وضعت في سطورك الإليكترونية هذه التي أرسلتها لنا فآلمتنا سامحك الله، وقل له أرحني بأسرع طريقة ممكنة، ونحن في مشاكل وحلول في انتظار متابعة ثانية تزيل عنا الألم هداك الله ورفع عنك البلاء.